» » في ظلال الصفصاف بقلم : الشاعر عبد المجيد الفريج

في ظِلالِ الصَّفصَافْ :
=================

لا تعذلِ الشَّمسَ إنْ تُشرقْ على ليتا
  فالنُّورُ يجهلُ ما بالليلِ آليتَا

لمّا تزلْ وحدَك الأحلامُ ما بعثتْ
فيكَ الحياةَ فنمْ ما نامتِ الموتى

واسكنْ فقبرُكَ مرصودٌ بحارسةٍ
ترشو الرّياحَ لئلا تسمعَ الصَّوتا

أمَّا أنا فسَحابُ الثَّأرِ يرحلُ بي
لحضنِ كانونِهِ لمَّا تَداعَيتا

أسنَّةُ  القهرِفي جنبيَّ ما هَدأتْ
لمَّا مشَيتَ على جُرحي وآذيتا

وظلَّ حبُّكَ جُرمًا فيهِ تحبسُني
وما أجدْتُ هُروبي حينَ قاضَيتا

و دالياتُ هُمومي ما قطفتَ بها
حزني الذي ملأ الدُّنيا وسَرَّيتا

هل سرتَ في اليمِّ مكتوفًا وما  مَخرتْ
عُبابَ دمعِكَ أطلالٌ فصلَّيتا؟

وقلتَ ربِّ أعدْني حيثُما غَرَفتْ
أياميَ الحبَّ واتركْني أعشْ ميتا

أنا الذي أكلَ الطَّعناتِ مَعرِفةً
وماْ تَجشَّأتُ جهلي حينَ واسَيتا؟

مُذْ أنجبَ الرّملُ نارًا لا تُدفِّئنا
علمتُ يومَ استجاباتِ الدُّعا سَبتا

مُذ أشعلَ الجُوعُ فانوسًا لأُبصرَني
أدركتُ أنَّ عيوني كانتِ الزَّيتا

مرَّ العصورِ حقولي أنبَتتْ مُدنًا
وما رأتْ كفَّةُ التَّاريخِ لي بَيتا

وجئْتُ أحرثُ روحي علَّ تربتَها
تنفَّسُ الضِّحْكَ ممَّا كنتَ مارَيتا

ألفيْتُ طفلَ ابتساماتٍ يعانقُهُ
دربٌ عن الحبِّ ولّى حينَ ولّيتا

تلوتُني ظلَّ صَفصافٍ لتحفظَنِي
على الفراتِ خطىً أشبعتُها هَيْتا.

================
#عبد_المجيد_الفريج

عن مجلة الثقافة العربية Unknown

مجلة الثقافة العربية - مجلة أدبية -شاملة - - نهتم بكافة النصوص الأدبية سواء كانت شعر أو نثر أو قصة أو مقال إلخ -- نمد إيدينا لنشر جمال اللغة العربية لغة الضاد ومساعدة المواهب الأدبية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبادة الفيشاوي
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini