قصيدة ، تؤرخ للثورة على الإستعمار الفرنسي في " جبل صهيون " بقيادة الشيخ المجاهد " عمر البيطار " والتي تغافل عنها المؤرخون .
..
" بلــدَتــي والقَلعَـــة " *1
-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-
...
1- صادَ الفُؤادَ ولم يرأفْ بِمَن قَتَلا
.......................... مِن ناظِريهِ ، غداةَ البَينِ وارتَحَـلا
2- عَفَتْ منازِلهُم والشوقُ يسكُننا
......................... وزَهوةُ الحَيِّ أمسَت بَعدَهم طَلَلا
3- والقلبُ مُذْ رحَلوا ماعادَ يألفُها
........................... والعَينُ إنْ نَظَرَتْ , تَبكيهِمُ وَجَـلا
4- وتَرسُمُ النَّفسُ مِنْ أحلامِها صُوراً
........................ تُخادِعُ القلبَ كي يلقى لـــهُم بَدَلا
5- ما لَذَةُ العَيشِ والأحياءُ مُقفِرةٌ
............................ تَبكي نوافِذُها مَنْ ماتَ أو رَحَلا
6- عِشقُ المُحِبِّ لِدارِ الأهلِ تسكُنها
............................ أمٌّ وعائِلةٌ مِن طِينِها جُبِــــــــلا
7- بِالأمسِ كانوا هنا والدارُ عامِرةٌ
............................ يُرفرِفُ القَلبُ في أرجائها أمـلا
8- واليومَ تسألني عنهُم وتَسبِقُني
........................... بالدَّمعِ أعينُها , مِن حزنِها هطَلا
9- مَنْ لِلمَساجِدِ مَنْ يُحيي فَرائضَها
............................ والصَّوتَ يرفعُهُ بالذكرِمبتَهِلا ؟
10- مَنْ لِلموائدِ مَن لِلزَّادِ يَبذُلُـهُ
...................... إنْ أقبَل الضَّيفُ هَلْ يَلقى لَهُم بَدَلا ؟
11- مَنْ يَحرثُ الأرضَ مَن يَجني مواسمَها
...................... مَن يَحرُسُ الدَّار والبستان والسُبُلا ؟
12- أنَّى نَظَرتَ تَرى الأشجارَ مُثمِرةً
............................تُهديكَ مُهجَتَها مِما دَنا ذُلَــــــلا
13- مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ يُغريكَ مَنظَرُها
................... كَصورَةِ الحُسنِ يسبي القلبَ والمُقلا
14- وَتُبهِجُ العَينَ ما امتَدَّتْ بِنَظرَتِها
............................ مَوائدُ العُشبِ مُخضَراً ومُتَّصِلا
15- لا يَنقَضي الحُسنُ فيها أينما سَرَحَت
.........................فيها العيونُ تُناجي السَّفحَ والجَبَلا
16- نَسيمُها الرّطبُ للأبدان مُغتَسَلٌ
............................. وللنفوسِ يُزيــــلُ الهَمَّ والعِلَلا
17- وماؤها العَذبُ لِلورَّادِ مُنتَجَعٌ
............................ لِمَن أقالَ بِظلِّ الدَّوحِ أو نَهَــلا
18- إذا أطَلَّتْ عليها الشَمسُ مُشرِقةً
............................ تَبدو لِقَلعَتِها كالعَسجَدِ اشتَعَلا
19- لا تَطرُفُ الجَفنَ عَن أحيائنا وَلَهاً
......................... نُسقى المهابَةَ مِن أمجادِها مُثُلا
20- إنَّ الَّذي بَينَنَا عِشقٌ وَرَابِطَةٌ
.......................... يَزدادُ عُمقاً مَعَ الأيامِ ما انفّصَلا
21- مِنَّا الشَّقيقانِ مِن أبناءِ جِلدَتِنا
...................... حازوا السَّدانَةَ فيها مِنْ أبٍ رَحَلا *2
22- سَيَرجِعُ العَهدُ فينا رَغمَ مَن مَكَروا
.......................... كَما " لِشَيبَةَ " عَهدٌ عَادَ وَاتَّصَلا
23- إذا نَظَرتَ إليها وهي شامِخةٌ
..................... ستَحسَبُ المَجدَ قدْ أحنى لها خَجَلا
24- ويَعجَزُ الحَرفُ عَن وَصفٍ لِهَيبَتِها
................................. فَكُلُّ بُرجٍ بِها قَد عانَد الأزلا
25- وأعجَبُ الأمرِ في بُنيانِها كُتَلٌ
...................مِن أعظَمِ الصَّخرِ كيفَ اصطَفَّ واعتَدَلا
26- وتَعتَلي التَّلَّ والوِديانُ تَحرِسُها
.......................... وجانِبُ الشَّرقِ منها خُدَّ وانفَصَلا
27- أبقوا بِهِ سَنَداً لِلجِسرِ يَحمِلُهُ
............................. عامودُ مِنْ حَجَرٍ يَحميهِ إن نَزلا
28- ويُرفَعُ الجِسرُ إن شاءَ الغُزاةُ بِها
.......................... كَيداً ، فَتُصبِحُ في أمنٍ بِمَن دَخَلا
29- أبراجُها قِمَمٌ كَالعَينِ تَحرسُها
............................... والأمنُ سادَ بِها دَهراً وما أفَلا
30- حَتى أتاها صلاحُ الدِّينِ يَفتَحُها
............................. ويَنزِعُ المُلكَ مِن حُكَّامِها الدُّخَلا
31- وأخضَعَ الرومَ فيها رَغمَ سطوَتِهِم
.......................... وأسرَجَ الخَيلَ نحوَ القُدسِ وارتَحَلا
32- جَدِّي وجَدُّكَ ياابنَ العَمِّ قد ورِثوا
............................... مِنهُ الرُّجولَةَ مُذْ حَلّوا بِهـا نُزَلا
33- كَمْ مَرَّغَ الأسدُ مِنهُمْ أنفَ غاصِبِهِمْ
............................. تَمَرُّغَ النَّعلِ في الأوحالِ إنْ نَزَلا
34- إنَّا أكابِرُها ، في السِّلمِ سادتُها
......................... في الحَربِ قادَتُها ، نَسعى لها قِبَلا
35- مَنْ لِلرجولَةِ إن أجَّ الوَطيسُ بها
.................................. يأتيكَ رَدُّ فَرنسا واهِناً خَجِلا
36- جَدِّي وجَدُّكَ يا ابنَ الأَرضِ قدْ وَهَبوا
............................... لِلزَّحفِ أفئدَةً ، كانت بها رُسُلا
37- إذا سألتَ كرامَ الفومِ سيِّدَهُمْ
........................... رَدُّوا إلى عُعَرَ البيطارِ ما سُئلا *3
38- وإن سألتَ غُزاةَ الدَّرِ قاتِلَهُمْ
................................ قالوا بأنَّ لهُ سَهمٌ بِمَنْ قُتِــلا
39- قَدْ أشبَعَ الوحشَ مِن أشلائهمْ فَغَدَا
............................. ذاكََ الصًّيودُ يَعافُ الصَّيدَ مُتَّكِــلا
40- وأشعَلَ الأرضَ " والقَسَّامُ " ساعِدُهُ "
...................... " وصالِحٌ " و " هنانو " فيهِما اتَّصَلا *4
41- تَوارَثَ الغَيرُ فَنَّ الحَربِ مُكتَسباً
.............................. وأبدَعَ الشَّيخُ فيها الفَنَّ وارتَجَلا
42- شّيخٌ تُباهي ضِياءَ البَدرِ طَلعَتُهُ
................................. لمَّا تَسَربَلَ بالإيمان وانصَقَلا
43- بَرٌ حَليمٌ سَخِيُّ الكَفِّ مُعتَدِلٌ
......................... وَيَقدُمُ الخَيلَ في ساحِ الوَغى بَطَلا
44- مُستَمسِكٌ بِكِتابِ اللَّهِ مُتَّبِعٌ
.................................. نَهجَ النَّبيِّ إذا ما قالَ أو فَعَلا
45- بالصِّدقِ وحَّدَ صفَّ القومِ فانحَدَروا
........................ كالسَّيلِ يَغسِلُ رِجس البَغي والعُمَلا
46- رَوَّى الكِرامُ ثرى " صَهيونَ " مِن دَمِهم
........................ فَأخصَبَ البَذلُ نَصراً فارتَقى وعَلا *5
47- والشانئون لنا ، تأبى عَزائمنا
............................... رَدَّ الإساءةِ ، بَل نُهدي لَهم قُبَلا
48- جاروا عَلينا وأخفوا قَدرَ ثورَتِنا
........................ مِن سَيِّئ القَصدِ أو مَن ضَلَّ أو جَهِلا
49- لا يَحجُبُ الشَّمسَ غِربالٌ ولا وَشَبٌ
............................ وحَسبُنا الحَقَّ مَشهوداً بِمَنْ عَدَلا
50- كَم ذا عَتَبتُ على التأريخِ سوأتِهِ
........................... أن أغفَلَ الذِّكرَ عَن فَضلٍ لَهم زَلَلا
51- ولو نَظَمتُ بِحَقِّ القَومِ مَلحَمَةً
............................. تَروي المآثِرَ ، كانت دونَ ما بُذِلا
52- وليَعلَمِ الخَلقُ أنَ الناسَ إن غَفِلوا
............................ عَن ذِكرِ سيرَتِهِم ، فاللَّهُ ما غَفِلا
53- لا يَعرِفُ الظُّلمَ إلا مَن يُكابِدُهُ
............................ ويأنَفُ البَغيَ والإجحافَ مَنْ عَدَلا
54- ويُكرِمُ المَرءَ في الدُّنيا تواضُعًهُ
............................. ويَحفَظُ الذِّكرَ محموداً وإن رَحلا
55- قَد أشرقَ النَّصرُ مِن أسيافِهِم فَغَدَت
............................... تلك الدِّيارُ مَناراتٍ إذْ اكتَمَـــلا
56- والفَجرُ يُشرِقُ مِن خَلفِ التِّلالِ كَما
............................ سَيُزهِرُ الحُسنُ فيها بَعدما ذَبُلا
57- ما أكرَمَ الأرضَ تُعطي لا تَمُنُّ بِما
.....................أعطَتْ ، وتَحضِنُ بَعدَ الموتِ مَنْ بَخِلا
.
-.-.-.-.-.-. (( خــالــد بيطــــار ))-.-.-.-.-.-. 30 / 10 / 2016
*- بلدتي : " شير القاق " - الشير ، في اللهجة المحلية يعني الصخرة العظيمة ، أو الجرف الصخري المطل على وادٍ سحيق .
و " القاق " إسمٌ للغراب ، مشتقٌ من صوته .
- القلعة : هي قلعة " صهيون " حسب تسميتها القديمة ، والتي تنسب إلى أحد ملوكها القدامى ، وقد أطلق الإسم على مدينة الحفة وما حولها من القرى ، وهي منطقة جبلية ، ولذلك عرفت المنطقة بإسم " جبل صهيون " وقد تم تغيير اسم القلعة إلى " قلعة صلاح الدين " تخليداً لذكرى فاتحها ومحررها من الرومان .
2 *- هما الأخوان " علي وماهر " من أبناء عمومتنا ، يشرفان على القلعة ويديران شؤونها ، وقد ورثا الأمر عن والدهما " ابراهيم بيطار " يرحمه الله ، الذي تولى أمرها منذ بداية عهد الإستقلال عن الإستعمار الفرنسي ، ومما يجدر ذكره أن الأراضي المحيطة بالقلعة ، وحتى التي بداخلها وأسطح أبراجها ، كانت مملوكة بحكم وضع اليد لبعض أبناء عمومتنا ، وكانوا يقومون بزراعتها وجني محاصيلها ، إلى أن وضعت الحكومة يدها عليها وفق القوانين الناظمة لملكية المناطق الأثرية .
3 *- عمر: هو الشيخ المجاهد " عمر البيطار " قائد الثورة في جبل صهيون على الإستعمار الفرنسي ، الجبل الذي يقع في المنطقة الشمالية الشرقية لمدينة اللاذقية ، وعلى بعد عشرين كيلو متر منها .
4 *- القسام : هو المجاهد المعروف " عز الدين القسام " من مدينة جبلة ، والذي انضوى تحت لواء الشيخ عمر البيطار ، إبَّان الثورة التي قادها في جبل صهيون ، قبل أن يغادر إلى فلسطين ليجاهد فيها ويقود ثورتها .
- صالح : هو الشيخ المجاهد " صالح العلي " قائد الثورة في جبال اللاذقية الواقعة في ريف مدينة طرطوس ، التي كانت تتبع اللاذقية إدارياً حينها .
- هنانو : هو المجاهد المعروف " إبراهيم هنانو " قائد الثورة في ريف مدينة إدلب وما حولها ..
5 *- " صهيون " منطقة جبلية من ريف اللاذقية الشمالي الشرقي ، مركزها مدينة الحفَّة ، وتتبع لها عدة قرى ، سمِّيت بهذا الإسم نسبةً لقلعة " صهيون " ، والتي صار اسمها لاحقاً : قلعة صلاح الدين ، كما ذكرنا سابقاً .
..
" بلــدَتــي والقَلعَـــة " *1
-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-.-
...
1- صادَ الفُؤادَ ولم يرأفْ بِمَن قَتَلا
.......................... مِن ناظِريهِ ، غداةَ البَينِ وارتَحَـلا
2- عَفَتْ منازِلهُم والشوقُ يسكُننا
......................... وزَهوةُ الحَيِّ أمسَت بَعدَهم طَلَلا
3- والقلبُ مُذْ رحَلوا ماعادَ يألفُها
........................... والعَينُ إنْ نَظَرَتْ , تَبكيهِمُ وَجَـلا
4- وتَرسُمُ النَّفسُ مِنْ أحلامِها صُوراً
........................ تُخادِعُ القلبَ كي يلقى لـــهُم بَدَلا
5- ما لَذَةُ العَيشِ والأحياءُ مُقفِرةٌ
............................ تَبكي نوافِذُها مَنْ ماتَ أو رَحَلا
6- عِشقُ المُحِبِّ لِدارِ الأهلِ تسكُنها
............................ أمٌّ وعائِلةٌ مِن طِينِها جُبِــــــــلا
7- بِالأمسِ كانوا هنا والدارُ عامِرةٌ
............................ يُرفرِفُ القَلبُ في أرجائها أمـلا
8- واليومَ تسألني عنهُم وتَسبِقُني
........................... بالدَّمعِ أعينُها , مِن حزنِها هطَلا
9- مَنْ لِلمَساجِدِ مَنْ يُحيي فَرائضَها
............................ والصَّوتَ يرفعُهُ بالذكرِمبتَهِلا ؟
10- مَنْ لِلموائدِ مَن لِلزَّادِ يَبذُلُـهُ
...................... إنْ أقبَل الضَّيفُ هَلْ يَلقى لَهُم بَدَلا ؟
11- مَنْ يَحرثُ الأرضَ مَن يَجني مواسمَها
...................... مَن يَحرُسُ الدَّار والبستان والسُبُلا ؟
12- أنَّى نَظَرتَ تَرى الأشجارَ مُثمِرةً
............................تُهديكَ مُهجَتَها مِما دَنا ذُلَــــــلا
13- مِنْ كُلِّ فاكِهَةٍ يُغريكَ مَنظَرُها
................... كَصورَةِ الحُسنِ يسبي القلبَ والمُقلا
14- وَتُبهِجُ العَينَ ما امتَدَّتْ بِنَظرَتِها
............................ مَوائدُ العُشبِ مُخضَراً ومُتَّصِلا
15- لا يَنقَضي الحُسنُ فيها أينما سَرَحَت
.........................فيها العيونُ تُناجي السَّفحَ والجَبَلا
16- نَسيمُها الرّطبُ للأبدان مُغتَسَلٌ
............................. وللنفوسِ يُزيــــلُ الهَمَّ والعِلَلا
17- وماؤها العَذبُ لِلورَّادِ مُنتَجَعٌ
............................ لِمَن أقالَ بِظلِّ الدَّوحِ أو نَهَــلا
18- إذا أطَلَّتْ عليها الشَمسُ مُشرِقةً
............................ تَبدو لِقَلعَتِها كالعَسجَدِ اشتَعَلا
19- لا تَطرُفُ الجَفنَ عَن أحيائنا وَلَهاً
......................... نُسقى المهابَةَ مِن أمجادِها مُثُلا
20- إنَّ الَّذي بَينَنَا عِشقٌ وَرَابِطَةٌ
.......................... يَزدادُ عُمقاً مَعَ الأيامِ ما انفّصَلا
21- مِنَّا الشَّقيقانِ مِن أبناءِ جِلدَتِنا
...................... حازوا السَّدانَةَ فيها مِنْ أبٍ رَحَلا *2
22- سَيَرجِعُ العَهدُ فينا رَغمَ مَن مَكَروا
.......................... كَما " لِشَيبَةَ " عَهدٌ عَادَ وَاتَّصَلا
23- إذا نَظَرتَ إليها وهي شامِخةٌ
..................... ستَحسَبُ المَجدَ قدْ أحنى لها خَجَلا
24- ويَعجَزُ الحَرفُ عَن وَصفٍ لِهَيبَتِها
................................. فَكُلُّ بُرجٍ بِها قَد عانَد الأزلا
25- وأعجَبُ الأمرِ في بُنيانِها كُتَلٌ
...................مِن أعظَمِ الصَّخرِ كيفَ اصطَفَّ واعتَدَلا
26- وتَعتَلي التَّلَّ والوِديانُ تَحرِسُها
.......................... وجانِبُ الشَّرقِ منها خُدَّ وانفَصَلا
27- أبقوا بِهِ سَنَداً لِلجِسرِ يَحمِلُهُ
............................. عامودُ مِنْ حَجَرٍ يَحميهِ إن نَزلا
28- ويُرفَعُ الجِسرُ إن شاءَ الغُزاةُ بِها
.......................... كَيداً ، فَتُصبِحُ في أمنٍ بِمَن دَخَلا
29- أبراجُها قِمَمٌ كَالعَينِ تَحرسُها
............................... والأمنُ سادَ بِها دَهراً وما أفَلا
30- حَتى أتاها صلاحُ الدِّينِ يَفتَحُها
............................. ويَنزِعُ المُلكَ مِن حُكَّامِها الدُّخَلا
31- وأخضَعَ الرومَ فيها رَغمَ سطوَتِهِم
.......................... وأسرَجَ الخَيلَ نحوَ القُدسِ وارتَحَلا
32- جَدِّي وجَدُّكَ ياابنَ العَمِّ قد ورِثوا
............................... مِنهُ الرُّجولَةَ مُذْ حَلّوا بِهـا نُزَلا
33- كَمْ مَرَّغَ الأسدُ مِنهُمْ أنفَ غاصِبِهِمْ
............................. تَمَرُّغَ النَّعلِ في الأوحالِ إنْ نَزَلا
34- إنَّا أكابِرُها ، في السِّلمِ سادتُها
......................... في الحَربِ قادَتُها ، نَسعى لها قِبَلا
35- مَنْ لِلرجولَةِ إن أجَّ الوَطيسُ بها
.................................. يأتيكَ رَدُّ فَرنسا واهِناً خَجِلا
36- جَدِّي وجَدُّكَ يا ابنَ الأَرضِ قدْ وَهَبوا
............................... لِلزَّحفِ أفئدَةً ، كانت بها رُسُلا
37- إذا سألتَ كرامَ الفومِ سيِّدَهُمْ
........................... رَدُّوا إلى عُعَرَ البيطارِ ما سُئلا *3
38- وإن سألتَ غُزاةَ الدَّرِ قاتِلَهُمْ
................................ قالوا بأنَّ لهُ سَهمٌ بِمَنْ قُتِــلا
39- قَدْ أشبَعَ الوحشَ مِن أشلائهمْ فَغَدَا
............................. ذاكََ الصًّيودُ يَعافُ الصَّيدَ مُتَّكِــلا
40- وأشعَلَ الأرضَ " والقَسَّامُ " ساعِدُهُ "
...................... " وصالِحٌ " و " هنانو " فيهِما اتَّصَلا *4
41- تَوارَثَ الغَيرُ فَنَّ الحَربِ مُكتَسباً
.............................. وأبدَعَ الشَّيخُ فيها الفَنَّ وارتَجَلا
42- شّيخٌ تُباهي ضِياءَ البَدرِ طَلعَتُهُ
................................. لمَّا تَسَربَلَ بالإيمان وانصَقَلا
43- بَرٌ حَليمٌ سَخِيُّ الكَفِّ مُعتَدِلٌ
......................... وَيَقدُمُ الخَيلَ في ساحِ الوَغى بَطَلا
44- مُستَمسِكٌ بِكِتابِ اللَّهِ مُتَّبِعٌ
.................................. نَهجَ النَّبيِّ إذا ما قالَ أو فَعَلا
45- بالصِّدقِ وحَّدَ صفَّ القومِ فانحَدَروا
........................ كالسَّيلِ يَغسِلُ رِجس البَغي والعُمَلا
46- رَوَّى الكِرامُ ثرى " صَهيونَ " مِن دَمِهم
........................ فَأخصَبَ البَذلُ نَصراً فارتَقى وعَلا *5
47- والشانئون لنا ، تأبى عَزائمنا
............................... رَدَّ الإساءةِ ، بَل نُهدي لَهم قُبَلا
48- جاروا عَلينا وأخفوا قَدرَ ثورَتِنا
........................ مِن سَيِّئ القَصدِ أو مَن ضَلَّ أو جَهِلا
49- لا يَحجُبُ الشَّمسَ غِربالٌ ولا وَشَبٌ
............................ وحَسبُنا الحَقَّ مَشهوداً بِمَنْ عَدَلا
50- كَم ذا عَتَبتُ على التأريخِ سوأتِهِ
........................... أن أغفَلَ الذِّكرَ عَن فَضلٍ لَهم زَلَلا
51- ولو نَظَمتُ بِحَقِّ القَومِ مَلحَمَةً
............................. تَروي المآثِرَ ، كانت دونَ ما بُذِلا
52- وليَعلَمِ الخَلقُ أنَ الناسَ إن غَفِلوا
............................ عَن ذِكرِ سيرَتِهِم ، فاللَّهُ ما غَفِلا
53- لا يَعرِفُ الظُّلمَ إلا مَن يُكابِدُهُ
............................ ويأنَفُ البَغيَ والإجحافَ مَنْ عَدَلا
54- ويُكرِمُ المَرءَ في الدُّنيا تواضُعًهُ
............................. ويَحفَظُ الذِّكرَ محموداً وإن رَحلا
55- قَد أشرقَ النَّصرُ مِن أسيافِهِم فَغَدَت
............................... تلك الدِّيارُ مَناراتٍ إذْ اكتَمَـــلا
56- والفَجرُ يُشرِقُ مِن خَلفِ التِّلالِ كَما
............................ سَيُزهِرُ الحُسنُ فيها بَعدما ذَبُلا
57- ما أكرَمَ الأرضَ تُعطي لا تَمُنُّ بِما
.....................أعطَتْ ، وتَحضِنُ بَعدَ الموتِ مَنْ بَخِلا
.
-.-.-.-.-.-. (( خــالــد بيطــــار ))-.-.-.-.-.-. 30 / 10 / 2016
*- بلدتي : " شير القاق " - الشير ، في اللهجة المحلية يعني الصخرة العظيمة ، أو الجرف الصخري المطل على وادٍ سحيق .
و " القاق " إسمٌ للغراب ، مشتقٌ من صوته .
- القلعة : هي قلعة " صهيون " حسب تسميتها القديمة ، والتي تنسب إلى أحد ملوكها القدامى ، وقد أطلق الإسم على مدينة الحفة وما حولها من القرى ، وهي منطقة جبلية ، ولذلك عرفت المنطقة بإسم " جبل صهيون " وقد تم تغيير اسم القلعة إلى " قلعة صلاح الدين " تخليداً لذكرى فاتحها ومحررها من الرومان .
2 *- هما الأخوان " علي وماهر " من أبناء عمومتنا ، يشرفان على القلعة ويديران شؤونها ، وقد ورثا الأمر عن والدهما " ابراهيم بيطار " يرحمه الله ، الذي تولى أمرها منذ بداية عهد الإستقلال عن الإستعمار الفرنسي ، ومما يجدر ذكره أن الأراضي المحيطة بالقلعة ، وحتى التي بداخلها وأسطح أبراجها ، كانت مملوكة بحكم وضع اليد لبعض أبناء عمومتنا ، وكانوا يقومون بزراعتها وجني محاصيلها ، إلى أن وضعت الحكومة يدها عليها وفق القوانين الناظمة لملكية المناطق الأثرية .
3 *- عمر: هو الشيخ المجاهد " عمر البيطار " قائد الثورة في جبل صهيون على الإستعمار الفرنسي ، الجبل الذي يقع في المنطقة الشمالية الشرقية لمدينة اللاذقية ، وعلى بعد عشرين كيلو متر منها .
4 *- القسام : هو المجاهد المعروف " عز الدين القسام " من مدينة جبلة ، والذي انضوى تحت لواء الشيخ عمر البيطار ، إبَّان الثورة التي قادها في جبل صهيون ، قبل أن يغادر إلى فلسطين ليجاهد فيها ويقود ثورتها .
- صالح : هو الشيخ المجاهد " صالح العلي " قائد الثورة في جبال اللاذقية الواقعة في ريف مدينة طرطوس ، التي كانت تتبع اللاذقية إدارياً حينها .
- هنانو : هو المجاهد المعروف " إبراهيم هنانو " قائد الثورة في ريف مدينة إدلب وما حولها ..
5 *- " صهيون " منطقة جبلية من ريف اللاذقية الشمالي الشرقي ، مركزها مدينة الحفَّة ، وتتبع لها عدة قرى ، سمِّيت بهذا الإسم نسبةً لقلعة " صهيون " ، والتي صار اسمها لاحقاً : قلعة صلاح الدين ، كما ذكرنا سابقاً .