» » تاج العروبة..بقلم الشاعر غياث عياش

إلى منارات الأمة ومشاعلها الوضاءة .. الى الحاملين على اكتافهم شرف الجهاد والوقوف بوجه الطغيان .. الى الذي قدموا ولازالوا يقدمون الغالي والنفيس فداءً للعزة والكرامة
الى مثلٍ منهم .. وواحد من تيجان رؤوسنا .. إلى البطل د. لطفي الياسيني
بكل التواضع ارفع هذه القصيدة
(( تـاج العـروبة .. طفـلٌ وحجــر ))

بـِأحـْــرُفِ النـّــور .. أَرّخْ .. أيّهـــا الخبــــرُ
وفـي ضَميــر الــوَرَى .. فلْتُحْفَــرِ الصّــوَرُ

مـا ضَــاعَ حَـــقٌ جنــودُ الّلــهِ ... تَحمِلـُــهُ
وبـَاطــلُ البغـْـيِ .. مهمــا طــالَ ينْـدحِــرُ

حَتـّـامَ نغفــو (وأقصـى الطهــر) مُمْتهَـــنٌ
والقــدسُ تصــْرخ : واغــوثــاهُ يـا عُمـَــرُ

طـــال السّكــوت ..علـى ذلٍ .. يُمَـرّغُنــــا
فَســَادَ فــي أرضنــــا السّـفـّــاح والأشِـــرُ

من سَطـْوة الــرّعـبِ قـد شُلـّـتْ عزائمُنــا
حتـى كـَـأنّ الخَنـَـا .. فـي أرضنـَــا قـَــدَرُ

صــاح التّــرابُ بـِـوَجْــهِ الغــاصبيــنَ لـَــهُ
مَهــْلآً .... فهــذا هـــو البـُـركــان ينْفجِـــرُ

عـادتْ لنـا صَحْــوةُ الأحــرارِ فـي شَمـَــمٍ
مـن بَعــدِمـَـا مـَـاتَ فينــا العـــزّ والكِبَـــر

أجـَّـتْ بنـــا نخـــوة الثـــوّار شــامخــــةً
كـي يُحـْرَقَ الخـوفُ والإحبـاطُ والحَــذرُ

مـَنْ كـان يَحْسبُ مَهـْــرَ المجــد مُعتـَـرَكٌ
فـرسـانُه الماجـدانِ .. الطّفــلُ والحَجـَــرُ

عطّـرْ رحـاب العُـلا مـن ضَــوْعِ مَلحَمـَــةٍ
خُطـّــتْ بهـــا  عِـــزّةُ الإنســانِ  والعِبــَـرُ

كَفكِــفْ جـراحـكَ واكْسرْ قيــدَ طـاغيــةٍ
سَعّــرْ لهيبَــكَ ... خـــلّ الأرض تسْتعـــر

سجّـلْ بفخـْرٍ .. بــأنّ الخلــدَ .. غـايتُنـــا
وفي فلسطين ـ فخــراً ـ تشمــخ السّيـَـر

ياغَـاصِـبَ الأرض هـذي الأرضُ طاهــرةٌ
يُخْبــركَ عنهـــا ..... الصليبيـون والتّتــر
            ************
يـا منبـر القهــر أعلـن ثــورةً .. نضجــتْ
هـاهـم أســودٌ بِسَـاحِ الكبـْـت قــد زأروا

فلْيسْمـَـعِ الكــون رَجعَــاتٍ .. لــزأْرتهــم
وليـوقـنـوا أنهـــم بالحــقِّ قــد جهـــروا

هـاج اشتيـاقي لهـذا الصـوت مـن زمـنٍ
اليـوم قــَد ينتشـي . في قبـْـرِه . مُضَــرُ

سلّوا نفـوساً حمـاهـا الوَعـيُ مـن صَـدَإٍ
لا القتـلُ يـرهبُهــا لا السجـنُ لا الخطــرُ

تحـَـرّكَ الـوَعــْيُ يُحْيـِي رغبـةً سُحِقَــتْ
بِمخلـَـبِ الغـَـدرِ ... عـَـلّ الظِّفْــرَ ينكسـر

فمِـنْ أَتـُون الـرّدى .. شعّــتْ منـائـرُهــمْ
ومن شمـوع المُنـَى قـَد أُشْعلــتْ صَقـَـرُ

تلجْلــجَ النـّـور .. فـالأحـداق شـاخِصَــةٌ
كــأنّ واحـدَهــم .. فـي ليلـنــا .. قـمـــر

فـوقَ البِطـاحِ ربيـعُ الحسْم .. يَجـذِبُهـم
أجسـادَهُـمْ قـدّمـوا والـرّوحَ قــد نـَذَروا

لـنْ يذهـبَ الحـقّ فـي أعـرافنــا هـَـدَرَاً
فالعـارُ يُخْزي جبيـن العـرب إنْ هـَـدَروا
              ************
يا منطقَ العـدلِ هـلْ تَـرضَى بمغتصـبٍ
داسَ العــدالـــة ـ لــلإنســان ـ يَحتقـِــر

فُجّـارُ كَـوْنٍ ـ ووهـْمُ الـوعـدِ ـ حجّتُهــمُ
عـَاثـُـوا بـأرضِ الهُـدى أعمَـاهـُـم البَطـَـرُ

قـَـالـوا بـأمـْنٍ لهــمْ قــد صــار مُعتقَــداً
لابحـْثَ فـي زَعْمـِهِ .. ولْيَخْـرَسِ البَشَـرُ

مَهـْـدَ الــدّيـانـات ـ مَمْهـوراً ـ بقبـْلـتـنــا
قـــدّم مثــالاً عـلـى الأزمـــان يُعـتـبـــرُ

خــلِّ الحجـارة تهــوي فـــوق رَأسِهُـــمُ
سـيفـاً علـى أمنهــم .. يفـري ويجتــزر

أحجـاركـم تكتــب التــاريـخ فــي ألــقٍ
والكـون مـن نهجكـــم يــرنــو وينبهـــر

أنتـم طيــور الأبـــابيــل التــي بُعـثــَـتْ
فــي غيهــب الظلــم .. للأمجــاد تبْتـدر

سجّـيـلكــم مـاحــقُ .. للشــرّ يصْعـقـُــه
تصميـمكـمْ حمــمٌ ... إقــدامكــمْ شـــرر

أقــدارنـــا أصبحـتْ فــي كفّكــم أمـَــلاً
دمتـمْ لنــا . غيـثَ عــزٍ . بـُورِكَ المَطـــر

إنّ الإرادة .. فـي أحجـاركـم .. رسَمـَـتْ
مستقبـلاً عَجــِزتْ عــن صنعـــه الفِكـَــر
            **************
يــا فتيــة العــزّ .... إنّ الفجـــر منبلـــجٌ
وعتْمــة الجـور فــي الأرجــاء تحتضــر

قلتـمْ ـ بـأفعـالكـم ـ : سحقـَـاً لمغْتصــبٍ
طــوبــى فــذي وصمــةٌ للعــار تنْحســر

دكـّـوا صــروحــاً أقــام البغــي دولتهـــا
يسْمـو بكـمْ .. جيلنــا .. الآتـي ويفتخـر

كـونـوا سـدوداً بــِوَجـْه القمـع وقفتكـم
فالعـرب فـي صَمْتهــم قـَـد لفّهــمْ خـَدَرُ

لا تقـبـلـــوا أي حــلٍّ .... ننتقـيــه لكـــمْ
الحـلُّ فــي يـَدِكـمْ .... قـد شلّّنــا الخـَوَر

لا تحسبـوا المــاء عـذبــاً مـن مظـاهــره
كـمْ مـن نَميــرٍ صَفـَــا فـي قعــره عَكـَــر

هـذي أمـانـيُّ شعـبٍ .. في معـاصمكــم
كي تنقـذوهــا فقـد غصّــتْ بنــا الحفــر

صبـراً وأعــرف أنّ الصبــر .... تضحيــةٌ
يحميكـم الخــالــدان ..... اللــه والقــدر

إنْ تُقتلــوا أو تـَذوقـوا الفَجْــع لا جَــزَعٌ
فمـن قَضَـى النّحـبَ فـالجنـّات تنتظـــر

مـلائِــكُ العـــرشِ رغـْــم القـَـدرِ تغبطـــه
والّلــهُ يُكــرِمـُــه .... هـذا هــو الــوَطـَــر

جَـوْلاننـا قلــقٌ ... والقـدسُ فـي شَغَـــفٍ
لـِــرايـَــة النّصــرِ فــي الأجـْـواء تنتشـــر

لا تقنطــوا .. إنَّ للبـَاغيــنَ .. جَـولتهـُــم
وحِكْمـَــةُ الّلـــهِ .. أنَّ الحــقَّ .. مُنتصـــر

أسْتـَـأذنُ العـُــرْبَ فــي قــولٍ يُشَــرّفُنــا
الطّفـْــل تـَـاجٌ لنــا .. مَـاسَـاتُـه الحَجـَــرُ


عن مجلة الثقافة العربية رهيف السريحيني

مجلة الثقافة العربية - مجلة أدبية -شاملة - - نهتم بكافة النصوص الأدبية سواء كانت شعر أو نثر أو قصة أو مقال إلخ -- نمد إيدينا لنشر جمال اللغة العربية لغة الضاد ومساعدة المواهب الأدبية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبادة الفيشاوي
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini