» » لماذا نكتب بقلم :منى الرزقي

لماذا نكتب ؟

المجدُ للأصابِعِ قُلْتُ
قَالَ و للفُؤُوسِ أَيْضًا

لماذا نكتب؟
ذلك هو السؤال الأشد تعقيدا
مُدَرِّبُ الرّقص الذي تجاوزَ صفّا كاملا من الحسناوات
ليقول لي بحركة يده الغامضة
  هل ترقصين؟
قدَّمَ لي إجابة قد تكون هي الأكثر دقـَّة ً
في وضع شاعرة لا تجيد الرّقص
ُ أنا إذن أكتُبُ لأرقُصَ بالكلمات تعويضا عن خسارتي
ما تنفك ربــّة الإلهام تقول لي أكتبي
فإنّ منزلتكِ عندَ آخِرِ نصّ تكتبينه
و ما أنفك أقول لها
يا سيدتي أنتِ تنفخين ريشًا لا يعلق بي .
إنَّ الكتابةَ دائِمًا ما تُعطي شكلًا مِن النِّظَام لفوضَى
 الحيَاةِ و الذَّاكرة..
 هذا ما انتهت إليه إيزابيل اللِّنْدي لكنَّني أرى العكسَ تماما
إنـّها غالبا ما تعطي شكْلاً من الفوضى لنظام الحياة و الذاكرة
هي لا تسيرُ دائِمّا على نحوٍ جيِّدٍ
يأخُذ شبحُها في التَّلاشي
 عندما تتوقف الحياة بمكرٍ مُعلَنٍ
ٍ عن تسديد  الطعنات لقلبك و رئتيك
لذلك بدا لي الأمرُ مع الزمن أكثر عمقا
من مُجرّد التعويض عن  الخسارة
في الحقيقة أنا لم أعثر بعد على شيء أكثر إثارة من الكتابة
  إنّها قادرة على قيادتك إلى منعرجات لم يَأْلفها خيالك
  و عليه فأنا أسافر كل يوم عبر حقول السُّكَّر المهجورةِ في قرية "باتي مونتي" و أصارع في الطريق وحوشا ضارية و الغريب أنني أعود سالمة  إلى البيت كل مساء
يدي مشدودة إلى خصري و جيوبي مليئَة باليراعات المُضيئة .
اليراعات أكثر تعبيرا -عن علاقتي الشائكة بالضّوء- من المصابيح..
فأنا أنحدرُ من سُلالة رُعاةٍ برابرة
مَجدُهُم الوحيد هو أنَّ نبيَّ المُسلمين كان راعيًا.
ثَلَاثونَ عامًا و أنا أَطْرَحُ اللؤلؤ للخنازير في برّية قلبي الموحشة ولا شيء يحدث عدا أن الخنازير لا تصنع باللؤلؤِ شيئا
أيـّتها الخطوة الَّتِي ماتزال على مشجبِ الأيّامِ مُعَلَّقةً
أنا لا أكتبِ لأرْوِي
بل أكتبُ لأَتَوَارَى..

عن مجلة الثقافة العربية مهند حليمة

مجلة الثقافة العربية - مجلة أدبية -شاملة - - نهتم بكافة النصوص الأدبية سواء كانت شعر أو نثر أو قصة أو مقال إلخ -- نمد إيدينا لنشر جمال اللغة العربية لغة الضاد ومساعدة المواهب الأدبية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبادة الفيشاوي
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini