شهقة من دم البردوني..بقلم الشاعر عبد الحميد الرجوي

شَـهـقَـةٌ مِـن دَمِ الـبَـرَدُّونـي

عـلـى وطَـنـي أرى الـمَـنــفَــى
يُـحَــاصِــرُ نـفـسـي الـتَـلْــفَــى

أُغَـمِّــسُ كِـسْـرَةً مِـن خُـــبــــزِ
فـي زيـــــــــتٍ بـَــدا أجـــفَـــى

و أحسو حِين يَـظـمَـى المـاءُ
مَــــــاءَ الــنــاقــةِ الـعَــجْــفـَـى

أيــا وطــــنــــي كـأنــي فــيــكَ
روحٌ عُـــمْـــرُهـــا اْســتَـــوفَـــى

ولــي جَـــــسَـــــــدٌ كــأن الـلـهَ
أبــــدَى فـــيـــهِ مــا أخـــفَـــى

غَريبٌ .. و الأمـانـي الـبِـيـضُ
فَـــقْـــداً ، لــونُــهـــا أغْـــفَــــى

وإنــي شـَـــهـــــقَــــــةٌ مـــاتَـــتْ
بِـحَــلْــقِ الـمـــاءِ إذ جَـــــفّــــــا

أُعَــنــقِــدُ فـي فَـمـي أمَـــــــلاً
ذبــيــحــاً مِـن دَمـي حُــــفّـــــا

يـُخـاتِـلُـنـي صَــدَى الـذِّكـرى
وبـي يـَســتَــمــرىءُ الــنَّــزفــا

ألُـــوكُ قــصـــيــــدةً حَـــــرّى
إلـى بــلــقــيـسِــهــا لَــهْــفَـــى

و أعـصِـرُ مِـن عَـنـاقــيــدِ الـ
تَـشَــظّــي و الأسَـى حَــرفــــا

وإنــي مِــن تــَـــــآويــــــهـــــــي
أجُــرُّ الـمُــشــتَــهَـى نِــصــفــا

فَــنِــصـــفٌ قَــــــدَّهُ الــغَـــازي
و نِـصـفٌ يـَحـتَـسـي الحَـتـفـا

أخُـطُّ عـلـى رغــيــفِ الـروحِ
مِـن جُـــــوعِ الأنـــا عَــصــفــا

و ألــعــَقُ مِـن يـــَــدِ اللاشــيءِ
وَهْــمـــاً خِـــلْـــتُـــهُ سَـــعْـــفـــا

كــأنــي حِــيــنَــمــا أدعـــــــــو
المُـنـَى أسـتَـصـرِخُ الـقَـصـفــا

أنــا و قـــصـــيـــدتــي جُـــرحٌ
بــجُـــرحٍ لامَــسَ ( الـطَّــفَّــا )

أُكَــفــكـِـفُ عـنـكَ يـا وطــنـي
دمــوعـــاً تُـطـفـىءُ الـطَّــرفــا

أُراوِدُ حُــلْــمـَـكَ الـمَــخــنـــوقَ
فـي حَــلْــقِ الـمَـــدى رَشْـــفـــا

أُؤنــسِــنُ فَــنَّــكَ الـمـَصــلــوبَ
فـي قَـلــبِ الـهـــوى خَــسْــفــا

كـأن أصـــابـــــعَ الـــنـــايـــــاتِ
ضَـــلَّـــتْ مــثــلــيَ الـعَــــزفـــــا

أفَـــتِّــــشُ عــنــكَ فــي ذاتـــي
لألــقَــى فــيــكَ مــا يـَـخْــفَــى

أسـَـافــرُ فـي عُــبَــابِ الـغَــيــبِ
أبــحَــــثُ فــيــكَ عــن مَـــرفـــا

أُسـَـائـِـلُــنــي عــلــيَّ الــــيــــومَ
إنـــي أقـــــــــــــرأُ الـــكَــــــفَّــــــا

مـتـى عــن كــاهــلــي يـَـنــزاحُ
حِــــمْــــلٌ لــيــتَــهُ عَـــــفَّـــــا !؟

مـتـى أُلـقـي عَــصــا الـتـرحـالِ
فــي أرضٍ هــيَ الــزُّلْـــفَــــى  !؟

            عبد الحميد الرجوي