نافذة على الشعراء العرب
المتلمس الضبعي
جرير بن عبدالعزى ، من بني ضبيعة من ربيعة . ووفقا للأغاني هو جرير بن عبدالمسيح بن عبدالله بن عوف بن حرب بن وهب .. من ربيعة بن نزار .
شاعر جاهلي من أهل البحرين ، وهو خال طرفة بن العبد .
كان ينادم عمر بن هند ملك العراق ، ثم هجاه فأراد عمرو قتله ففر الى الشام و لحق بأهل جفنة ، و مات ببصرى من أعمال حوران بسوريا ، سنة 43 قبل الهجرة الموافق 580 ميلادية . هو واحد من ثلاثة من الشعراء ، هو و الحصين بن الحمام و المسيب بن علس ، يعتبرون أشعر شعراء العرب من المقلين . و قال عنه المفضل الضبي في كتابه " الأمثال " انه أشعر أهل زمانه .
و المتلمس لقب غلب عليه لقوله :
فهذا أوان العر ض طن ذبابه ... زنابيره و الأزرق المتلمس
و في الأمثال : أشأم من صحيفة المتلمس .
يقول الفرزدق عندما أبعده مروان بن الحكم عن المدينة عندما كان واليا عليها لمعاوية و أمهله ثلاثة أيام :
ألق الصحيفة يا فرزدق لا تكن ... نكراء مثل صحيفة المتلمس
و قصة الصحيفة هذه أن كلا من المتلمس و طرفة بن العبد ، كانا هجيا عمرو بن هند ، فطلبهما يوما و قال لهما : لعلكما اشتقتما الى أهلكما ، و كتب الى عامله على نجران أن يقتلهما ، و أخبرهما أنه كتب لهما بحباء و معروف ، و أعطى كلا منهما صحيفة ، و هما لايعرفان ما بداخلهما ، فالتقيا بغلمان حيث قرأ أحدهم صحيفة المتلمس .. فاذا فيها السوأة ، فألقى كتابه في الماء ، و أبى طرفة أن يفعل .. و مضى بكتابه الى عامله فقتله . فقال المتلمس في ذلك ، من الكامل و القافية من المتدارك :
من مبلغ الشعراء عن أخويهم ... نبأ فتصدقهم بذاك الأنفس
أودى الذي علق الصحيفة منهما ... و نجا حذار حبائه المتلمس
ألقى صحيفته و نجت رحله ... عنس مداخلة الفقارة عرمس
و يقال انه وقف يوما في مجلس لبني قيس بن ثعلبة ، و طرفة بن العبد يلعب بين غلمان فاستنشد المتلمس ، فأنشد :
و قد أتناسى الهم عند احتضاره ... بناج عليه الصيعرية مكدم
و الصيعرية سمة يوسم به النوق دون الجمال . فقال طرفة : استنوق الجمل . فأطلقها مثلا . فضحك القوم و غضب المتلمس فقال و هو ينظر الى لسان طرفة : ويل لهذا من هذا ، يعني نفسه من لسانه ..
و آخرون يروون هذه القصة بين المسيب بن علس و طرفة .
و اذا حللت و دون بيتي غارة ... فابرق بأرضك ما بدا لك و ارعدِ
يقول المتلمس من الوافر و القافية من المتواتر :
قليل المال تصلحه فيبقى ... و لا يبقى الكثير مع الفساد
لحفظ المال أيسر من بغاة ... و سير في البلاد بغير زاد
و قال المتلمس في قصيدة يذكر جدع قصير أنفه .. من الطويل و القافية من المتدارك :
فلا تقبلنْ ضيما مخافة ميتة ... و موتن بها حرا و جلدك أملس
فمن حذر الأوتار ما حزّ نفسه ... قصيرٌ و خاض الموت بالسيف بيهس
نعامة لما صرّع القوم حوله ... تبين في أثوابه كيف يلبس
و ما الناس الا ما رأوا و تحدثوا ... و ما العجز الا أن يضاموا و يجلسوا
و نعامة هذا هو بيهس نفسه و كان محمقا .. و له قصة جاء على اثرها بمجموعة من الأمثال العربية منها " كفى بالليل خفيرا " و " مكره أخاك لا بطل " . فكان بيهس مثلا في العرب .
و قال المتلمس من الطويل :
عصاني فلم يلق الرشاد و انما ... تبين من أمر الغوي عواقبه
فأصبح محمولا على ظهر آلة ... تمج نجيع الجوف منها ترائبه
و له في قصيدة رائعة من الطويل و القافية من المتدارك :
يعيرني أمي رجال و لا أرى ... أخا كرم الا بأن يتكرما
و من يك ذا عز كريم فلم يصن ... له حسبا كان اللئيم المذمما
أحارث لو أنا تساط دماؤنا ... تزايلن حتى ما يمس دم دما
أمنتقلا من نصر بهثة خلتني ... ألا انني منهم و ان كنت أينما
ألا انني منهم و عرضي عرضهم ... كذا الرأس يحمي أنفه أن يكشما
و كنا اذا الجبار صعّر خده ... أقمنا له من ميله فتقوما
و لو غير أخوالي أرادوا نقيصتي ... جعلت لهم فوق العرانين ميسما
و هل لي أمٌّ غيرها ان تركتها ... أبى الله الا أن أكون لها ابنما
و ما كنت الا مثل قاطع كفه ... بكف له أخرى فأ صبح أجذما
يداه أصابت هذه حتف هذه ... فلم تجد الأخرى عليها مقدما
فلما استقاد الكف بالكف لم يجد ... له دركا في أن تثنى فأحجما
فأطرق اطراق الشجاع و لو يرى ... مساغا لنابيه الشجاعُ لصمما
و قد كنت أرجو أن أكون لعقبهم ... زنيما فما أُجرِرت أن أتكلما
لأورث بعدي سنة يقتدى بها ... و أجلو عن ذي شبهة أن توهما
اذا لم يزل حبل القرينين يلتوي ... فلا بد يوما من قوىً أن تجذما
اذا ما قديم القوم أنهجه البلى ... تقرّى و ان كتَّبتَه و تخرما
...........
خالد ع . خبازة
المتلمس الضبعي
جرير بن عبدالعزى ، من بني ضبيعة من ربيعة . ووفقا للأغاني هو جرير بن عبدالمسيح بن عبدالله بن عوف بن حرب بن وهب .. من ربيعة بن نزار .
شاعر جاهلي من أهل البحرين ، وهو خال طرفة بن العبد .
كان ينادم عمر بن هند ملك العراق ، ثم هجاه فأراد عمرو قتله ففر الى الشام و لحق بأهل جفنة ، و مات ببصرى من أعمال حوران بسوريا ، سنة 43 قبل الهجرة الموافق 580 ميلادية . هو واحد من ثلاثة من الشعراء ، هو و الحصين بن الحمام و المسيب بن علس ، يعتبرون أشعر شعراء العرب من المقلين . و قال عنه المفضل الضبي في كتابه " الأمثال " انه أشعر أهل زمانه .
و المتلمس لقب غلب عليه لقوله :
فهذا أوان العر ض طن ذبابه ... زنابيره و الأزرق المتلمس
و في الأمثال : أشأم من صحيفة المتلمس .
يقول الفرزدق عندما أبعده مروان بن الحكم عن المدينة عندما كان واليا عليها لمعاوية و أمهله ثلاثة أيام :
ألق الصحيفة يا فرزدق لا تكن ... نكراء مثل صحيفة المتلمس
و قصة الصحيفة هذه أن كلا من المتلمس و طرفة بن العبد ، كانا هجيا عمرو بن هند ، فطلبهما يوما و قال لهما : لعلكما اشتقتما الى أهلكما ، و كتب الى عامله على نجران أن يقتلهما ، و أخبرهما أنه كتب لهما بحباء و معروف ، و أعطى كلا منهما صحيفة ، و هما لايعرفان ما بداخلهما ، فالتقيا بغلمان حيث قرأ أحدهم صحيفة المتلمس .. فاذا فيها السوأة ، فألقى كتابه في الماء ، و أبى طرفة أن يفعل .. و مضى بكتابه الى عامله فقتله . فقال المتلمس في ذلك ، من الكامل و القافية من المتدارك :
من مبلغ الشعراء عن أخويهم ... نبأ فتصدقهم بذاك الأنفس
أودى الذي علق الصحيفة منهما ... و نجا حذار حبائه المتلمس
ألقى صحيفته و نجت رحله ... عنس مداخلة الفقارة عرمس
و يقال انه وقف يوما في مجلس لبني قيس بن ثعلبة ، و طرفة بن العبد يلعب بين غلمان فاستنشد المتلمس ، فأنشد :
و قد أتناسى الهم عند احتضاره ... بناج عليه الصيعرية مكدم
و الصيعرية سمة يوسم به النوق دون الجمال . فقال طرفة : استنوق الجمل . فأطلقها مثلا . فضحك القوم و غضب المتلمس فقال و هو ينظر الى لسان طرفة : ويل لهذا من هذا ، يعني نفسه من لسانه ..
و آخرون يروون هذه القصة بين المسيب بن علس و طرفة .
و اذا حللت و دون بيتي غارة ... فابرق بأرضك ما بدا لك و ارعدِ
يقول المتلمس من الوافر و القافية من المتواتر :
قليل المال تصلحه فيبقى ... و لا يبقى الكثير مع الفساد
لحفظ المال أيسر من بغاة ... و سير في البلاد بغير زاد
و قال المتلمس في قصيدة يذكر جدع قصير أنفه .. من الطويل و القافية من المتدارك :
فلا تقبلنْ ضيما مخافة ميتة ... و موتن بها حرا و جلدك أملس
فمن حذر الأوتار ما حزّ نفسه ... قصيرٌ و خاض الموت بالسيف بيهس
نعامة لما صرّع القوم حوله ... تبين في أثوابه كيف يلبس
و ما الناس الا ما رأوا و تحدثوا ... و ما العجز الا أن يضاموا و يجلسوا
و نعامة هذا هو بيهس نفسه و كان محمقا .. و له قصة جاء على اثرها بمجموعة من الأمثال العربية منها " كفى بالليل خفيرا " و " مكره أخاك لا بطل " . فكان بيهس مثلا في العرب .
و قال المتلمس من الطويل :
عصاني فلم يلق الرشاد و انما ... تبين من أمر الغوي عواقبه
فأصبح محمولا على ظهر آلة ... تمج نجيع الجوف منها ترائبه
و له في قصيدة رائعة من الطويل و القافية من المتدارك :
يعيرني أمي رجال و لا أرى ... أخا كرم الا بأن يتكرما
و من يك ذا عز كريم فلم يصن ... له حسبا كان اللئيم المذمما
أحارث لو أنا تساط دماؤنا ... تزايلن حتى ما يمس دم دما
أمنتقلا من نصر بهثة خلتني ... ألا انني منهم و ان كنت أينما
ألا انني منهم و عرضي عرضهم ... كذا الرأس يحمي أنفه أن يكشما
و كنا اذا الجبار صعّر خده ... أقمنا له من ميله فتقوما
و لو غير أخوالي أرادوا نقيصتي ... جعلت لهم فوق العرانين ميسما
و هل لي أمٌّ غيرها ان تركتها ... أبى الله الا أن أكون لها ابنما
و ما كنت الا مثل قاطع كفه ... بكف له أخرى فأ صبح أجذما
يداه أصابت هذه حتف هذه ... فلم تجد الأخرى عليها مقدما
فلما استقاد الكف بالكف لم يجد ... له دركا في أن تثنى فأحجما
فأطرق اطراق الشجاع و لو يرى ... مساغا لنابيه الشجاعُ لصمما
و قد كنت أرجو أن أكون لعقبهم ... زنيما فما أُجرِرت أن أتكلما
لأورث بعدي سنة يقتدى بها ... و أجلو عن ذي شبهة أن توهما
اذا لم يزل حبل القرينين يلتوي ... فلا بد يوما من قوىً أن تجذما
اذا ما قديم القوم أنهجه البلى ... تقرّى و ان كتَّبتَه و تخرما
...........
خالد ع . خبازة
0 التعليقات
