» » رحلةٌ في مجرة الضاد – بقلم الشاعر- محمود موزة

دوزنْ مجازكَ للرحيلِ إلى الفضا
ما كل تأويلٍ هنالك مُرتَضى
.....................
واخلع رمادكَ سِرْ بروحكَ حافيًا
فلطالما نزف الترابُ و أجهضا
..................
لغة الرحيلِ أهِلَّةٌ رمضانُها
يبقى يضيءُ وإن زمانكَ أغمضا
..................
وطرقتُ بابَ الروح أطلبُ مُدخلًا
فانداح في صدري الغمامُ وأومضا
.............
برقٌ تخطَّفَ للجهاتِ ..تكشَّفتْ
ليلايَ حين سريتُ في وادي الغضا
...................
وأنا الملوَّحُ كم أهيمُ بعشقها
ألفُ فباءٌ سرها في الروح ضا
...............
مرت بهندَ طفولةٌ فكهولة
ثم الفناءُ لثوبِ فتنتها نضا
.................
وخُلقتِ يا أمَّ اللغاتِ صبيةً
أنَّى لمثلكِ أن يشيخَ ويمرضَا
.................
نايٌ تموسقَ في القلوبِ حُداؤه
فاحتلَّ في غورِ المشاعرِ مِربضَا
...................
لغةٌ تسيرُ على صراطٍ غير ذي
عِوَجٍ فكللها المهيمنُ بالرضا
.........................
وأثابها ثغرَ النبي محمدٍ
هذا الذي اسودَّ الزمانُ فبيَّضا
..................
لو لم تكوني مثل أحمدَ في النقا
ما كان ثوبُكِ في البلاغةِ أبيضا
.....................
جمحتْ لغاتُ الأرضِ دون بيانِها
وجوادكِ العربيُّ جاءَ مُروَّضا
.....................
فغدوتِ مئذنةَ السماءِ وقدسَها
وغدوتِ في باب الرسالة مِقْبضَا
...................
وتلاكِ حتى العُجْمُ في محرابهم
سبحانَ من سَنَّ البيانَ ليَفرِضَا
.................
شجر ارتحالكِ وارفٌ... في ظله
تهفو المسامعُ أن تسيرَ وتركضا
................
يا ماءَ زمزمَ إنَّ نبعكِ لا يجفُّ
معينهُ.. هو هكذا حكم القضا
....................
لا يرمينَّكِ بالضحالةِ مارقٌ
إلا وكانَ بما أصابكِ مُغرِضَا
...................
إنْ خرَّ قومٌ أنتِ فيه جوادهم
وتجرَّدوا من كلِّ عِزٍّ قد مضى
....................
فلأنهم ما أوردوهُ ظَماءَهمْ
أفلا يكونُ عنِ الحمولةِ مُعْرِضَا
.......................
وتضيءُ في العصر اليتيم كواكبٌ
مسحتْ على رأسِ البيانِ لينهضَا
....................
من كلِّ حدْبٍ ينسلونَ فعَالِمٌ
نفْسًا لديهِ لذي الجلالةِ أقرضَا
....................
حملَ الحروفَ على الجفونِ فتارةً
يغفو و يفتتحُ الستارةَ مُغمِضَا
.................
ويغوصُ في بحرِ البيانِ مُحلِّقًا
بسفينةِ التأويلِ أغراهُ الفضا
..................
أو شاعرٌ- بانت سعاد- فلم يزلْ
يبني الذي مُذْ غادَرتْهُ تقوَّضَا
.....................
ومجامعٌ للضادِ أورقَ غُصنُها
تحصي الدخيلَ المستبدَّ لتدْحضا
.................
تبقينَ يا لغةَ الجمالِ على المدى
عرشًا سماويَّ البهاءِ مُفوَّضَا
...............................
ونوافذًا منها أطِلُّ على الرُؤى
 
لأضوعَ ملءَ الروحِ سحرًا أبيضا

عن مجلة الثقافة العربية أزمان هاشم

مجلة الثقافة العربية - مجلة أدبية -شاملة - - نهتم بكافة النصوص الأدبية سواء كانت شعر أو نثر أو قصة أو مقال إلخ -- نمد إيدينا لنشر جمال اللغة العربية لغة الضاد ومساعدة المواهب الأدبية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبادة الفيشاوي
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini