الخميس، 22 ديسمبر 2016

"مناغاة آيب".. بقلم الشاعر الصديق قاسم مسوس

||مناغـــاةُ آيـــب||

أناجيك َ يَا  رَبِّي  مُنيـــــباً مُسَلِّما
فَكُنْ لِي مُعِيــــنًا هَادِيًا وَ مُسَـلِّما

أَتَيْتُ المَعَاصِي بَعْـــدَ عِلْمِي بِشُؤْمِها
وَقَدْ صِرتُ مِــنْ بَعْدِ البَرَاءَةِ مُجْرِمَا

وَلَطَّخْتُ  أَثْوَابَ   الطَّهَارَةِ   غَافِــــلًا
 وَأَوْغَرْتُ في صَدْرِي الخَطَايَا فَأَظْلَمَا

حَجَرْتُ  عَلَى عَقْلِي وَأطْلَقْتُ شَهْوَتي
 فَفَاقَتْ غِوَايَاتِي اللَّهِيــــبَ تَضَرُّمَا

هِيَ الضَّعْفُ والشَّيْطَانُ والنَّفْسُ كُلَّمَا
أَقُومُ   يَشُدُّونِـــي  إِلَى الأَرْضِ مُرْغَمَا

وَمَا حِيلَةُ المَأْسُورِ مِنْ بَعْــدِ حَبسِهِ؟ !
وقَدْ قيّــدَ الأَصْفَادُ سَاقًا وَمِعْصَمَا!

أَبُوءُ بِذَنْبِي شَاكِيًا ضَعْــــفَ حِيلَتِي
 مُنِيــخًا  بِقُرْبٍ  مِنْـك َ يَا رَبُّ  نَادِمَا

وأَخْشَـــى بأنْ ألقـــــــــاك ربّاهُ عَاصِيًا
فَكُــــن ْ لِفِعَالِـي بالمَحَاسِــــنِ خَاِتــِما

ونَـــجِّ مِنَ النــــَّارِ الشَّديــــــدَةِ خَائـِــفًا
أَتَى مُسْتَجِيــرًا عَائِـــــــذًا بـــِكَ هَائِمًا

فـَ((قُلْ يَا عِبَادِي))  أَلْهَمَتْنِي  تَوَسُّـلًا
وَ (لاَ تَقْنَطُواْ)أَعْطَيـــتَ ربّي لتَرْحَما

وَقَدْ قُلْتَ يَا رَبَّاهُ فِي الذِّكْـــرِ  آيَةً
ضَمَانا لِمـَــنْ تَابُـــــواْ إِلَيْــــــكَ تَحَلُّـمَا

((وَإِنِّي لَغفَّارٌ لِمَن تَابَ)) مُؤمِــــناً
وسارَ على نَهْــــجِ الصّلاح ليَسْلَمَا

ولَوْلَا  يَقِيـــنــــــي يَا إِلَهِي بِعَفْــــوِكُمْ
لمَاَ كنتُ مُجْتَازا بنَفْسِي عَلَى الحِمَى

فَيَا وَيـــــْلَ  عَبْــــدٍ  لَمْ  يُوفَّـــــقْ لِتَوْبَةٍ
 ومَاَت مَرِيضَ القَلبِ يتّبِـــعُ العَمَى

هُنالك في الأُخْرَى يُجازِي إلهـُنا
بِمِثْلٍ صنيـــــعَ العَبْدِ حُسْنا ومَأْثمَا

((هُنَالِك َ تَبْلُو  كُلُّ  نَفْس)ٍ) صَنِيعَهَا
و((مَآأَسْلَفَتْ)) تُجزاهُ غُرْماً ومَغْنَما

((فَلاَ تَحْسِبَـنَّ اللهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ))
وَلاَ ((غَافِلا)ً)  عمّا  عَمِــــلتَ مقّدَّما

فَيَا أيُّها الغَالِي الحَبِيــبُ إلى مَتَى؟
 تَظَلُّ بَعِيـــــــدًا والحِمامُ قَدِ ارْتَمَى !!

وَيَا  أَيُّها  الأَحْبَاب ُ مَنْ  كانَ مِثْلَنا
أُنَادِي  عَلَيكُم  بَعْـــــدَ نَفْسِي تَرَحُّما

هَلُمُّوا إِلَى نَهْـــــرِ الطَّهَارَةِ نَغْتَسِلْ
نُجَلِّي عَنِ العَيْنِ الغِشَاوَةَ والعَمَى

وَنَسْحَـــــقَ رَاناً قـــــَدْ تَمَلَّـــــــــكَ قَلْبَنَا
وَوَقْرًا عَلَى الأَسْمَاعِ أَصْبَـــحَ ضَيْغَمَا

وَنَدْحَرَ حَـــظَّ النَّفْسِ فِي جَنَبَاتِنَا
وَنَغْرِزَ فِي عَيْــنِ الشَّيَاطِينِ أَسْهُمَا

وَنَزْهَدَ فِي خَيْرَاتِ خَضْرَاءَ حُلْوَةٍ
وَنَأنــــــفَ مِنْ وَهْـــــــنٍ أَذَلَّ وَأَسْقَـــمَا

وَنَخْلَعَ  مِنْ  أَيْدِي الدَّنَانِير ِ بَيْـــعَةً
وَنَقْنَعَ بِالرِّزْقِ الَّذِي خُطّ فِي السَّمَا

لِنَحْيَا حَيــــــاةً نَسْتَطِيــــبُ بُعَيْدَهَا
حَيَاةً بِلا مَـــــــــوْتٍ خُلُــــــودًا مُنَعَّمَا

وَنَهْنَأَ  فِي  جَنَّاتِ  عَــــدْنٍ  أَعَدَّهَا
مُقَامًا  إِلَهِــــي  لِلَّذِي  مَات َ مُسْلِمَا

فَيَلْقَى بِهَا خَيْــــرَ الَخلَائِقِ أَحْمَدًا
 يَنَـــــــالُ بها كُـــــلَّ المـُـــرَادِ تَنَعُّـــــمَا

وَأَعْظَــــــمُ مَا يَلْقَاهُ عَبْــــــدٌ بِجَنَّةٍ
مُشَاهَدَةُ الرَّحْمَنِ جَـــــــلَّ تَعَظُّمَا

تَشــــــــِعُّ بِرُؤْيَاهُ الوُجــُــــــوهُ نَضَارَةً
وَيَسْوَدُّ وَجْهٌ عَاشَ بِالْكُفْرِ مُغْرَمَا

إِلَهِي طَرَقْتُ البَابَ بِالكَفِّ مُثْخَنًا
بِجُرْحٍ يَحُــــزُّ اليَومَ جِلْدًا وَأَعْظُمَا

فَمَـــنْ ذَا سِوَاكَ اللهُ يَغْفِـــرُ زَلَّتِي؟
إِذَا لم ْ تُنِـــــلْنِي  رَحْمَــــةً  وَتَـــكَرُّمَا

فَلَا زَادَ مِنْ خَيْــرِ الفِعَــــــــالِ جَنَيتُهُ
وَلَا صَــــوْمَ يُنْجِينِي وَلَا بِــتُّ قَائِمَا

وَلَا مَالَ قَدْ أَنْفَقْتُ فِي الخَيْرِ قُرْبَةً
وَلَا بِــــــــــرَّ أَوْ مَعْرُوفَ أَذْكُـــــــرُ قُــدِّمَا

وَلَا أَشْبَعَتْ كَفِّي فَقِيـــرًا بِلُقْمَـــةٍ
وَلَا مَسَحَـــتْ رَأْسًا لِطِفْـلٍ تَيَتَّمَا

وَلاَ صِلَةَ الأَرْحَامِ وَصَّـــلْتُ طَائِعًا
وَلَا عَالِمًا قَــــــدْ كُنْــــتُ أَوْ مُتَعَلِّــمَا

فَمَـنْ ذَا تُرَاهُ اليَوْمَ يَنْصُـــــرُ ذِلَّتِي
وَإِنّي أُرَانِـي مِنْ نَصِيرِيَّ مُعْــــدِمَا

فَيَا  غَافِر َ الذَّنْبِ ارْحَمَـنَّ  تَفَضُّـــــلًا
عَلَى مَنْ عَصَى ضعْـفًا وَ زلَّ تَلَعْثُما

تَقَبَّلْ شَكَاتِي واقْبَــــلِ اللهُ تَوبَتِي
وَكُـــنْ لِي نَصِيـــرًا بِالهِدَايَةِ مُلْهِمًا

وَيَا خَالِقِي اغْمُــرْنِي بِرَحْمَتِـَـك الَّتِي
رَحِمْـــتَ بِهَا قَبْـــــــــلاً وَمَا زِلْـتَ رَاحِمًا

أَعِنِّي عَلَى نَفْسِي وَصَــفِّ سَرِيرَتِي
أَمِتْنِي عَـلَى الإِيمَانَ فَرْحَانَ مُسْلــِمَا

الصديق قاسم مسوس
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini