الاثنين، 17 أكتوبر 2016

قراءة متتالية في النص -قال الراوي- للكتابة السورية - لميس الزين القراءة بقلم- الأستاذة زهرة خصخوصي- تونس



قال الراوي1
يروى يا سادة ياكرام ، أن دِمنَة خرجت من كتاب الحكايات وقررت السياحة مثل أبناء الذوات ، فوجدت نفسها في قاعة للمفاوضات ، ولأن بطاقتها الإئتمانية لم تغطِّ للفندق الحساب تركتْ لهم هذه الحكاية :
زعموا أن راعيا اعتاد أن يعزف بمزماره لأفعى ؛ فتنفحه ليرة ذهبية ، إلى أن ألمَّ به مرض ألزمه الفراش فنادى ابنه الشاب وباح له بسره وطلب منه أن يحل محله .
ذهب الشاب وفعل فِعل أبيه فعزف والتقط الليرة .لكن شيطانه سوّل له كومة من ذهب تحرسه تلك اللئيمة فعاود العزف حتى خرجت ثم عالجها بضربة من فأسه أخطأتها ، فما أصاب منها إلا الذيل . كانت أسرع من أن يعاود الكرّة ، فأردته ملدوغا .
كاد الرجل يقضي كمدا لوفاة ابنه لكنه تجلد ويمم شطر قرينته يستجدي عطاءها بناي حزين، فخرجت ألحانه باهتة كروحه الثكلى ، لكن عالية المقام أبت العطاء قائلة :
" ما كان ، لن يكون .فما أنا بناسيةٍ ذيلي، ولا أنت بناسٍ فلذتك " .
سمع المتفاوضون الحكاية فتحسس كل منهم جيوبه .
--
قال الراوي 2
ولأن دمنة ياسادة ياكرام كان لها باع في عالم الصحافة وتزويق الخبر فقد دعيت لإلقاء كلمة عن السلام في مؤتمر . لكنها في غمرة التصفيق والأضواء نسيت ما كانت قد أعدته من مسبوك المقال ، فتداركت بقصة أسعفها بها الخيال :
"زعموا أن ثعلبا أرهبه تعاظم أمر ثورين في الجوار فسار بينهما في فتنة لإشعال شجار لكن نار الفتنة خبت ، فصنع من القش فزاعة ونشر حكايات عن وحش منتظر .. وعندما ..."
وهنا أشار المخرج إلى أن الوقت المخصص للخطاب انتهى . ومازال البحث جاريا في كتب الحكايا عن كليمة صارت خبرا بعد أثر .
---
قال الراوي 3
أما وأنه يا سادة ياكرام عصر الديمقراطيات ، فقد قررت دمنة الترشح للانتخابات خاصة وأن فرصتها في الفوز أكبر كونها من جنس البنات؛ فقد عمدت إلى أشهر حلاق في الغابة لعمل "نيو لوك " ، وإلى مصمم فوتوشوب ليمنح صورتها نظرة وطنية وابتسامة ثقافية .ثم استعانت بأصدقائها من بنات آوى لملء الغابة باللافتات . أما برنامجها الانتخابي فكان " لكل هر جزرة ولكل سمكة شجرة " .
وسنوافيكم ياسادة يا كرام بآخر المستجدات بلقاء حصري من مجلس الببغاوات .
لميسالزين
_________________________________________
وقفة على تخوم النّصّ:
______________
يقول ابن المقفّع عن كتاب "كليلة ودمنة" :
"ينبغي لمن قرأ هذا الكتاب أن يعرف الوجوه التي وُضعت له، وإلى أيّ غاية جرى مؤلّفه فيه عندما نسبه إلى البهائم، وأضافه إلى غير مفصح، وغير ذلك من الأوضاع التي جعلها أمثالا. فإنّ قارئه متى لم يفعل ذلك لم يدر ما أريد بتلك المعاني، ولا أيّ ثمرة يجتني منها، ولا أيّ نتيجة تحصل له من مقدّمات ما تضمّنه هذا الكتاب. وإنّه إن كان غايته استتمامَ قراءته إلى آخره دون معرفة ما يقرأ منه، لم يعد عليه شيء يرجع إليه نفعُه.."(كليلة ودمنة:الطبعة الرّابعة1934ص126-127)
وفي تقديم بَهنود بن سحوان عليّ بن الشّاه الفارسيّ لكتاب " كليلة ودمنة" ذكر السّبب الذي من أجله عمل بيدبا الفيلسوف الهنديّ رأس البراهمة لدبشليم ملك الهند كتابه هذا فبيّن أنّه "جعله على ألسن البهائم والطّيرصيانة لغرضه فيه من العوامّ، وضنّا بما ضمّنه عن الطَّغام(الأوغاد والأرذال)، وتنزيها للحكمة وفنونها، ومحاسنها وعيونها. إذ هي للفيلسوف مندوحة، ولخاطره مفتوحة، ولمحبّيها تثقيف، ولطالبيها تشريف."(مقدّمة الكتاب ص65)
_______________________
على عتبة مجلس الخبر: مألوف ومستحدَث وبَعدُ...
____________________________________
المألوف في هذا الفنّ :
_______________
الخبر جنس أدبيّ سرديّ نما وترعرع في حضن الازدهار الأدبيّ العربيّ وفيء البيان السّرديّ..
وهو فنّ أدبيّ يتأسّس على ركيزتين هما السّند والمتن.
السّند هو سلسلة رواة تُسنَد إليهم مسؤوليّة نقل الخبر إلى الرّاوي الأخير الذي هو كاتب النّصّ. وقد اشترط العرب في سلسلة الأسانيد التّرابط الزّمنيّ والتّواصل العلائقيّ والاشتهار بالمصداقيّة أسوة بشروط سلامة الأسانيد في علم الأحاديث النّبويّة..
أمّا المتن وهو فحوى الخبر والحكاية المتناقَلة فيه فقد اتّسم باعتمادمكوّن السّرد والشّخصيّة والفضاء لبناء النّادرة المتّسمة بالحضور المتكرّر لسمة الهزل، واستحضار لافت للسّجع في لغتها النّثريّة، وقصر الحجم، والوظيفة الحجاجيّة للحكاية ذات الأسس السّرديّة الواقعيّة(الزمكانيّة والشّخصيّات والأحداث)..
وقد اتّفق النّقّاد العرب على أنّ حضور الهزل مكوّنا أُسّا في النّادرة ليس موظَّفا للتّسلية والمتعة الباديين في البنية السّطحيّة للخبر، بل ينطق وجوده العميق نصّيّا بدعوة إلى إعمال العقل والتّبصّر والتّمحيص الحجاجيّ لإدراك وظائفه التّعليميّة والتّربويّة ورؤاه الفكريّة النّقديّة الحجاجيّة بامتياز ..
المستحدث في متتالية الأخبار:"قال الرّاوي:
__________________________
منذ اقترابنا من مجلس الخبر في متتالية "قال الرّاوي" للكاتبة لميس الزّين ، ووقوفنا على عتبته، ولا أقصد هنا العنوان بل البناء الخارجيّ للنّصّ ، نلاحظ نزوعا نحو كسر المألوف في هذا الفنّ الأدبيّ وتمرّدا على أسسه التي جعلها العرب أسسا ثابتة له، واستحداثا لبناء جديد مخصوص. وقد تمثّل نهج الكاتبة هذا في ما يلي..
1/ حلول السّند محلّ العنوان: فالعناوين الثّلاث للمتتالية الخبريّة هي:
---قال الرّاوي1
---قال الرّاوي2
---قال الرّاوي3
عناوين توفّر فيها شرطان من شروط السّند وهما فعل الإخبار"قال" ، وهو في حدّ ذاته متمرّد على المألوف في صناعة الأسانيد من اعتماد أفعال الأخبار التّقليديّة المتواترة عند أغلب الإخباريّين والمستقدَمَة من علم الحديث من قبيل"حدّث" و"أخبر" و"أنبأ" و"ذكر"، وناقل الخبر "الرّاوي" مع ترقيم لا نعلم ونحن لم نلج يَمَّ النّصّ بعدُ إن كان ترقيما للأخبار أم للرّواة..
2/كسر سلسلة السّند بل إلغاؤها: حيث نجد الكاتبة قد اكتفت في الخبر الأوّل بإسناد الفعل روى إلى المجهول (يُروى) لتستغني عنه تماما في الخبرين المواليين فيبدوان تكملة للحكاية في الخبر الأوّل وتُضحي المتتالية الخبريّة حكايا متنوّعة في جراب خبر واحد..وبذلك تقطع الكاتبة مع مراتب التّحمّل التّقليديّة للخبر استحضارا وترتيبا ومصداقيّة تماما مع سبق الإصرار والعمد والإضمار، ضاربة بها عرض النّصّ كأنّها تصفعنا بحقيقة اضمحلال قيمة الحرص على مصداقيّة الخبر في وجه تغوّل الإقبال على الأكاذيب والشّائعات صناعة وتقبّلا في زمننا هذا..
3/كسر عماد المغامرة: فالمغامرة بما هي المادّة الحدثيّة التي يُصنع منها الخبر تبدو في المتتالية الخبريّة "قال الرّاوي" مختزلة جدّا إلى أدنى مكوّناتها الحدثيّة حذفا لتفاصيل قد يكون لها عظيم الأثر في جماليّة الخبر ودلالاته..
4/خلخلة البناء الواقعيّ للشّخصيّة بجعلها شخصيّة حيوانيّة تنبجس من الحكايات المثليّة "كليلة ودمنة" حيث نجد الكاتبة في مستهلّ "قال الرّاوي1" تقول:" يروى يا سادة ياكرام ، أن دِمنَة خرجت من كتاب الحكايات وقررت السّياحة مثل أبناء الذوات ".وهي بهذه الخلخلة تزعزع الأسّ الواقعيّ للمتن شخصيّة وأحداثا حيث تنزاح بهذه الأخيرة نحو المتخيَّل...
4/ كسر وحدة الحكاية في القسمين الأوّلين من المتتالية الخبريّة: حيث يتضمّن كلّ منهما حكاية الخبر وحكاية ترويها دمنة سدّا لنقص في الأحداث ورتقا لأزمة تواجهها حيث نجد:" ولأن بطاقتها الإئتمانية لم تغطِّ للفندق الحساب تركتْ لهم هذه الحكاية :" ، و" لكنها في غمرة التصفيق والأضواء نسيت ما كانت قد أعدته من مسبوك المقال ، فتداركت بقصة أسعفها بها الخيال :"
إنّ هذا الزّخم من الاستحداث في بناء الخبر الذي عمدت إليه الكاتبة لميس الزّين ضاربة عرض النّصّ بالمألوف المُستَكَنّ فيه، يفتحنا على شلّال انتظارات من ولوجنا مجلس متتاليتها الخبريّة هذه ونهلنا من دفقها الأدبيّ...
------------------------------------------------
ولوجُُ فنَهلُُ ثمّ متاهة تَوق إلى خروج:
___________________________
نرتمي في مجلس المتتالية الخبريّة "قال الرّاوي" فنُلفي أنفسنا أمام ثلاثة أخبار تُروى عن دمنة الوافدة من الحكايا المثليّة الفارسيّة التي منّ علينا ابن المقفّع بإثراء موروثنا الأدبيّ بها..دمنة التي ترسم تردّي القيم تسوّلا للحظوة لدى السّلطان وتوقا إلى العرش نفسه، تفد إلينا من الحكايات، كما تقول الكاتبة، تنشُد السّياحة "مثل أبناء الذّوات"، وتعمد إلى رتق مآزق تواجهها بارتجال حكايتين تحقّق بهما مأربها ليشتدّ ساعد مطامحها فتتوسّل الدّرب نحو السّلطة والسّلطان وهو ما جعلته الكاتبة المبدعة لميس الزّين متن الخبر الثالث (قال الرّاوي3) حيث نجدها تقول:" أما وأنه يا سادة ياكرام عصر الديمقراطيات ، فقد قررت دمنة الترشح للانتخابات " ناهلة من الواقع سماته السّياسيّة القائمة على امتطاء ما يُدعى في ظلّ القضايا المصيريّة الحارقة ب"قضيّة المرأة وحقوقها" سبيلا إلى فرص نيل المبتغى السّلطويّ وهو مت تجلّى من خلال النّصّ في "خاصة وأن فرصتها في الفوز أكبر كونها من جنس البنات؛"، وسماته القيميّة المرتكزة على الخداع متجلّيا في قول الرّاوي:" فقد عمدت إلى أشهر حلاق في الغابة لعمل "نيو لوك " ، وإلى مصمم فوتوشوب ليمنح صورتها نظرة وطنية وابتسامة ثقافية" وعلى مبدإ "انصر أخاك وإن ادّعى" المنعكس من خلال الجملة:"ثم استعانت بأصدقائها من بنات آوى لملء الغابة باللافتات ." ، وخصائصه المنهجيّة في استغفال الشّعوب المطلّة علينا من هذه الجملة السّرديّة السّاخرة:" أما برنامجها الانتخابي فكان " لكل هر جزرة ولكل سمكة شجرة " ."
لتختم الكاتبة نصّها بفتح أفق التّشويق إلى تكملة للمتتالية الخبريّة هذه قائلة:"وسنوافيكم ياسادة يا كرام بآخر المستجدات بلقاء حصري من مجلس الببغاوات ." مخرجة الرّاوي إلى ذروة تمظهره التّبئيريّ في الحكاية كاشفا عن هويّته الثّائرة على الواقع السّياسيّ وهو يصف المشهد السّياسيّ العربيّ ب"مجلس الببّغاوات" الذي يردّد فيه السّاسة ما يُملى عليهم من قرارات خارجيّة وردود أفعال حول ما يحدث لا ناقة لهم في بياناتها ولا جمل ، وماهم غير دمى سيرك تحرّكها القوى العظمى عسكريّا واقتصاديّا كوجه جديد من وجوه الاستعمار الماسونيّ القذر..
إنّنا ونحن نغوص في جوف هذه المتتالية الخبريّة للكاتبة السّوريّة المتألّقة لميس الزين نُلفي أنفسنا أمام تمرّد على الموجود نصّا وفكرا، تكسير لأسس بناء فنّ الخبر وإبقاء على بعض طلل منه وتصوير لبشاعة تردّي واقع القيم في سبيل السّلطان والكراسي السّياسيّة توقا إلى زلزلته وكسر بنيانه عسانا نظفر بواقع سليم منشود..
ونحن ننهل من الغوص في هذه المتتالية الخبريّة بعض درر الكشف والإدراك الفنّيّ والمعنويّ نعلق في متاهة التّوق إلى الخروج منها بيقين تعليل لذلك التّمرّد الفنّيّ وتحديد لجنسها الأدبيّ وتوقّع لمسارها القصصيّ..
--------------------------------------
مؤشّرات للفوز ببوصلة النّصّ:
_____________________
لعلّ تجوالي في ثنايا هذه المتتالية الخبريّة "قال الرّاوي" قارئة متعجّبة مسائلة دفع النّصّ النّابض بكرم قريحة كاتبته إلى أن يجود عليّ ببعض إجابات ..
إنّ تمرّد الكاتبة على هيكل الخبر وإفراغه ممّا استكنّ فيه من أسس هيكليّة فنّيّا سندا ومتنا، ومعنويّا (مضمون الحكايات)، وشحنه بسمات فنّيّة ومعنويّة جديدة قطعََا مع المألوف وبناء على غير مثال، منبثق عن دوافع موضوعيّة وأخرى ذاتيّة ارتأيتها التّالية:
1/الدّوافع الموضوعيّة: تحدّدت لي بعد مساءلة النّصّ في ما يلي:
-جمود صناعة الخبر في عصرنا مثّل حافزا دفع الكاتبة إلى شقّ غماره تمرّدا على هيكله المألوف استفزازا للقارئ وإحياء للحركة الأدبيّة به..
-انتفاء الرّقابة العلميّة النّقديّة الصّارمة في ظلّ الحركة الحثيثة في مختبر التّجديد الأدبيّ في مجال القصّ مثّل حصانة للمنهج المتمرّد في ذي المتتالية
-اضمحلال سلطة المتقبّل الذي بهت ألق إقباله على القراءة وتقصّي مكامن الإبداع القصصيّ ولّد الرّغبة المشاكسة في هذه التّجربة النّصّيّة.ز
-اضمحلال أدب المغامرات والطّرائف وما أحوجنا إليه في هذا الزّمن أثمر محاولة إحيائه هذه..
-استفحال بشاعة الواقع السّياسيّ وغياب السّلطة الرّابعة النّزيهة وتحوّل النّقد المباشر إلى اسطوانات مشروخة لا يلتفت إليها ذوي العقول والبصائر دفع الكاتبة إلى انتهاج أدب ساخر يتلوّن بأصباغ الواقع عساه يظفر ببعض غاياته التّعليميّة التّوعويّة..
هذا ولعلّ مزيد سبر لأغوار النّصّ يكشف عن عميق دوافع موضوعيّة أخرى..
2/الدّوافع الذّاتيّة: وقد ألفيتها منحصرة في ماهو نفسيّ وماهو فكريّ كما يلي:
-الدّافع النّفسيّ الوجدانيّ: إنّ الكاتبة لميس الزّين ابنة هذا الزّمن بكلّ رداءاته القيميّة اجتماعيّا وسياسيّا، وابنة الخاصرة العربيّة النّازفة سوريا لا يمكن أن تبدع خارج مدار روحها المكلومة وجعا يتنامى مع أوجاع وطنها وهي المتشبّثة بأنفاسه رغم رنين أجراس الموت والدّمار، ولا تدفق قريحتها خارج مجرى الواقع الاجتماعيّ والسّياسيّ الذي نكابده جميعا، فنطق قلمها برفضها إيّاه وتمرّدها عليه وتوقها إلى كسره وإعادة بنائه من جديد البناء الأفضل..ولا حيلة للكاتب لكي يجسّد ذلك غير تشكيله نصّا ورسمه بالكلمات..
-الدّافع الفكريّ: إنّ المطّلع على دفق قريحة الكاتبة لميس الزّين يقف على شغفها بالقصّة القصيرة جدّا، هذا الجنس الأدبيّ المستجَدّ الذي كسر هيكل القصّة القصيرة حجما وأحداثا وكثافة ونطق بفكر الكاتب الذّكيّ التّوّاق إلى قارئ يضاهيه ذكاء فتجود له قريحته بنصّ يزخر بالتكثيف والتّرميز والتّناصّ ليشحذ العزم فيه على إعمال العقل في ما يقرأ ونبش ذاكرته الثقافيّة والنّفخ في جذوة فكره الاستقرائيّ عساه يدرك بعض درر النّصّ..ولعلّ هذا الشّغف دفعها إلى توسعة مجال الكتابة في هذا الجنس الأدبيّ بإيلاجه في فنّ الخبر ولعلّ سندي في ذلك ما أوردَته الكاتبة تعقيبا على متتاليتها الخبريّة ذي قائلة:" # كان لي الشرف أن عرض أستاذنا الجليل *أحمد طنطاوي* النص الثاني كواحد من النصوص التطبيقية التي تمثل أنواع القصة القصيرة جدا قائلا :
نص استفاد من الحكى الشعبي _ كما في كليلة و دمنة وقصص ألف ليلة وليلة _ ودمجه في عوالم القصة القصيرة جدا ..
هذه قصة داخل قصة داخل قصة _ هي طريقة تماثل تقنية التلاعب بالكاميرا والانتقال بين عدة مناظر في التصوير السينمائي _ وعنصر المخرج حقق تقاطع الفعل الخارجي في النص المتخيل ... تقنية تشابه طريقة بيرانديللو في (ست شخصيات تبحث عن مؤلف ) ."
-------------------------------------
مغادرة بخطى متأرجحة:
___________________
أظلّ وأنا أغادر كلّ دفق قريحة مائز أردّد:" يا من يعزّ عليّ أن أفارقه..عسى ما بعد ما خططته حولك ندم...."
أغادر محراب المتتالية الخبريّة للكاتبة السّوريّة المبدعة لميس الزّين وخطى فكري تتأرجح بين فرح الظّفر بقراءة هذا الدّفق القصصيّ المائز والوجل من أن تكون ملامستي له بهذه الكلمات دون ما ينبض به من ألق وإبداع..
سيّدتي المنبجسة من حضارة التّألّق والرّوعة شكرا لأنّك منحتنا فلذة قريحتك البذخة هذه وشكرا لأنّك تظلّين رغم الحساكة والوجع وبشاعة الموت والخراب تينعين فكرا وتعبقين إبداعا وتُدلين إلينا بشهيّ رُطب قريحتك، وعُذرا أستميحك إن شردت ناقة قريحتي خارج مضمار ألق نصّك أو وهنت خطى مطيّتها فانقطعت بها السّبل دون درره...دمت مبدعة ولا نضب دفق قريحتك المائز...
زهرة خصخوصي(تونس في 22/05/2016)
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini