حتى يعودَ دَمُ المعنى إلى الشاعرْ
سأبدأُ البوحَ في الأقصى من الآخِرْ
سأبدأُ الغوصَ في جُرحي ليأخذَني
قنديلَ زيتٍ إلى محرابِكِ الساهرْ
أقولُ للغازِ طرْ ما شئتَ إنّ فمي
سيحبطُ المكرَ في (دُخّانكَ) الخاسرْ
ولن تشاهدَني أجثو بلمحمةٍ
ما دامَ فينا ضميرُ الأمّةِ الناصرْ
خلفي تركتُ دُمَى التطبيعِ راضخةً
تلقى الإشادةَ من نذلٍ ومن غادرْ
وجئتُ للقدس في روحي وفي لغتي
وفي بلاغةِ حرفٍ بالشذا طائر
فلنْ أفكرَ ...والأوطانُ غارقةٌ
في صفقةِ القرنِ أو في قرنِها الماكرْ
وما الشجاعةٌ إلا وثبةٌ فتحتْ
(بابَ العمود) بسيفِ المُقلةِ الكاسرْ
ستُبصِرُ النصرَ.. لو أنظارُهم جَحَدَتْ
ولو رَمَوكَ بحدّ الردّة الكافرْ
ستبصرُ النصر في تاريخِ من شمخوا
في (الشيخ جرّاح) في (بطن الهوى) الثائرِ
في (الطّور) في (الواد) في(سلوانَ) تعرفه
يطيرُ طيرا بشوقِ القدرةِ القادرِِ
ستبصرُ النصرَ يُلغي حِقبةً جرحَتْ
شموخَ شعبٍ على وجهِ الردى الساخرْ
معالمُ القدسِ لم تتركْ لهم نغما
كي يعزفوه بلحنِ الخسّةِ الجائرْ
وقِبلةُ القدسِ ما أعطَتْ أدلّتَها
لقاطعِ الدربِ أو للغاصبِ العابرْ
غدا تعود لتستسقي محبتها
من أمة الخيل من نبضِ الفدا الماطرْ