نافذة على الشعراء العرب بقلم الشاعر :خالد خبازة

نافذة

على الشعراء العرب

في نافذتنا اليوم شاعران عربيان  ..  حرصت على الجمع بينهما في نافذة واحدة باعتبار أن قصيدتيهما تتحدثان  بموضوع واحد تقريبا

الشاعر الأول
صاحب البيت

أرى بصري قد رابني بعد حدة ... و حسبك داء أن تصح و تسلما

حميد بن ثور

هو حميد بن ثور الهلالي العامري .. أبو المثنى  المتوفى  سنة 30  للهجرة الموافق  650  ميلادية  .
شاعر مخضرم .. عاش زمنا في الجاهلية ، و شهد حنينا مع المشركين ، و أسلم ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم  ، و مات في خلا فة عثمان رضي الله عنه ، و قيل انه أدرك زمن عبدالملك بن مروان .
عدّه  ابن سلام الجمحي في الطبقة الرابعة من الشعراء الاسلاميين  ، و في شعره ما كان يتغنى به  .
 قال الأصمعي  :  الفصحاء من شعراء العرب في الاسلام أربعة : راعي الابل النميري ، و تميمي بن مقبل العجلاني  ، و ابن أحمر الباهلي ، و حميد بن ثور الهلالي من قيس عيلان  .

و من جيد شعره هذه القصيدة الرائعة و المليئة بالعاطفة و المؤثرة ..  و هي تتألف من مائة و ثلاثين بيتا .. اخترت منها  :

ألا هيّما مما لقيت و هيّما ... وويحاً لمن منهن لم ألق ويحما
أأسماء ما أسماء ليلة أدلجت ... الي و أصحابي بأيٍ و أيما

سل الربع أنى يممت أم سالم ... و هل عادة للربع أن يتكلما
و لو أن ربعا رد رجعا لسائل ... أشار اليّ الربع أو لتفهما

أرى بصري قد رابني بعد حدة ... و حسبك داء أن تصح و تسلما
و لا يلبث العصران يوما و ليلة ... اذا طلبا أن يدركا ما تيمما

و صوتٍ على فوت سمعت و نظرة ... تلافيتها و الليل قد صار أبهما

و ما هاج هذا الشوق الا حمامة ... دعت ساق حر ترحة و ترنما
من الورق حمّاء العلاطين باكرت ... عسيبَ أشاءٍ مطلع الشمس أسحما

اذا زعزعته الريح أو لعبت به ... أرنّت عليه مائلا أو مقوَّما
تنادي حمام الجلهتين  و ترعوي ... الى ابن ثلاث بين عودين أقتما

مطوّق طوق لم يكن عن تميمة  ... و لا ضرب صواغ بكفيه درهما
بنت بيته الخرقاء و هي رفيقة ... به  بين أعواد بعلياء مُعلما

كأن على أشداقه نَور حنوة  ... اذا هو مد الجيد منه ليُطعَما
فلما اكتسى الريش السُّحام و لم تجد ...  لها معها في ساحة العش مجثما

أتيح لها صقر مسفٌّ فلم يدع ... لها و لدا الا رميما و أعظما
فأوفت على غصن ضحيًا فلم تدع  ... لباكية في شجوها متلوَّما

مطوقة خطباء تصدح كلما ... دنا الصيف و انجال الربيع فأنجما
و نازعن خيطان الأراك فراجعت ... لهادفها منهن لدنا مقوما

عجبت لها أنى يكون غناؤها ...  فصيحا و لم تفتح بمنطقها فما
و لم أر محزونا له مثل شجوها ... و لا عربيا شاقه صوت أعجما

كمثلي اذا غنت و لكن صوتها ... له صولة لو يفهم العود أرزما

الشاعر الثاني

 التهامي

؟؟ / 416 هجرية
؟؟ /  1025 ميلادية .

أبو الحسن علي بن محمد بن فهد التهامي .
 لايعرف تاريخ ولادته.
 من كبار شعراء العرب ، نعته الذهبي بشاعر وقته ، مولده و منشؤه باليمن ، و أصله من أهل مكة ، كان يكتم نسبه ، انتحل مذهب الاعتزال . و سكن الشام مدة ، ثم قصد بغداد ، و التقى الصاحب بن عباد ، ثم عاد ، فتقلد الخطابة  بجامع الرملة ، و اتصل بالوزير المغربي ، فكان من أعوانه في ثورته على الحاكم الفاطمي ، و نُقل عن ابن خلكان ، خبر مقتله  في دار البنود بمصر .
 و كان مقتله  يوم 9 جمادى الأولى  سنة 416 هجرية الموافق سنة  1025 ميلادية .

 من قصائده هذه الأبيات الرائعة :

رب ورقاء هتوف في الضحى ...
.....................ذات شجو ، صدحت في فنن

ذكرت الفا و دهرا ماضيـــــا ...
.....................فبكت حزنا ، فهاجت شجني

فبــــــكائي ربـــــــــما أرقها ...
 ......................و بــــــــــكاها ربما أرقني

أتراها بالبــــــــــكا مولعة ...
......................أم سقاها البين ما جرعني

فمتى تسعــــــدني أسعدها ...
.....................و متى أسعدهــــا تسعدني

و لقد تشكو فمــــــا أفهمها ...
 .....................و لقد أشكو ، فما تفهــمني

غير أني بالجوى أعرفـــها ...
.....................وهي أيضا بالجوى تعرفني
....
خالد خبازة