الأربعاء، 15 مارس 2017

تجليات من وحي الأنوثة – بقلم الشاعر- محمود موزة

الـصـبحُ فــي روضِ الـخـدودِ تـنـفَّسَا
والـليلُ فـوقَ الـصبحِ غامَ وعَسْعَسَا
.......
كـالـبدرِ فــي الـعَشْرِ الأواخـرِ نـورُها
لــمَّــا تــحـجَّـبَ بـالـسـوادِ تـقـوَّسـا
.........
لــوزيــةُ الـعـيـنـينِ ســــاهٍ جـفـنُـهـا
مـا إن يـداني الـصحوَ حـتى يَـنعَسا
.......
ومـحـاجـرٌ لا شــعـرَ يُـنـصـفُ لـونَـهـا
قـلـقُ الـفـصولِ بـشـطِّ أحـداقٍ رسـا
...........
قـطـرَ الـحـياءُ عـلـى الـخـدودِ دمـاءَه
فـاحـمـرَّ وردٌ فــي الـبـياضِ لـيـؤنسا
.........
كــالـثـلـج إن لاح الــغــروبُ بــأفـقـه
وعـباءةَ الـشفقِ الحزينِ قد اكتسا
.........
لـلـحـرفِ إنْ نـطـقـتْ رنــيـنٌ دافــئٌ
فـتـراهُ مــن فــرطِ الأنـوثةِ مـشمسا
...........
تـمـشي فـيـتبعها الـحُـلِيُّ بـهمسهِ
لــمَّــا تــعـثـرَ بِـالـخِـبـاء ِتـهـسـهسا
..........
مــرَّت عـلـى الـبـستانِ تـقطفُ وردَهُ
وتـجـوَّلـت بــيـنَ الــمـروجِ لـتـجـلِسا
.......
فـخـلطتُ بـيـن الــوردِ فــي وجْـنَاتِها
وكـذا الـذي فـي عـرشِ كفٍّ أُجلِسا
........
وعـجبتُ كـيف الـعطرُ يَـنشِقُ عـطرَهُ
ورأيـــتُ أنـــفَ الــوردِ كـيـفَ تـنـفسا
.........
حــتــى إذا مـلـكـتْ فـــؤادي كــلَّـه
واشـتدَّ فـي صدري الغرامُ فوسوسا
..........
سـاءلتها والـشوقُ يعصفُ في دمي
والـقـلـبُ يـخـفـقُ راغــبًـا مُـتـوجسا
.......
مـن أيـن أمـشي كـي أصيرَ لبغيتي
فـأنـا غـريـبٌ لـيـس يـعـرفُ مـؤنِـسا
.......
والـــدربُ يــبـدو شـائـكًـا مـتـشـابكًا
فـعسى بـهدْيِكِ لا يُـضيُّعني عسى
..........
قــالـت وقــد مــدَّتْ مـواشـطَ كـفِّها
ذاك الطريقُ حُميتَ من دربِ الأسى
.......
فـمـشَيتُ هـونًـا ثــم عـدتُ مُـصَرّحًا
أعـنـي لـقـلبكِ يــا ريـاحـينَ الـمـسا
.........
فـتـبـسمتْ كـالـحبِّ عـنـدَ شـروقـهِ
وتـضـوَّعتْ عِـطـرًا يـحاكي الـنَرجِسا
.........
وبــغـيـرِ نــبـسٍ بـالـشـفاهِ تـحـدَّثـتْ
عـنـها الأصـابعُ حـينَ أبـدتْ مَـحْبِسا
.......
فـتـركـتُها والـقـلـبُ يـحـبـسُ دمْـعَـهُ
 
قـــدرُ الــفـؤادِ بـــأنْ يـثـورَ لِـيُـحْبَسا
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini