~ سيِّدةُ وجعي ~
لا تحدِّثيني عن الماضي
لم يعدْ عندي
للأمسِ أيُّ معنى
وأَخبِرِي الغد
بأنَّني ما عدتُ
أنتظِرُ أمواجَ الأحلامِ
أن تعانقَ شطآنَ حبِّنا
ففي سمائِها جعلتِ
النَّوارِسَ تصدحُ بحنجرةِ الأحزانِ
والعين تذرف الوداعَ بالذَّرى
تقيمُ صلاةً في دياجيرِ النَّدمِ
والرُّوحُ في سُدُمٍ
الجسدُ أيِّمٌ
كوٓترٍ بلا عودٍ
منطوٍ في إيقاعِ الذِّكرى
يتعبَّدُ في محرابِ الخلوةِ
سلاسلُ تراتيلِهِ نسيانٌ
في أقاصي المدى
تغتالُ القصائدَ
بسهامِ الهجرِ
في مهادِ الأرضِ
تتساقطُ تٓتْرى
كأنَّها أصبحَتْ رفاتًا
ولا أملكُ مهجةً
لأبعثَ فيها روحًا أخرى
تلوكُ قلبي الصَّامتَ
بعوسجِ الألمِ
وصوتي ضائعٌ
يدفنُ الشَّجنَ
في دفترِ الصَّدرِ
كمياهِ الأمطارِ تنتحبُ
في باطنِ الثَّرى !
تنتظرُ رسولَ الرَّجاءِ
يلقِّحُ فلواتِ الشَّكوى
وما عادَ الرَّجاءُ يعنيني
فقد جفَّتْ ينابيعي
ومرايا شمسي
ما عادَ يتسلَّلُ شروقُها
طُمِسَتْ في ليلٍ
يلدُ ليلًا
حٓجٓبٓ ضياءها
وكأنَّ فجرَها في ضمورٍ
بنطْفةِ نورٍ
ما عادَ يتجلَّى
أجواقُ طيورِهِ مضطربةٌ
تصرخُ مذعورةً
في كهفِ الفناءِ
من طيفِ الرَّدى
ليسَ لها مسرىً
في فٓلكِ الأرضِ
ولا معراجٌ
لتسموَ طليقةً
في علياءِ الورى
فلا تحدِّثيني عن الأمسِ
فقد انتحرَ سحرُ الهمسِ
وقناديلُ الكلماتِ
باتَتْ يتيمةً دونَ قبسٍ !
والرُّوحُ ما عادَتْ بها تتغنَّى
فكيفَ يا سيِّدةَ وجعي
تعودُ روحُ الحبِّ جثمانًا
في مقبرةِ الظَّلامِ
والبعدُ مَلقى !
*******
محمد سعيد
لا تحدِّثيني عن الماضي
لم يعدْ عندي
للأمسِ أيُّ معنى
وأَخبِرِي الغد
بأنَّني ما عدتُ
أنتظِرُ أمواجَ الأحلامِ
أن تعانقَ شطآنَ حبِّنا
ففي سمائِها جعلتِ
النَّوارِسَ تصدحُ بحنجرةِ الأحزانِ
والعين تذرف الوداعَ بالذَّرى
تقيمُ صلاةً في دياجيرِ النَّدمِ
والرُّوحُ في سُدُمٍ
الجسدُ أيِّمٌ
كوٓترٍ بلا عودٍ
منطوٍ في إيقاعِ الذِّكرى
يتعبَّدُ في محرابِ الخلوةِ
سلاسلُ تراتيلِهِ نسيانٌ
في أقاصي المدى
تغتالُ القصائدَ
بسهامِ الهجرِ
في مهادِ الأرضِ
تتساقطُ تٓتْرى
كأنَّها أصبحَتْ رفاتًا
ولا أملكُ مهجةً
لأبعثَ فيها روحًا أخرى
تلوكُ قلبي الصَّامتَ
بعوسجِ الألمِ
وصوتي ضائعٌ
يدفنُ الشَّجنَ
في دفترِ الصَّدرِ
كمياهِ الأمطارِ تنتحبُ
في باطنِ الثَّرى !
تنتظرُ رسولَ الرَّجاءِ
يلقِّحُ فلواتِ الشَّكوى
وما عادَ الرَّجاءُ يعنيني
فقد جفَّتْ ينابيعي
ومرايا شمسي
ما عادَ يتسلَّلُ شروقُها
طُمِسَتْ في ليلٍ
يلدُ ليلًا
حٓجٓبٓ ضياءها
وكأنَّ فجرَها في ضمورٍ
بنطْفةِ نورٍ
ما عادَ يتجلَّى
أجواقُ طيورِهِ مضطربةٌ
تصرخُ مذعورةً
في كهفِ الفناءِ
من طيفِ الرَّدى
ليسَ لها مسرىً
في فٓلكِ الأرضِ
ولا معراجٌ
لتسموَ طليقةً
في علياءِ الورى
فلا تحدِّثيني عن الأمسِ
فقد انتحرَ سحرُ الهمسِ
وقناديلُ الكلماتِ
باتَتْ يتيمةً دونَ قبسٍ !
والرُّوحُ ما عادَتْ بها تتغنَّى
فكيفَ يا سيِّدةَ وجعي
تعودُ روحُ الحبِّ جثمانًا
في مقبرةِ الظَّلامِ
والبعدُ مَلقى !
*******
محمد سعيد