الأربعاء، 12 أكتوبر 2016

عزف لحن الوداع بقلم : سنية قارة

قصة قصيرة
----------
عزف لحن الوداع
-----------------------
كانت تعلم أنه سيرحل في يوم من الأيام ..لكنها لم تتوقع أنه سيرحل في قطار عند الغروب ...و كأن كابوس أيقضها من لحظتها ... خرجت من مسكنها تهرول بسرعة ...تجري تسابق الريح ..لم يعد هناك متسع لإنطلاق القطار ...كانت تركض تلتهم المسافة ...بطعم مرارة الفراق وتلامس قدمها في كل مرة أشواك النهايات ...ثم تتنفس لحظات الذكرىات التي به إلتقت ..وتقاسمت معه لحظات العمر المتسللة من بين أنامل الحلم الجميل ...كانت تشق سمعها صفارات القطار ...زادت في سرعة ركضها وتكدست أنفاسها كالثقل على صدرها ...وما شعرت أنها تقترب بل بدت لها المسافات أكثر بعدا ...أصبحت تعتقد جازمة أنها تسير إلى الوراء ....بدى لها أخير جزءا من محطة القطار ...رأت أن هناك أمل في احتضان لحظات الأخيرة ...وما كان لأملها أن يكون ....عند وصولها إنطلق القطار في سفرته البعيدة حيث لا تعلم ...تهاوت...لم تعد قدميها قادرة على حمل ثقل وزنها ..ولا ثقل وزن الفراق الأبدي .....رفعت عينيها الزائغتين والشاحبتين فرأت حبيبها يرمقها من خلف نافذة القطار بنظرات لا تقول الكثير ...تلك هي النهاية ....تساقطت دموعها كحبات لؤلؤ تخبر عن نفس فاضت صمتا جلست فوق مقعد المحطة برهة من الزمن ثم تنفست عميقا وكأنها تلملم بهذا النفس أبعاضها المتناثرة خلف لحن الوداع
-----------------------------سنـــــــــــــقارةـــــــــــية
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini