» » غير متوقع برودي /بقلم - صباح سعيد السباعي





في الحصة الأخيرة من الدرس انكسر قلمي فبكيتُ، كم فرحتُ عندما أعطتني المعلمة قلمها، وتابعتُ نقل ما كتبته على اللوح.
رنّ جرس الانصراف، رتبتُ أشيائي وأسرعت للخروج، لم يخطر ببالي أن أعيد القلم لها، وهي واقفة قرب طاولتها تتابعني بالنظرات، نادتني: من اللباقة أن تسألني هل بإمكاني الاحتفاظ بالقلم؟
_ اعتذرتُ منها، وأعدتُ صيغة السؤال، فكان جوابها" لا "، أعدتُه لها مع الشكر.
انكسرت دراجتي الهوائية وأنا في مرحلة الثانوية، حين مرّت أمامي وهي عائدة إلى بيتها مثلي، من ارتباكي ملّتُ ووقعت الدراجة وأوقعتني، ضحكات أقراني أزعجتني، بكيتُ في سرّي، وشحطتُ نفسي مع دراجتي التي انقطع جنزيرها، 
انكسر زجاج شباكنا؛ برمية حصاة برسالة منها، بكيتُ بهيئة ضاحكة لأنها وقعت بيد أخي الأكبر. 
لم أبكِ حين انهار بيتنا من زلزال، استعارت أمي بكائي، بكاء العالم كله، ولم أبكِ.
أعادوا بناء البيت؛ إلا مساحة متر استعصت على البناء، لم تكن بطولي، فأنا طويل القامة 
الظاهر كنتُ مثنيًّا أو ساجدًا،
زرعت أمي شجرة توت مكانها، كلما هزّتها الريح، أسمع صوتها، لم أبكِ، وتُضاء من جهة قبري، عند لمعة البرق، فتهدأ  قليلًا، ولا يهدأ بردي. 


عن مجلة الثقافة العربية أزمان هاشم

مجلة الثقافة العربية - مجلة أدبية -شاملة - - نهتم بكافة النصوص الأدبية سواء كانت شعر أو نثر أو قصة أو مقال إلخ -- نمد إيدينا لنشر جمال اللغة العربية لغة الضاد ومساعدة المواهب الأدبية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبادة الفيشاوي
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini