» » مُنْتَهَى الحُسْنِ ونَبِيُّ الكَمالِ- شعر : مصطفى قاسم عباس



قصيدة  : ( مُنْتَهَى الحُسْنِ ونَبِيُّ الكَمالِ ) كتابةً

 وهي القصيدة المشاركة في المسابقة العالمية لمدح خير البرية التي أقيمت في جمهورية الشيشان ١٤٤٠ هـ.\ ٢٠١٩ م

مِنْ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى فِي الْحُسـنِ حينَ دَنَا
           بـُرَاقُ شِـعْري تــَدَلَّى فـي السُّــطورِ سـَنَا
وأشرَقَتْ في دُجَى حِـبْري شُمُوسُ رُؤَىً
          تُضـيءُ لـي صُــوَرَاً بـِهــا الْمــَدَى افْتُتـِنَا
شَـدَتْ عَـنَادلُ مَعْـنَـىً فــي سَــمَـا لُغَتِـيْ
          و فــي خَـمـائــلِ بَــوْحِـي.. تَـيَّمَتْ فـَنَـنَا
..رَشَـفْتُ شَـهْـدَ خَـيَالٍ فـانْتَشَى خَـلَـدِيْ
          وغِــبْــتُ فـــي سِـحْــرِهِ.. لَمَّــا إلِـيَّ رَنـَا
حتـَّى صَـحَـوْتُ وقَـلْبِي نَـبـْضُـهُ حُـــرَقٌ
          وشـابَ فـي الْجَـفْنِ سُـهْدٌ ضَـيَّعَ الوَسَنَا
فَـسِرْتُ فـي دَرْبِ وَجْـدٍ.. أَمْتَطِيْ شَغَفَاً
          يــقِـلُّنِـي لِـحِــمـىً أنــسَـى بِِــه الـزّمَـنَـا
ورَوضـةٍ تُــنْعِـشُ الـرُّوْحَ الـتِـيْ نَـزَفَـتْ
          دمَ الْحُــشَـاشَـةِ مُــذْ رَكــبٌ لََـــهُ ظَـعَـنا
سَـلُوا الصّــَبا عَـن تَباريْحي فَكَمْ حَمَلَتْ
          جِـبَـالَ شَــوقٍ لِـمَنْ فِـي طَـيبةٍ سَـكَنا !

..مُـحَــمَّـدٌ, إنْ مَـشى أهَدْىَ الغَمَامُ لـَـهُ
          عِـمَـامَـةً , والثَّرَى نَـعْلَيْـهِ كَــمْ حَـضَنَا !
..حَــكَـى لَنَا كَـحَـلُ الأجفانِ عَـن دَعَجٍ
          بِِـمُقْلََـتَيْـهِ ,..وعَـنْـه الْحُـسْـنُ حَــدَّثــَنـَا
عَـلَـى الـدُّروبِ نَـمـا مــَـرْجٌ بِـخَـطْوَتِــهِ
          وَصَـاحَ فَــوحُ الشَّـذا : كانَ النَّبِيُّ هُــنَا
مُـحَـمَّـدٌ.. وَانْتَفَـى التَّشْـبِيْـهُ , لا لــغـةٌ
           وَلا مَـجَـازٌ.. يُـوَشِّي وَجهَهُ الْحَـسَــنَــا
وَلا بُـــحـــورٌ حَــــوَتْ دُرَّاً لــِقَــافــيـةٍ
           حَــوْرَاءَ كالرِّيْمِ.. يـَرْمِـيْ طَـرْفُهَا بِقَـنـَا

..فِـــي عَتْمَةِ الـدَّهْـرِ بِيْدٌ أنْجَبَتْ بَشَراً
           نِــداءُ أوســطِـهِِـمْ : يَـا بَغيُ كُـنْ مَـعَنَا
رَمَــوْا بِـجُـبِّ الوَغَـى أنــوارَ أُلْفـَتِهـِـمْ
           فَــإنْ نَجَـا قَبـَسٌ رُمْـحُ الْجَـفَـا طَـعَـنَـا
فَـكَـم رَوَوْا ظَـمأَ الصَّحْرَاء من دَمـِهِـمْ
           وفـي رَحَى حَرْبِهم كَـمْ فارسٍ طُحَنَا !
حتَّى أتى مَـنْ بِـسِحْرِ الْحُـبِّ وَحَّدَهُم
          وَقـــالَ كـُــلٌّ لـِمَـنْ عَــاداهُ : أنــتَ أنَـا
وانْـسَــابَ طُهْراً فمن صُلْبٍ إلى رَحِـمٍ
          إلـى وُجُـــودٍ ..بَــدا لـولاهُ بَـحْــرَ عَـنَـا
أهـدى سَـنَـا وَحْـيهِ لَـَيـْلَ الـوَرَىْ خُلُقـَاً
          فَـشَـعَّ نَهـْجَـاً , وأَهْـدى ثَـغْـرُهُ السُّـنَـنَـا
وكَــفُّهُ خـَبـَزَتْ قَـمْـحَ الجـيـاعِ , وَمِــنْ
         ثِـيَابِ عَـطْـفٍ كَـسَـا بُـؤسَ اليَتِيم هَنَـا
وفَـيـضُ رَحْـمَتـِهِ.. أحْـيَـا اَّلـتـي سَـفَهاً
          حَـاكـوا لـََها مِـن رِمَـالٍ سُـعـِّـرَتْ كَـفَـنَا

غَـارٌ بِـِمَـكَّةَ ..هَـمْـسٌ مـا.. وَبَــدْرُ دُجَىً
         بِــــهِ .. ولَـمْ يَلْمَـحِ الأعـداءُ مـنـهُ سَـنَـا
وَصـَــاحِـــبٌ حَــــفــَّــهُ رَوْعٌ فــَدَثــَّرَهُ
          بِـبُــرْدَةٍ مِــن يَـقـيـنٍ تُــذهـبُ الْحَـزَنَـا
سَـكـيـنةٌ نـَزَلَـتْ.. جُـنْـدٌ لَــــهُ سَـتَـرَتْ
          عُـشٌّ لـِورْقـَاءَ .. نَـسْـجٌ هـَـاْهـُنَا وَهَــنا
..لا نـَسْـجُ عَـنْكَـبَةٍ , لا بَـيْضُ سَاجِـعَـةٍ
         قََــد أمَّـنَـاهُ.. فَـفيـهِ الكَـونُ قــدْ أَمِـنَــا
أليـس مَنْ سـاقَ أسَرابَ السَّـــلام إلى
           مـديـنـةٍ.. وَبـَنَـى مِــنْ هَــدْيِـهِ مـُدُنـَا
وشَــادَ فِــي كلِّ قـلبٍ مسجداً وسَمَتْ
          مَـــآذنٌ هَــدَمَـتْ فـِي أَنـْفُـسٍ وَثَـنـَا ؟

..إنْ لـــم أكـنْ غَــارَهُ أو جِــذْعَ مِنْبَرِهِ
          فــإنَّ قــلبِيْ لــه مُـنـذُ الصـّـِبـا وَطَـنَـا
جــعـلتُ وِرْدِي صـلاةً لا انْــتَـهاءَ لـهـا
          عــليه أُتـْـرِعُ مِــنـهَـا الـــرُّوحَ والبـَدَنَا
مَــع السَّــــلام إذَا مَــا مُـقْلَـةٌ نَـظَـرَتْ
          أو نَجْـمـَـةٌ لَـمـَعَـتْ , أو صـَـيِّبٌ هَـتَـنَا

عن مجلة الثقافة العربية أزمان هاشم

مجلة الثقافة العربية - مجلة أدبية -شاملة - - نهتم بكافة النصوص الأدبية سواء كانت شعر أو نثر أو قصة أو مقال إلخ -- نمد إيدينا لنشر جمال اللغة العربية لغة الضاد ومساعدة المواهب الأدبية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبادة الفيشاوي
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini