الجمعة، 6 يناير 2017

نصائح وحِكم ولغة، في الأفعال ذوات الحرف الواحد..





(أ ) الألِفُ: حرفُ استفهامٍ لا عَمَلَ لَهُ ولا محلَّ له من الإعراب سوى أنَّ الإجاباتِ على أسئلتِهِ الكُبرى في هذا الكون تبقى الشُّغلَ الشاغِلَ لأصحاب العقول.

 وهو حرفُ نداءٍ للقريب.. لا يسمعُهُ الأصمُّ و لا أعمى البصيرةِ ولو كان قريباً.. وعليكَ بالأباعدِ المرهفي الحسّ.

 حتى إذا ما انكسَرَ ( إِ ) و نأى عن همزٍ و لمز.. صارَ فِعْلَ أمرٍ من ( وأى ) بمعنى: وَعَدَ، مَبنيّاً على حذفِ الآخِر.. لاعلى إلغاء الآخَر.. وعليه: إنْـي أنك ستحفظ الودَّ و تدعوَ لي بالدُّجى يا قارئَ الكَلِمِ.

 فإذا وُقِفَ عليه لَحِقَتْهُ هاءُ السكتِ.. السكتِ عن الكَذِب: ( إِه )، ولهذا: عِدْني.. هيا.. إِه.

 و أما في خِطابِ المؤنثةِ المُفردةِ المؤمنةِ الطاهرةِ الصابرةِ الحافِظَةِ لِدينها.. فيُبنى على حذفِ النون.. مع أن النونَ فيها سَكَنٌ وأنوثةٌ واستقرار.. إلا أنَّ الوَعْدَ – فضلاً عن الوفاء به – مِن شِيَمِ الرجالِ الرجال.. والنساءِ الصادقات: إِي بَعْلَكِ بالإخلاص.

 ولئن مَدَدتَها إذ ناديتَ:.. آصاحبي إنَّ الطريقَ طويلُ.. فما ذاكَ إلا كي يَصِلَ صوتُكَ وأنينُ خافِقِكَ إلى أخٍ لك في الله، تَشُدُّ أزرَهُ وتنصحُ لَهُ.. وتتواصى معه بالحقِّ وتتواصى معه بالصبر.

ثم إنك ما لم تكن عامِلاً مُجاهِداً نفسَكَ ساعياً لِرضى رَبِّكَ وللإصلاح في الأرض.. فلا تجعلْها زائدةً لاحِقةً آخِرَ المُستغاث.. فهي حينئذٍ زائدةٌ لِمَدِّ الصوتِ لا أكثرَ ولا أقلَّ.. ولا محلَّ لها من الإعراب على الإطلاق.. سوى أنك تقعد مُستغيثاً: واإسلاماه.. وحتى هذه.. تَطَرَّفَتْ فَلَحِقْتَها هاءُ السكتِ مرةً أخرى.

ألا ولا تجعلْني أَنْدُبُكَ فأجعلها في آخِرِ المندوب: وامُتقاعسا.

ودعْني آمُرُكَ بالمعروف..

لن أقولَ لك ( خِ ).. فهي فعلُ أمرٍ من ( وَخَى ) أي تَوَجَّهَ قاعِداً.. كفاكَ قُعوداً.. قُمْ فاقرأْ وتَعَلَّمْ وأتقنْ عملَكَ وحَلِّلْ رزقَكَ.

 لكني قائلٌ لك:.. لقد قتلتَ إيمانَكَ لحظةَ عَصَيْتَ.. ولذلك ادفعْ دِيَّةً.. وتُبْ.. و( دِ ) فعلُ أمرٍ من ( وَدَى ) إذا أعطى الدِيَّةَ.

 ثم.. ( رَ ) ما حولكَ بِعَيْنِ العقلِ المؤمنِ.. و انظرْ في الآفاقِ والأنفسِ.. و( رَ ) فعلُ أمرٍ من ( رأى ).

 و ( رأى ) تأتي بِمعنى: عَلِمَ واعتقَدَ.. من أفعالِ ( اليقين ).. لا التذبذب.

 وتأتي بصريّةً مُتعديّةً إلى مفعولٍ بهِ واحدٍ مثل: رأيتُ اليومَ آيةً من آياتِ الله سبحانه.

 و كذا ( رأى ) الحُلُميّة.. ومصدَرُها الرؤيا المناميّة..: إنّي أَراني أُثقِلُ عليكَ.. ولاحظْ كيف نَصَبَتْ مفعولَين.. الأولُ: الياء.. والثانيةُ: جملةُ ( أثقل عليك ).

 ولكن إيّـاكَ إيّـاك.. أن تكونَ كالذي ضَرَبَ رجُلاً بالسكّينِ فـَ (رآهُ) أي أصابَهُ في رئتِهِ.. فَمَنْ قتلَ نفساً بِغير نفسٍ فكأنما قتلَ الناسَ جميعاً.

 و( زَعْ ) أخاكَ عن الشَرِّ.. مِن ( وَزَعَ ).. أي: كُفَّهُ وامنعْهُ عن الشرِّ.

 وأما مَنْ قالَ لكَ ( شِ ).. فلا تُطِعْهُ.. فهو شيطانٌ.. فهذا فعلُ أمرٍ مِن ( وشى ).

· ثم يا أخا العقيدةِ.. ( صِ ).. فعلُ أمرٍ من ( وَصَى ) بمعنى اتَّـزَنَ وتَعَقَّلَ بعدَ طَيْشٍ.

 فإنْ وعدتني أن ترعوي.. فـَ ( فِ ) بِوَعْدِكَ.. من ( وَفَى ).

و( قِ ) نفسكَ ناراً وَقودُها الناسُ والحجارةُ.. من ( وَقَى ).

وأخيراً.. سلامٌ عليكَ
سلامٌ: مبتدأ، عليكَ: جارٌّ و مجرور متعلِّقان بالخبر المحذوف
و تقديرُهُ: كائنٌ، وإنما جازَ الابتداءُ بالنكرة لأنها أفادتْ
فهي هنا في قوة المعرفة أي أنني أقولُ لكَ خِتاماً:
السلامُ عليكَ.
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini