في ليلة من ليالي الشتاء الباردة
كنت أجلس بين الأوراق والكلمات
قلم في يدي وخيال يحضن أزهاري النائمة
كان المطر غزيرا تلك الليلة
لا أسمع إلا صوت الرعد ومواء قطة شاردة
أتكئ على نافذتي وأنصت إلى سمفونية الوجود .
في الجهة المقابلة
أنوار خافتة تتراقص حينا وتختفي أحيانا في عتم الليل
ألاحقها دائما
ترى ماذا هناك ؟ في الضفة الأخرى من الدنيا ؟
هل هي امرأة تحمل قنديل أمل
تنتظر رجوع ابنها على عتبة الباب ؟
أم رجل مسن يعيش وحيدا بين شموع الذكريات
أم زائر الليل هذا الذي اعتاد الجلوس في المقابر وحقيبة سفر إلى جانبه ?
في كل ضوء خافت قصة وفي كل حزن تتصدع فيه القلوب حكاية انتظار
ترتجف الكلمات بين أناملي ويتنفس الدمع عبق الحنين .
سمعت جدتي تقول :
هذه المدينة النائمة يا بنيتي فيها قصص وحكايا
على جدرانها وجه ماض لن يعود وكل ما هو آت ماض
و الحياة يا بنيتي :
كان يا ما كان في قديم الزمان
كان في .....