نام الخلي ُّ و عين الصّبّ لم تنمِ
تبكي و تمزج دمعَ الشّوقِ بالألمِ
يا ويحها لم تزل ْ تهمي مدامعَها
منذ المسـاءِ كسـيلٍ عارمٍ عَرِمِ
يا أعينَ الشّوق هل أبصرت ِبارقةً
من صوبَ مكةَ في الدّهماء والظُّلمِ
هبّت نسائمُ من صوب الحجاز ِ فيا
جوارحَ الشّوق كفّي الحزنَ وابتسمي
هذي نسـائمُ من اهـوى تهب ُّ فيا
مشاعري بمديح المصطفى اضطرمي
أجـئت ُ امـدحُ من رقَّ البـراقُ لهُ
ومـن جـرى ذكرُه ُ في سائرِ الأممِ
مـحـمـدٌ يا حـبـيـبَ الله يا علـماً
يـرفُّ بالنّـور بالعـليـاء و القـمـمِ
من أيـنَ أبدأ يا نورا ًسـرى وجرى
وكيف اكتبُ فيهِ الشّـعرَ يا قلـمي
عطّرتُ منك يراعَ الشـعرِ فانتظمت
فيكَ القـوافـي وقد رقرقتُها بفمي
روحـي تطـيرُ إلى مثواكَ راجـفةً
والقـلـبُ يركـضُ مـنّي دونما قدمِ
يا سـيّدَ الخـلقِ بالاخلاقِ سدتهم ُ
و بالجـمـالِ و بالأفـعـالِ والكرمِ
في يـومِ هـجـرتكَ الغرّاءِ يا قمرا ً
تـنـعـّمَ الـكـونُ بالخـيراتِ والنّعمِ
وفـاضُ نـورك في الأرجـاءِ قاطـبة ً
بالحبّ والحقّ والأخلاق ِ والقـيـمِ
نشـرتَ ديـنـاً بأرضِ اللهِ مكتملاً
للعـالـمـينَ من الأعـرابِ والعجـمِ
انقذتـهمْ من ظـلامِ الجهل وانتبهت ْ
قلـوبهم ْمن مهاوي الجهلِ والظُّلمِ
جـاهـدتَ في الله كفـّاراً جـبابـرة ً
لم تُبق ِ في بيتهِ المعمـورِ من صنمِ
أنت الشـفيعُ المُـرجّى يـومَ لا ولد ٌ
يُرجى و لا والد ٌ يُنجي من الحِممِ
قد جئتكَ اليوم ارجو منكَ يا سندي
قبولَ ما صغتُ من قول ٍ ومن كَلِمِ
إذا ذكرتكَ يسري الحبُّ في جسدي
وإن مدحتكَ فاحَ العطرُ في قلمي
صـلّى علـيكَ إلـهـي دائـمـاً أبدا ً
يا سيّدَ الناس من عُربٍ ومن عجمِ
أنت الحبيب ُ الذي تُرجى شَفاعتهُ
ومن سواكَ يداوي الروحَ من سَقَمِ
هذا الرسولُ وذاكَ الغار يعصمهُ
أمّـا الحمامةُ لم تنهض ْ ولم تقُمِ
و العـنكبـوتُ بـنـتْ بيـتـاً تُظلّله ُ
والجـذعُ يبكي على طـهَ من الالمِ
والبدرُ ينشقُّ في أفْقِ السـماء وقدْ
رأوه مـازال .. قسم غـيـرُ ملـتـئم ِ
في لـيلـةٍ مـن ليالي الحزنِ حافلةٍ
بالهـمّ والحـزنِ و التسـهـيدِ والألمِ
أسرى بكَ الله يا خيرَ الورى سحراً
لـكي تصـلّي برسـْل اللهِ كلـّهـمِ
ثـم ارتقـيـتَ لأطـباقِ السّماء على
جَـنحٍ البـراقِ فـيـا للفضلِ والكرمِ
في يومِ هجـرتكَ الغرّاءِ يا سـندي
تـلألأ النـورُ في الافـاقِ و الأُكـمِ
هذا قصـيدي إليكَ اليوم ارفـعهُ
مزجْتُ احرفهُ من أدمعي و دمي
غيلان عامر
2-1-1442
21-8-2020
0 التعليقات
