بنات الدهر..بقلم الشاعر نزار درميني

رأيتُ بنات الدهر خيرَ تجاربِ
لكفِّ الدموعِ الهامعاتِ السواكبِ
صدقْنَ بوعدٍ يومَ ضنَّتْ أحبةٌ
وجادتْ عليَّ بالوعودِ الكواذبِ
وما مِن بنات العينِ نفعٌ إذا غدا
فؤادُ الذي تهوى خليّاً أيا أبي
وزادتْ بنات الحيِّ في الطينِ بلّةً
وقد مانعتْ وصلي وزادتْ متاعبي
إلى أنْ بنات الفِكرِ منهنَّ زُلزلتْ
فأطلقتُ خيلي في خضمِّ ملاعبي
ألا أيها القرطاس صبراً فإنني
سأكتبُ ما تملي عليَّ مصائبي
ولا تحسبَنّي في القصيدةِ لاهياً
فهذا نجيعي قد سرى في مكاتبي
يعلِّمني البعد المريرُ مناهجاً
ويصفعني إنْ رمتُ ودَّ الأقاربِ
ويجلدني ألفاً وتسعينَ جلدةً
إذا قلتُ هذا في البريّةِ صاحبي
وحقِّ الذي بالحقِّ أسرى بعبدهِ
وحقِّ الذي يدري علومَ السَّحائبِ
وحقِّ الذي بالعرشِ ياصاحِ واحد
وحقِّ الذي لم يأبَ توبةَ تائبِ
لِصحبي وأحبابي صنائعُ جمَّةٌ
تؤكِّدُ لي أنَّ الودادَ بكاذبِ
تعلّمني في كل يوم مصائبي
بأنّ الهوى محضُ السرابِ المواربِ
بيَ الرأسُ قد شابتْ وما الدهرُ علّةٌ
ولكنْ منَ الهجرانِ شابتْ ذوائبي
....
....
نزار درميني