الاثنين، 17 أبريل 2017

نافذة على الشعراء العرب..بقلم الأديب خالد خبازة

نافذة على
الشعر و الشعراء العرب

الشاعر الأول
أبو أذينة

شاعر جاهلي لا يعرف تاريخ ولادته و لا وفاته .
وهو ابن عم الأسود بن النعمان ، شهد حربه مع غسان و انتصاره عليهم و أسره عددا من ملوكهم .
يقال كانت حرب بين ملوك غسان و ملوك العراق وهم لخم . فظفر الغسانيون باللخميين ، و قتلوا جماعة منهم ، ثم من آخر السنة ، التقوا في الموضع نفسه ، و كان اللخميون جمعوا جمعا عظيما ، فظفروا بالغسانيين ، و أسروا منهم جماعة ،
و كان أخو أبي أذينة قد قتل في هذه الحرب ، و عزم الأسود بن  النعمان أن يعفو عنهم ، و لكن أبا أذينة  قال شعرا يغري الأسود بهم ، فلما سمع شعره ، رجع عن عزمه و قتلهم .

يقول في قصيدته و هي قصيدة رائعة تحمل معان جميلة وذات  ألفاظ سلسة و تراكيب جزلة  و كأني بالشاعر و قد نظمها في هذه الأيام  :

ما كل يوم ينال المرء ما طلبا ... و لا يسوغه المقدار ما وهبا
و أحزم الأنس من أن فرصة عرضت ... لم يجعل السبب الموصول مقتضبا

و أنصف الناس في كل المواطن من  ... سقى المعادين بالكأس الذي شربا
و ليس يصرمهم من راح يضربهم ... بحد سيف به من قبله ضُرِبا

و العفو اغلا عن الأكفاء مكرمة ... من قال غير الذي قد قلته كذبا
قتلت عمرا و تستبقي يزيد به ... رأيتَ رأيا يجر الويل و الحربا

لا تقطعن ذنب الأفعى و ترسلها ... ان كنت شهما فأتبع رأسها الذنبا
هم جردوا السيف فاجعلهم له جذرا ... و أضرموا النار فاجعلهم لها حطبا

و اذكر لمنجاهم مثوى أبي كرب ... و حبسَ آل عدي عندهم حقبا
أمست تُضَرّبُ بالبلقاء هامته ... و نحن نستعمل اللذاتِ و الطربا

ان تعف عنهم ، يقول الناس كلهم ... لم تعف حلما ، و لكن عفوه رهبا
و كان أحسن من ذا العفو لو هربوا ... لكنهم أنفوا من مثلك الهربا

لاعفو عن مثلهم في مثل ما طلبوا ... فان يكن ذاك كان الهلك و العطبا
ان حاولوا الملك قال الناس حقهم ... و ليس طالب حق مثل من غصبا

هُمُ أهلّةُ غسان و مجدُهُمُ ... عالٍ ، فان حاولوا ملكا ، فلا عجبا
و عرضوا بفداء واصفين لنا ...  خيلا و ابلا تروق العجم و العربا

أيحلبون دما منا و نحلبهم ... رسلا لقد شرفونا في الورى حلبا
علام نقبل ابلا  منهم وهم ... لا فضة ، قبلوا منا ، و لا ذهبا

اسق الكلاب دما من عصبة دمهم ... عند البرية تستسقي به الكلبا
لم يتركوا سببا للصلح جهدهم ... فلا تكن أنت أيضا تاركا سببا

لو لم تسر جاز أن تعفو محاجزة ... و الليث لا يحسن البقيا اذا وثبا
......
الشاعر الثاني

أعشى باهلة

أبو قحفان ، عامر بن حرث بن رياح بن أبي خالد  بن ربيعة بن زيد بن عمرو بن سلامة بن ثعلبة بن وائل بن معن .
و معن بن أعصر أبو باهلة و هي امرأة من همدان ، نسب اليها أولاد معن .
شاعر جاهلي مجيد ، لا يعرف عن ولادته أو وفاته .
أشهر شعره ، رائيته في رثاء أخيه لأمه المنتشر بن وهب قتله بنو الحرث بن كعب .
و من المستغرب أن يقع أبو الفرج الأصفهاني في الخطأ عندما ذكر مجلس ، كان فيه بشار بن برد ( المتوفى سنة 167 هجرية – 783 ميلادية ) و عقبة بن سلم و حماد عجرد ، اضافة الى أعشى باهلة  .. و هو الذي عاش و تفي  في  الجاهلية .

ويقول في قصيدته الرائية في رثاء أخيه المنتشر  :

اني أتتني لسان ما أسر بها ... من علوَ لا عجبٌ فيها و لا سحر
جاءت مرجمة قد كنت أحذرها ... لو كان ينفعني الاشفاق و الحذر

تأتي على الناس لا تلوي على أحد ... حتى أتتنا وكانت دوننا مضر
اذا يعاد لها ذكر أكذبه ... حتى أتتني بها الأنباء و الخبر

فبت مكتئبا حيران أندبه ... و لست أدفع ما يأتي به القدر
فجاشت النفس لما جاء جمعهم ... و راكب جاء من تثليث معتمر

ان الذي جئت من تثليث تندبه ... منه السماح ومنه الجود و الغير
تنعى امرءا لا تغب الحي جفنته ... اذا الكواكب خوّى نوأها المطر

و راحت الشول مغبرا مناكبها ... شعثا تغير منها النيّ و الوبر
أخو رغائب يعطيها و يسألها ... يخشى الظلامة منه النوفل الزفر

من ليس في خيره منٌّ يكدره ... على الصديق و لا في صفوه كدر
يمشي ببيداء لا يمشي بها أحدٌ ... و لا يحس خلا الحافي بها أثر

كأنه بعد صدق القوم أنفسهم ... بالبأس يلمع في أقدامه الشرر
و ليس فيه اذا استنظرته عجل ... و ليس فيه اذا ياسرته عشر

أخو حروب و مكساب اذا عدموا ... و في المخافة منه الجد و الحذر
ضخم الدسيعة متلاف أخو ثقة ... حامي الحقيقة منه الجود و الفخر

عشنا به برهة دهرا فودعنا ... كذلك الرمح ذو النصلين ينكسر
فنعم ما أنت عند الخير تسأله ... و نعم ما أنت عند اليأس تحتضر

فان جزعنا فان الشر أجزعنا ... و ان صبرنا فان معشر صبر
ان تقتلوه ، فقد تسبى نساؤكم ... و قد تكون له المعلاة و الخطر

فان سلكتَ سبيلا كنت سالكها ... فاذهب ، فلا يبعدنك الله منتشر

.........

خالد ع . خبازة
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini