» » نامي بِعَينَيَّ .. بقلم الشاعر الكبير عبد الحميد الرجوي

نَامي بِعَينَيَّ
................

( إهداء لقيصرالأغنية العربية كاظم الساهر )
...................


نَامي بعَينَيّ ، ذُوبي في مَسَافَاتي
و بَينَ هـُدْبَـيّ كُوني الضوءَ مَولاتي

كُوني النَسائِمَ في أَنفَاسِ مِروَحَتي
وفي شِفَاهِ النَدَى كُوني ارتِعاشَاتي

كُوني الرؤَى بِفَمِ المَعنَى  ، فَما انسَكَبَتْ
إلا بِعَينَيكِ في الدنيا حكاياتي

كُوني خيوطاً من الفَيروزِ تَنسُجُني
عَلَيكِ في مِعطَفٍ حُلوِ الأَمَاراتِ

قُولي إلى أينَ تَمضي في الهوى سُفُني  ؟
وفي يَدَيكِ مَتَى أَطوي شِراعاتي  ؟



إني لأَخجَلُ من نَفسي إذا سَأَلَتْ
بِأَيِّ لَحنٍ تُغَني فيكِ نَاياتي  !؟

ماذا سَيَنطِقُ فيكِ الشِعرُ من غَزَلٍ
و أَنتِ أَجمَلُ من كلِّ الجَميلاتِ  !؟

لَمْ يَبْقَ في شَفَتي إلا حَديثُ جَوَىً
أَسْقَتْهُ ذِكراكِ أَحلى ما بِكاسَاتي

صَبَوتُ عَن كلِّ عَذراءٍ مُـدَلَّـلَـةٍ
فَبَعْدَ عَينَيكِ ما أَحلى الغواياتِ  !

عَينَاكِ أَحلى المَرايا في مُخَيّلَتي
كأن لَونَهُما في الحُبِّ مِرآتي

إني أَرَى جُزُرَ الأَحلامِ تُـومٍـىءُ لي
كأن في يَدِها تَغفو عَذابَاتي



يا حُلوَةَ الروحِ كُوني أَنتِ خَارطَتي
إني بِدونِكِ أَمضي في حَماقاتي

عَلى أَصَابعِ كَفَّيكِ اْرتَوَى (بَرَدَى)
و المَاءُ صَلَّى لَها في المَشرَبِيّاتِ

فَلْتَستَحِمّي بِمَاءِ اليَاسَمينِ لكَي
يَبقَى لِجِسمِكِ عطرٌ في الزُجاجاتِ

هذي العَصافيرُ تَستَلقي على يَدِكِ الـ
بَيضاءَ تَشدو ، تُغَني فيكِ غَاياتي

إني بِشَعرِكِ قد آَنَسْتُ مَملَكَةً
بالتيهِ تَمتَدُّ مِن سَحْرِ الحَضَاراتِ

مازلتُ أَنتظرُ الدنيا بأَكمَلِها
على يَدَيكِ،  فكُوني روعة الآتي

أَلغَيتُ كلَّ نساءِ الكونِ من لغَتي
و جئتُ أَكتُبُ في عَينيكِ أبياتي


كُوني ولو لحظَةً بلقيس َ،  ياامرأةً
تذوبُ في صَرحِ ساقَيها ابتهالاتي

أَراكَ كلَّ مَساءٍ خَلْفَ نَافِذَتي
تُوَشوِشينَ المُنَى في مِزهَرياتي

تُحَرِّكِينَ بَراويزي بِهَدهَدَةٍ
تُذِيب ُ، تُربِكُ في هَمْسٍ مَسَاءاتي

هُنا يُسَائِلُني الصَفصَافُ عَن لُغَتي
عَنِ الهوى ، عَنْكِ ، عَن عَينَيكِ ،  عَن ذَاتي



هَاأَنتِ تَمشينَ حُبّاً في عُروقِ دَمي
و حِينَ تَغفِينَ عِطراً في مَسَمَاتي

مُـدّي إلَيَّ يَدَ اللُّقيا ، فقد تَعِبَتْ
على ذِراعِ المُنَى فيكِ اْحتِمالاتي

بِكِ اْقتَرَفتُ ذُنوبَ الحُبِّ ، فَانفَتَحَتْ
على يَدي هَالَةٌ خَجْلَى لِجَنّاتي

عَلى فَمي باْسمِكِ الشَفّافِ سَوسَنَةٌ
تَكادُ تُزهِرُ رَسْماً في اْبتساماتي

تَراقَصي فَوقَ أوراقي ، ارتَمَي شَغَفاً
و دَلِّـلـي الضَوءَ حَولي كالفَراشَاتِ



عشرونَ عَامَاً و أَسرابُ النساءِ عَلى
يَدي تُعَشِّشُ كَي تَرْضَى جَناحَاتي

لَمْ تَستَطِعْ أَلْفَ أنثى أن تُرَوِّضَني
فَجِئتِ أَنتِ ، فَما أَحلى بَراءَاتي !

إني اْختَصَرتُ بِكِ الدنيا بِواحِدَةٍ
فَلْتَكتُبي في الهوى أحلى خُرافاتي


..................




   عبد الحميد الرجوي

عن مجلة الثقافة العربية رهيف السريحيني

مجلة الثقافة العربية - مجلة أدبية -شاملة - - نهتم بكافة النصوص الأدبية سواء كانت شعر أو نثر أو قصة أو مقال إلخ -- نمد إيدينا لنشر جمال اللغة العربية لغة الضاد ومساعدة المواهب الأدبية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبادة الفيشاوي
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini