لغتنا الجميلة
نافذة على الشعراء العرب
الشاعر الأول
قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم ... طـــاروا إليه زرافات ووحدانا
لا يسألون أخاهم حين يندبهم ... في النائبات على ما قال برهانا
قُـرَيْط بن أنَيْف العنبَري
قريط بن أنيف العنبري التميمي
شاعر جاهلي من بنو العنبر من تميم لم يرد عنه الكثير في سيرته سوى قصته مع قبيلته وقبيلة بني مازن التي انفرد بها النحوي البصري أبو عبيدة معمر بن المثنى صاحب مجاز القرآن وأحد الرواة الذين روى عنهم البخاري في كتابه صحيح البخاري. حيث أغارت بنو شيبان عليه ونهبت ثلاثين من إبله فقام يستصرخ قبيلته لكنهم خذلوه. فاستغاث ببني مازن بن الازد الذين أجابوه إلى ما سألهم وأغاروا على بني شيبان ونهبوا منهم مائة من الإبل ودفعوها إليه فقال قصيدته الشهيره التي افتتح بها أبو تمام كتابه ديوان الحماسة. حيث هجا قومه وامتدح شجاعة بني مازن وإقدامهم حيث قال فيها البيتين المشار لهما في أعلاه
شاعر عربي ..الا أنني لم استطع الوصول الى شيء عن حياته أو موطنه ... و قد ورد اسمه في عدد من كتب التراث ، مع ذكر بعض الأبيات المنسوبة له .. دون ما ذكر لحياته أو اية ترجمة لها و من هذه الكتب : " التذكرة السعدية في الأشعار العربية " لمؤلفه محمد بن عبدالرحمن العبيدي . و كتاب " المثل السائر في أدب الكاتب و الشاعر " لابن الأثير . و كتاب " خزانة الأدب و لب لباب لسان العرب " لمؤلفه عبدالقادر البغدادي .
و يقال انه أغارت بنو شيبان على ابل قريط ، فاستنجد جماعته من بني العنبر ، فلم ينجدوه ، و كان فيهم ضعف ، فقال فيهم يذمهم :
لو كنت من مازن لم تستبح ابلي ...
بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا
اذن لقام بنصري معشر خُشُنٌ ...
عند الحفيظة ان ذو لوثة لانا
قوم اذا الشر أبدى ناجذيه لهم ...
طاروا اليه زرافات ووحدانا
لكن قومي و ان كانوا ذوي عدد ...
ليسوا من الشر في شيء و ان هانا
يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة ...
و من اساءة أهل السوء احسانا
كأن ربك لم يخلق لخشيته ...
سواهم من جميع الناس انسانا
فليت لي بهم قوما اذا ركبوا ...
شقوا الاغارة فرسانا و ركبانا
لا يسالون أخاهم حين يندبهم ...
في النائبات على ما قال برهانا
لكن يطيرون أشتاتا اذا فزعوا
و ينفرون الى الغارات وحدانا
..........
الشاعر الثاني
أبو الحسن الأنباري
محمد بن عمر بن يعقوب ، أبو الحسن بن الأنباري ، توفي 380 هحرية الموافق 990 ميلادية
شاعر مقل ، من الكتاب ، كان من العدول ببغداد . مات صوفيا واعظا .
اشتهر بقصيدة رثاء الوزير " ابن بقية " الذي مات مصلوبا . بعد أن قبض عليه بختيار و سلمه الى عضد الدولة . وهي قصيدة من أجمل و أروع ما قيل في الرثاء ، لما تحمله من عواطف جياشة صادقة تفيض بها القصيدة ، و لما تحويه من ألفاظ و تراكيب جميلة ، فضلا عن متانة السبك ، و جمال القافية برويها الرائع " حرف التاء " في منتهى الجمال .
يقول صلاح الدين الصفدي : لم يقل أحد قصيدة أحسن منها في مصلوب .
و القصيدة تتألف من واحد و عشرين بيتا ،
القصيدة
علو في الحيــاة وفي الممات ..
لعمرك تلك احدى المعجزات
كأن الناس حولك حيـــن قاموا ...
وفـــــــود نداك أيام الصِّلات
كأنك قــــائم فيهـــم خطيبـــــا ...
و كلهُمـــمُ قيــــام للصــــــلاة
مــددت يديك نحوهم احتفــــاء ...
كمدهمـــا اليهــــــــم بالهبات
ولما ضاق بطن الأرض عن أن ...
يضم عـــــلاك من بعد الوفاة
أصاروا الجو قبرك و استعاضوا ...
عن الأكفان ثوب السافيــــــــات
لعظمك في النفوس بقيت ترعى ...
بحراس و حفاظ ثقـــــــــــــات
و توقد حولك النيران ليــــــــلا ...
كذلك كنت أيــــــــــــــام الحياة
ركبــــــت مطية من قبل ، زيدٌ ...
علاها في السنين الماضيـــات
و تلـــــك فضيلة فيهــا تــــأسٍّ ...
تباعد عنــــك تعييـــــر الحياة
و لم أر قبل جذعك قط جذعا ...
تمكن من عنـــاق المكرمات
أسأت الى النوائب فاستثارت ...
فأنت قتيــــل ثأر النائبـــــات
و كنت تجير من صرف الليالي ...
فصار مطالبـــــــا لك بالترات
و صير دهرك الاحسان فيـــه ...
الينـــــا من عظيم السيئـــــات
و كنـــت لمعشر سعدا فلمـــــا ...
مضيت تفرقوا بالمنحسات
غليل باطن لك في فــؤادي ...
يخفف بالدمــوع الجاريات
ولو أني قدرت على قيــــــام ...
بفرضك و الحقوق الجاريات
ملآت الأرض من نظم القوافي ...
و نحت بها خـــلاف النائحات
و لكني أصبـــــــر عنك نفسي ...
مخافة أن أعــــــــدَّ من الجناة
و ما لك تربةٌ فأقــــــول تسقى ...
لأنك نصب هطـــل الهاطلات
عليك تحية الرحمن تتــــــرى ...
برحمات غواد رائحـــــــــات
...
خالد عبدالقادر خبازة
اللاذقية
نافذة على الشعراء العرب
الشاعر الأول
قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم ... طـــاروا إليه زرافات ووحدانا
لا يسألون أخاهم حين يندبهم ... في النائبات على ما قال برهانا
قُـرَيْط بن أنَيْف العنبَري
قريط بن أنيف العنبري التميمي
شاعر جاهلي من بنو العنبر من تميم لم يرد عنه الكثير في سيرته سوى قصته مع قبيلته وقبيلة بني مازن التي انفرد بها النحوي البصري أبو عبيدة معمر بن المثنى صاحب مجاز القرآن وأحد الرواة الذين روى عنهم البخاري في كتابه صحيح البخاري. حيث أغارت بنو شيبان عليه ونهبت ثلاثين من إبله فقام يستصرخ قبيلته لكنهم خذلوه. فاستغاث ببني مازن بن الازد الذين أجابوه إلى ما سألهم وأغاروا على بني شيبان ونهبوا منهم مائة من الإبل ودفعوها إليه فقال قصيدته الشهيره التي افتتح بها أبو تمام كتابه ديوان الحماسة. حيث هجا قومه وامتدح شجاعة بني مازن وإقدامهم حيث قال فيها البيتين المشار لهما في أعلاه
شاعر عربي ..الا أنني لم استطع الوصول الى شيء عن حياته أو موطنه ... و قد ورد اسمه في عدد من كتب التراث ، مع ذكر بعض الأبيات المنسوبة له .. دون ما ذكر لحياته أو اية ترجمة لها و من هذه الكتب : " التذكرة السعدية في الأشعار العربية " لمؤلفه محمد بن عبدالرحمن العبيدي . و كتاب " المثل السائر في أدب الكاتب و الشاعر " لابن الأثير . و كتاب " خزانة الأدب و لب لباب لسان العرب " لمؤلفه عبدالقادر البغدادي .
و يقال انه أغارت بنو شيبان على ابل قريط ، فاستنجد جماعته من بني العنبر ، فلم ينجدوه ، و كان فيهم ضعف ، فقال فيهم يذمهم :
لو كنت من مازن لم تستبح ابلي ...
بنو اللقيطة من ذهل بن شيبانا
اذن لقام بنصري معشر خُشُنٌ ...
عند الحفيظة ان ذو لوثة لانا
قوم اذا الشر أبدى ناجذيه لهم ...
طاروا اليه زرافات ووحدانا
لكن قومي و ان كانوا ذوي عدد ...
ليسوا من الشر في شيء و ان هانا
يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة ...
و من اساءة أهل السوء احسانا
كأن ربك لم يخلق لخشيته ...
سواهم من جميع الناس انسانا
فليت لي بهم قوما اذا ركبوا ...
شقوا الاغارة فرسانا و ركبانا
لا يسالون أخاهم حين يندبهم ...
في النائبات على ما قال برهانا
لكن يطيرون أشتاتا اذا فزعوا
و ينفرون الى الغارات وحدانا
..........
الشاعر الثاني
أبو الحسن الأنباري
محمد بن عمر بن يعقوب ، أبو الحسن بن الأنباري ، توفي 380 هحرية الموافق 990 ميلادية
شاعر مقل ، من الكتاب ، كان من العدول ببغداد . مات صوفيا واعظا .
اشتهر بقصيدة رثاء الوزير " ابن بقية " الذي مات مصلوبا . بعد أن قبض عليه بختيار و سلمه الى عضد الدولة . وهي قصيدة من أجمل و أروع ما قيل في الرثاء ، لما تحمله من عواطف جياشة صادقة تفيض بها القصيدة ، و لما تحويه من ألفاظ و تراكيب جميلة ، فضلا عن متانة السبك ، و جمال القافية برويها الرائع " حرف التاء " في منتهى الجمال .
يقول صلاح الدين الصفدي : لم يقل أحد قصيدة أحسن منها في مصلوب .
و القصيدة تتألف من واحد و عشرين بيتا ،
القصيدة
علو في الحيــاة وفي الممات ..
لعمرك تلك احدى المعجزات
كأن الناس حولك حيـــن قاموا ...
وفـــــــود نداك أيام الصِّلات
كأنك قــــائم فيهـــم خطيبـــــا ...
و كلهُمـــمُ قيــــام للصــــــلاة
مــددت يديك نحوهم احتفــــاء ...
كمدهمـــا اليهــــــــم بالهبات
ولما ضاق بطن الأرض عن أن ...
يضم عـــــلاك من بعد الوفاة
أصاروا الجو قبرك و استعاضوا ...
عن الأكفان ثوب السافيــــــــات
لعظمك في النفوس بقيت ترعى ...
بحراس و حفاظ ثقـــــــــــــات
و توقد حولك النيران ليــــــــلا ...
كذلك كنت أيــــــــــــــام الحياة
ركبــــــت مطية من قبل ، زيدٌ ...
علاها في السنين الماضيـــات
و تلـــــك فضيلة فيهــا تــــأسٍّ ...
تباعد عنــــك تعييـــــر الحياة
و لم أر قبل جذعك قط جذعا ...
تمكن من عنـــاق المكرمات
أسأت الى النوائب فاستثارت ...
فأنت قتيــــل ثأر النائبـــــات
و كنت تجير من صرف الليالي ...
فصار مطالبـــــــا لك بالترات
و صير دهرك الاحسان فيـــه ...
الينـــــا من عظيم السيئـــــات
و كنـــت لمعشر سعدا فلمـــــا ...
مضيت تفرقوا بالمنحسات
غليل باطن لك في فــؤادي ...
يخفف بالدمــوع الجاريات
ولو أني قدرت على قيــــــام ...
بفرضك و الحقوق الجاريات
ملآت الأرض من نظم القوافي ...
و نحت بها خـــلاف النائحات
و لكني أصبـــــــر عنك نفسي ...
مخافة أن أعــــــــدَّ من الجناة
و ما لك تربةٌ فأقــــــول تسقى ...
لأنك نصب هطـــل الهاطلات
عليك تحية الرحمن تتــــــرى ...
برحمات غواد رائحـــــــــات
...
خالد عبدالقادر خبازة
اللاذقية
0 التعليقات
