لغتنا الجميلة
في علم البيان و البديع
البحث السادس
الالتفات .. من أنواع المحسنات البديعية
في أبحاثنا الخمس الماضية .. تحدثنا عن عدد من المحسنات البديعية وكانت أبحاثنا في كل من الاستعارة و الكناية و الطباق و الجناس والتورية و المقابلة .. و قد صغنا البحث في كل منها في بحث مستقل و طرحنا أمثلة على كل منها
و الأن سيكون بحثنا في
الالتفات
هو الاعتراض عند قوم .. و سماه البعض الاستدراك .. و سبيله .. أن يكون الشاعر آخذ في معنى , ثم يعرض له غيره .. فيعدل عن الأول الى الثاني فيأتي به ،.. .. ثم يعود الى الأول لتكملة المعنى .. كقول كثير :
لو أن الباخلين ، و أنت منهم .. رأوك ، تعلموا منك المطالا
فقوله : و أنت منهم .. هو الالتفات .. أو الا عتراض
و قال النابغة الذبياني :
ألا زعمت بنو عبس بأني ... ألا كذبوا.. كبير السن فاني
فقوله : ألاكذبوا .. اعتراض ، و هو الالتفات .
و أنشدوا في لالتفات لبعض العرب
فظلوا بيوم ، دع أخاك بمثله ... على مشرع يروي و لما يصرّد
و هذا التفات مليح في قولك " دع أخاك بمثله "
و قال جرير يرثي امرأته أم حرزة :
نعم القرين .. و كنت علق مضنة ... وارى بنصف بلية الأحجار
فقوله : و كنت علق مضنة هو الالتفات
و قال عوف بن محلم لعبدالله بن طاهر
ان الثمانين .. و بلّغتها ... قد أحوجت سمعي الى ترجمان
قوله : و بلغتها .. التفات رائع و من أجمل الالتفاتات قول النابغة الذبياني :
و لست بمستبق أخا لا تلمّه ... على شعث .. أي الرجال المهذب
و الالتفا هنا في قوله .. أي الرجال المهذب
عن اسحق الموصلي أنه قال :
قال الأصمعي : أتعرف التفات جرير ؟
قلت : و ما هو ؟
فأنشدني :
أتنسى اذ تودعنا سليمى ... بعود بشامة .. سقي البشام
ثم قال :
أما تراه مقبلا على شعره ، اذ التفت الى البشام داعيا له
وأنشد له عبدالله بن المعتز
متى كان الخيام بذي طلوح ... سقيت الغيث أيتها الخيام
و قد أحسن ابن المعتز في العبارة عن الالتفات بقوله .. أنه " انصراف المتكلم من الاخبار الى المخاطبة .. و من المخاطبة الى الاخبار " . و تلا قوله تعالى :
" حتى اذا كنتم في الفلك ، و جرين بهم بريح طيبة "
و من مليح الالتفات .. قول نصيب :
وددت .. و لم أخلق من الطير أنني ... أعار جناحي طائر فأطير
فقوله : و لم أخلق من الطير .. منتهى الجمال في الالتفات
و من المستحسن في الالتفات .. قول عدي بن زيد العبادي وهو في حبس النعمان يخاطب ابنه زيدا و يحرضه :
فان كنت الأسير .. و لا تكنه ... اذا لقد علمت معد ما أقول
أكتفي بهذا القدر .. و ارجو أن أكون قد وفقت
...
خاد خبازة
المراجع : عدد من كتب التراث
في علم البيان و البديع
البحث السادس
الالتفات .. من أنواع المحسنات البديعية
في أبحاثنا الخمس الماضية .. تحدثنا عن عدد من المحسنات البديعية وكانت أبحاثنا في كل من الاستعارة و الكناية و الطباق و الجناس والتورية و المقابلة .. و قد صغنا البحث في كل منها في بحث مستقل و طرحنا أمثلة على كل منها
و الأن سيكون بحثنا في
الالتفات
هو الاعتراض عند قوم .. و سماه البعض الاستدراك .. و سبيله .. أن يكون الشاعر آخذ في معنى , ثم يعرض له غيره .. فيعدل عن الأول الى الثاني فيأتي به ،.. .. ثم يعود الى الأول لتكملة المعنى .. كقول كثير :
لو أن الباخلين ، و أنت منهم .. رأوك ، تعلموا منك المطالا
فقوله : و أنت منهم .. هو الالتفات .. أو الا عتراض
و قال النابغة الذبياني :
ألا زعمت بنو عبس بأني ... ألا كذبوا.. كبير السن فاني
فقوله : ألاكذبوا .. اعتراض ، و هو الالتفات .
و أنشدوا في لالتفات لبعض العرب
فظلوا بيوم ، دع أخاك بمثله ... على مشرع يروي و لما يصرّد
و هذا التفات مليح في قولك " دع أخاك بمثله "
و قال جرير يرثي امرأته أم حرزة :
نعم القرين .. و كنت علق مضنة ... وارى بنصف بلية الأحجار
فقوله : و كنت علق مضنة هو الالتفات
و قال عوف بن محلم لعبدالله بن طاهر
ان الثمانين .. و بلّغتها ... قد أحوجت سمعي الى ترجمان
قوله : و بلغتها .. التفات رائع و من أجمل الالتفاتات قول النابغة الذبياني :
و لست بمستبق أخا لا تلمّه ... على شعث .. أي الرجال المهذب
و الالتفا هنا في قوله .. أي الرجال المهذب
عن اسحق الموصلي أنه قال :
قال الأصمعي : أتعرف التفات جرير ؟
قلت : و ما هو ؟
فأنشدني :
أتنسى اذ تودعنا سليمى ... بعود بشامة .. سقي البشام
ثم قال :
أما تراه مقبلا على شعره ، اذ التفت الى البشام داعيا له
وأنشد له عبدالله بن المعتز
متى كان الخيام بذي طلوح ... سقيت الغيث أيتها الخيام
و قد أحسن ابن المعتز في العبارة عن الالتفات بقوله .. أنه " انصراف المتكلم من الاخبار الى المخاطبة .. و من المخاطبة الى الاخبار " . و تلا قوله تعالى :
" حتى اذا كنتم في الفلك ، و جرين بهم بريح طيبة "
و من مليح الالتفات .. قول نصيب :
وددت .. و لم أخلق من الطير أنني ... أعار جناحي طائر فأطير
فقوله : و لم أخلق من الطير .. منتهى الجمال في الالتفات
و من المستحسن في الالتفات .. قول عدي بن زيد العبادي وهو في حبس النعمان يخاطب ابنه زيدا و يحرضه :
فان كنت الأسير .. و لا تكنه ... اذا لقد علمت معد ما أقول
أكتفي بهذا القدر .. و ارجو أن أكون قد وفقت
...
خاد خبازة
المراجع : عدد من كتب التراث