أذنٌ عملاقة أذهلت الناس حين دخلت السوق, لا يدري أحد من أين أتت, قالوا بأنها هبطت من السماء, وقيل أنها خرجت من باطن الأرض.
" إنها مخلوق فضائي " قال هذا الكلام صاحب محل للألعاب الإلكترونية وهو يركض, تاركا باب محله مفتوحا, " بل هي من الجن " ردت عجوز من فوق ظهر ابنها وهو يعدو هاربا..
كان لهذه الأذن طول بمترين، وعرض بمتر واحد، وسمك بعشرين سنتمر, كانت تسير في الأسواق كرجل ضخم, ويشاهدها الواقف على مسافة بعيدة في السوق, أو قل يشاهد طرفها الأعلى من فوق الرؤوس.
أخذ أهل المدينة يعتادون وجودها بينهم, لدرجة أن أحد الأطفال يوما لمسها بيده, لكنه قضى صعقا, فلم يجرؤ أحد بعدها على الاقتراب.
كانت تسير على نهايتها السفلى بطريقة لا تشبه أي طريقة يسير بها كائن حي ولا حتى آلة سير, لا أرجل لها, لا عجلات, ولا يصح أن نقول بأنها تزحف زحفا, الخلاصة أنها تسير على نهايتها السفلى ولا تسألوني كيف, وحدث أنها ارتفعت عن الأرض نحو متر فتأكد أنها تستطيع الطيران, ولكنها لا تريد ذلك, تريد أن تكون مع الناس وكأنها واحدة منهم, حتى أنها تلامسهم أحيانا دون أن يصعقوا أو يصابوا بشيء, تصعقهم فقط إذا أحست بأنهم يتعمدون الاقتراب, يؤكد أنها تريد القرب من الناس ويؤكد أنا لا تصعقهم عند الملامسة, حين تستقل الباصات المزدحمة ولا تستخدم خاصية الطيران, تقف عند باب الباص ثم ترتفع عن الأرض نحو متر وتدخل إليه, ثم تنزل كل مرة في مكان مختلف عن المرة السابقة, ولا تدفع الأجرة بالطبع.
( ملاحظة, هي لا تحمل قرطا, هل هذا يعني أنها أذن لذكر وليس لأنثى؟)
مكثت كثيرا تطوف المدينة, ترتاد الأسواق وتمر بالجامعة والمدارس والأحياء السكنية, ولم يعرف أحد مكانها الذي تأوي إليه, أو لم يعرفوا إن كان لها مأوى بالأصل أم لا, يجهلون عنها كثيرا من الأشياء, لا يعرفون سوى أنها قادرة على الصعق حين تريد, كانت لها قدرة على سمع أي صوت يصدر في مساحة قطرها كيلو متر, بإمكانها أن تستمع لمئات الأصوات, بل لآلاف الأصوات في نفس الوقت, دون أن تحدث لها كثرة العدد تشويشا, وإذا حصل أن سمعت شيئا ذا بال, تحمله, ثم تعود في وقت حدد لها إلى مكانها, إلى الجانب الآخر في صورة جدارية عملاقة تظهر جانبا واحدا من وجه الرئيس.