ضبابٌ لفَّ ذاكرتي الضَّبابُ
وطيفُ الحِبِّ يسرقه السرابُ
كأنَّا قد خلقنا من حنين
وأنَّا في تباعدنا نُصَابُ
ويعلق في حناجرنا أنينٌ
ويلقينا إلى النجوى اكتئابُ
تضجُّ حروفنا بالسطر حتى
يقلبها على السلوى اضطرابُ
ونحذف من دفاترنا غيابا
فيرجعنا إلى المنفى غيابُ
فيا أحزان كم أرَّقتِ جفناً
وضاع العمر والأيام شابُوا
دعينا يا عيون الشعر بوحا
ليقرأنا الأحبة والصحاب
كأطفالٍ تلاعبنا الأماني
تعاندنا برفقتنا الصعابُ
طوانا العمر وهْماً واغترابا
كأنَّا صحبة جاؤوا وغابوا
فيا حضن الدفاتر ضُمَّ طفلا
لكي يغفو ويوقظه الشبابُ
فما أقساك يا حُلماً بعيدا
على أجفان إلهامي يباب
فيا ليت السحائب تحتوينا
ويهطل في فيافينا السحاب
أمانينا شموعٌ في ظلام
وأحلامٌ وأفئدةٌ عِذابُ
ولكنَّ ابتعادك عن عيوني
عذابٌ في تحمُّله عَذابُ
أنا يا منيةَ الأضلاع قلبٌ
كقصر الحِيرِ دمَّره الخرابُ
وأبقى في تيقظِ أمنياتي
وحلمي حين أذكركم إيابُ
خزامى الشلبي
18/10/2018