» » ديك- بقلم/ د/ فراس محمد الحميدي

-١-
حين فقس البيض عن الصغار، جاءَ مختلفاً ، غريباً ، مميزاً ، تُزيّنُ رأسَه ثلاثُ ريشاتٍ صفراءَ فاقعةٌ ، تَسُرُ الناظرين...! ومنذُ صغره رفضَ الخرافات المتعلّقةِ بعدمِ قدرته على الطيران، ثارَ عليها، ضربها بعرض الحائط ، آمن بأن الطيرانَ حقٌ من حقوقه كالعصافير والحمام.....وعندما اشتدَ عوده، راحَ يحاولُ الطيران ومع كلِّ فشلٍ كان يزدادُ عزيمةً وإصراراً......!
-٢-
طارَ دونَ أن يرتفعَ عالياً، لمعت عيناه أملاً، وريشاتُ رأسه الصفراء رفرفت في الهواء فرحاً .............رأته الحيوانات، فتحت فمها مدهوشةً..." يا الله ديكٌ ويطير..؟! " أدركَ الثعلبُ خطورة الموقف، فعاجلاً أو آجلاً سيفقدُ فريسته المفضلة، حرضَ الغابيين ..." تا الله إن هذا ديكٌ كافرٌ مارقٌ خارجٌ على القوانين، يُخالِفُ التقاليد وإرادة السماء.....!"
-٣-
أمسكوه، اعتقلوه، سجنوه في قفصٍ داخلَ غرفةٍ مظلمةٍ ، عقاباً على تمرده، كسروا جناحه، نتفوا ريشه عدا ثلاثُ ريشاتٍ صفراء في رأسِه، ما استطاعوا لها نزعاً.........اختلطَ عليه شروق الشمسِ بغروبها، رأى النجومَ في عز الظهيرة ، اختفى البريق من عينيه، وراحَ يَصيحُ متى شاء....!
-٤-
صارَ يومُ طيرانه تاريخاً ،تُنسَبُ له الأحداث، لم يعلم أحدٌ مصيرهُ....! هل ماتَ ...؟! أين دُفِنَ....؟! البعضُ قالَ أنهُ لم يَمت بل طارَ بعيداً بعيداً، وغيرهم أقسمَ برؤيته يصعدُ إلى السماء............لكنهم فتحوا أفواههم مدهوشين حينَ فقسَ البيضُ بعد طيرانه بثلاثةِ أيامٍ ، فقد كانَ ثمةَ ديكٌ صغيرٌ مختلفٌ ، تُزيّنُ رأسه ثلاثُ ريشاتٍ صفراء......!

عن مجلة الثقافة العربية أزمان هاشم

مجلة الثقافة العربية - مجلة أدبية -شاملة - - نهتم بكافة النصوص الأدبية سواء كانت شعر أو نثر أو قصة أو مقال إلخ -- نمد إيدينا لنشر جمال اللغة العربية لغة الضاد ومساعدة المواهب الأدبية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبادة الفيشاوي
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini