عٍم مساء يا قمر
وانتظرني .. أحاول أن أكتب عني
عن خطى السائرين إلى غدهم صابرين
يتبعون الضوءَ .. يتبعهم
يحتفي بالعابرين
وحدها تبقى القصيدة
وخيالي .. طائري الحرْ
واقتباسات لها طعم الغياب تَمُرْ
من روايات السفرْ
وحكايا الراحلين
كلما أنهيتُ سطرا شعّ سطرٌ من غياب أو حنين
......
عم مساء يا قمر .. وانتظرني
رحلوا
كلهم رحلوا
خلفوني خلفهم .. زيتونة تأبى الرحيلْ
لا عليك.. انتظرني
سأرتب مكتبتي الباردةْ
سأرتب أشيائي.. انكساراتي.. وأفكاريَ الزائدةْ
وأرتبني
وبكل المبعثر مني سأجمعني في صفحة واحدة
وأجهز نفسي للفرحْ
فانتظر..
...
عم مساء يا قمر
وانتظرني
سأعيد المواجع تتراً إلى رحم الخيبةِ
أعقر الذكرياتْ
ألثم الماضي بحبٍّ
وأعود محملة بالأغنياتْ
فاحتملني واحتمل عني بقايا الأملْ..
وانثر البشرى على سفح الجبلْ
إن رأيت سنونوة في الطريقْ
فانتظرني
....
عم مساء يا قمر
من سيسقي الليل إكسير الحياة لكي تدب الروح فيه
من سيسكب فوق المدى قطر الندى
يحمل البشرى لكل العابرين
من سيعصر غيم السنينِ كؤوساً تدار على العاشقين
من سيلقي قميص الغائبينَ على عمي أرواحنا الباردة
هل سيرتد البصر ؟ هل ستقفو الشمس آثار القمر ؟ هل سنحظى باللقاء فننسى؟
هل سيُطوى ألفُ عام .. ألفُ سطر من حنين؟
فانتظرني نرتّب أحداث السنين
..