» » عيوب القافية(البحث الثاني).. بقلم الشاعر خالد خبازة

في عيوب  القافية

البحث الثاني

"  السناد  "  أحد عيوب القافية

كنا تتبعنا في المقالات السابقة ، و تحدثنا عن حروف القافية ، ثم تحدثنا عن عيوبها ومنها كما ذكرنا " الاقواء " و هو تغيير في حركة الروي بين أبيات القصيدة  .
و قد ضربنا لذلك مثالا من النابغة الذبياني .

و تأكيدا للموضوع ،  و للتذكير بهذا العيوب ، فاننا نتابع البحث فيها بقصد تجنبها و الابتعاد عنها .

و بحثنا اليوم يتعلق بعيب آخر من عيوب القافية " السناد "

أما عيب  "  السناد  "  فهو تغيير في حركة الحرف الذي يسبق حرف الروي مباشرة ، وهو عيب يقع فيه الشعراء  كثيرا ، و أرى انه يمكن التجاوز في بعضه ، و لا يجوز في البعض الآخر .

وهو على  أنواع .. لن نتحدث عنها و انما سنضرب أمثلة على بعضها لأن الأمثلة هي التي أكثر ما يرسخ في الذهن ، و يدل على الموضوع  و هذا العيب  كثيرا ما يقع فيه الشعراء  ، كقول البعض :

يقول الكسعي – وللكسعي هذا .. قصة طويلة مع قوس له قام بالصيد بها ليلا ، و كان قد تعب كثيرا في تصنيعها وتحضيرها حتى أصبحت على مستوى عال من الصنعة  .. و لما قام بالصيد بها ليلا ، ظن أنها أخطأت الصيد.. فقام بكسرها دون التأكد منها  .. ولما جاء الصباح وجد ان الصيد كان صحيحا فندم ندامة شديدة .  وهذا يذكرنا ببيت الفرزدق عندما قام بتطليق زوجته " النوار " حيث يقول :

ندمت ندامة الكسعي لما ... غدت مني مطلقة نوار

ونعود لموضوع السناد . يقول الكسعي  :
:

ندمت ندامة لو أن نفسي ... تطاوعني اذن , لقطعت خمسي

أي لقطع أصابعه الخمس

ثم يقول في البيت الذي بعده بعد أن تبين له مدى دقة القوس :

تبين لي سفاه الراي مني ... لعمر أبيك حين كسرت قوسي

فهنا في المثال نرى أن حرف السين هو بالنسبة لأحرف القافية ، ما ندعوه  حرف الروي ،  و نلاحظ أن الحرف الذي قبل الروي في البيت الثاني  هو حرف الواو في لفظة " قوسي "، و هو حرف صوتي سبق حرف  الروي ، في حين أن البيت االأول  ، لا وجود للحرف الصوتي المذكور وانما جاء محله حرف صامت ، هو حرف " الميم " في لفظة " خمسي " و هي الميم التي سبقت حرف الروي مباشرة ..  لذا فان ابدال حرف صامت بحرف صوتي سابق لحرف الروي ، يعتبر سنادا و هو عيب من عيوب القافية  ، التي نؤكد على وجوب الابتعاد عنه مطلقا . فهذا العيب لا يجوز اطلاقا .

هناك نوع آخر من السناد   يقع فيه  الكثير من الشعراء كما في قول  النابغة الذبياني :

فبت كأني ساورتني ضئيلة ... من الرقش في أنيابها السم ناقِعُ

ثم يقول :

بمصطبحات من لصاف و ثبرة ... يزرن ألالًا ، سيرهن التدافُعُ

الضئيلة : هي الحية .

فلفظة  " ناقع  "  في البيت الأول ،  نلاحظ أن حرق القاف و هو الحرف السابق لحرف الروي ، جاء ( على الخفض ) أي بالكسر ، في حين أن حرف الفاء في البيت الثاني بلفظة " التدافع "  جاء حرف الفاء السابق لحرف الروي ، ( على الرفع ) أي بالضم .. و باعتبار أن كلا الحرفين السابقين لحرف الروي مباشرة , هما حرفان صامتان ..  فيمكن التجاوز عن هذا العيب .. انما الابتعاد عنه يكون أكثر صحة .

و هناك أنواع كثيرة من عيوب القافية ، يكون الخوض فيها عميقا و شاقا .. ولكن ما ذكرت هو الأكثر استعمالا ويقع فيه الكثير من الشعراء , بما فيهم فحولهم .

أرجو أن أكون قد وفقت في ايصال المعلومة .

.....
خالد ع . خبازة

عن مجلة الثقافة العربية رهيف السريحيني

مجلة الثقافة العربية - مجلة أدبية -شاملة - - نهتم بكافة النصوص الأدبية سواء كانت شعر أو نثر أو قصة أو مقال إلخ -- نمد إيدينا لنشر جمال اللغة العربية لغة الضاد ومساعدة المواهب الأدبية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبادة الفيشاوي
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini