الأحد، 20 نوفمبر 2016

ياسمين الشام..بقلم الشاعر صلاح الخضر

وتسألنا بلادُ الغُربِ عنَّا
عنِ الأرضِ الّتي فيها نُكنَّى

وعن أسماءِ من سكنوا رباها
وأينَ مكانهم ذا اليوم مِنّا؟

وأين وكيف أحوال المنافي
وترطنُ بالسؤالِ لكي نئِنَّ؟

وتعمى عن وجوهٍ من يراها
يرى بشحوبِها الأرواحَ تفنى

طواها البعدُ فاشتاقت وذلَّت
وقطّعَ بؤسُها قلبي المُعنَّى

ملامحُها بحزنِ الكونِ فاضت
جوىً فلغيرها لم تُبقِ حُزنا

تباغتُنا المصائبُ والرزايا
بلادي :أيُّها نشكوكِ حِرنا؟

أنشكو من أذى المنفى وفينا
نصيبٌ من جروحكِ حيث كنّا؟

تطاردنا عيونك في التنائي
ويجلِدُنا الحنينُ فما أمِنَّا

خُلِقنا خيرَ أهلِ الأرضِ نفساً
وأرقى أهلها عِلماً وفنَّا

وأطولَ كلِّ أهلِ الجودِ باعاً
وأعظم من ملوكِ الإنسِ شأنا

عزيزٌ جارُنا ولئن هلكنا
جميعاً دونه وبهِ خُذلنا

ويشهدُ ياسمينُ الشَّامِ أنَّا
نفوقُ زهورَه عطراً وحُسنا

غدونا في منافينا عبيداً
سُلبنا كلَّ عِزَّتنا وهُنَّا

ضمائرُ كلِّ أهلِ الأرضِ ماتت
ولكن رغمَ أنفِ الموتِ عِشنا

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini