_________________
كما يقول مكسيم جوركى: "لقد خرجنا من تحت معطف جوجول"
لهذا الفن الحادث من "ادجار ألان بو الأمريكى" و "جودى موباسان الفرنسى" و "جوجول الروسى" الذى يعدّه النقاد أبا القصة الحديثة بكل تقنياتها ومظاهرها كان للحوار داخل القصة القصيرة دوره ووظائفه .
تحديد اشكالي
=======
وقوفا عند عتبة النص العنوان : ( قيلة) قصة قصيرة
عتبة النص اوالنص الموازي او المناص قُدِّر لها بالقصة ان تكون سياجا للمتن ، تسميه تحميه، تدافع عنه تميزه عن باقي النصوص، تعين موقعه في جنسه ، هل من خلاله تتجلى جوانب جوهرية تحدد الدلالات العميقة حتى يغدو لعنوان اول عنصر يثير المتلقي؟
وبآخر المحصلة تحث القارئ على ولوجه والانكفاء عليه ..
يبدو ان العنوان وان جنس النص هل وفق في ان يكون تجميع وتفتيت لشظايا النص ؟
وهذا السؤال لابد للكاتب ان يطرحه حين الاختيار
=========
وقوفا عند النص :
- جاءت الحوارات بالنص بالعامية المصرية وهذا لا يعيب النص طبعا
والملاحظة هل الكثير من الحوار يسيء الى النص ؟ هل من وظائف محددة علميا وأدبيا لتلك الوظائف؟
- هل هناك تراكب للحوار بغير ما افادة بالاسلوب؟ هل ساهم الحوارفي تطوير مسار السرد؟ هل نجد أثرا للحوارفي تسريع السرد او ابطائه؟
*/*/ ( السلام ورد السلام)/( --أهلاً/_ سلامو عليكم يادكتورة .../_ معلش الدكتور نايم وشكله)/
*/*/ تراكيب لا بد من اعادة صياغتها (تنجمع(تنحو مثلا) وتتزحزح ( تعوج، تركن)قليلاً لليسار لتبتعد قدر الإمكان عن الرجل المجاور لها)/
*/*/ غياب التكثيف الدلالي والايجاز اللغوي بالحوار..
هل أثَّر سلبا على عناصر البناء السردي حين التحام عنصر الزمن والمكان والحدث ..
هذا المقطع مثلا ... [ففي النهاية
" برضه اجي بدري واستنى احسن ما اتأخر والحمد لله أديني قاعدة ف الطراوة "
قالتها لنفسها وجلست على السلم الرخامي .....))) ــــــــ قالتها لنفسها؟
ساعة كاملة قضتها في التفكير ..
" البت لتكون سرحت قدام التلفزيون واخوها يروح عالبابور ... "]
لئن كان العنصر الطاغي على هذا النص حكاية الأقوال والمتجسمة في الحوار فاننا لا نعدم في هذا النص احقاقا للحق حكاية الأفعال مثلها السرد في كثير من المواقع
هل من الممكن قيام تناوب بين الحوار والسرد (alternance) بمعنى النص هل وفق في حكاية الأحوال ان جعل السرد يحكي الأقوال ومنه يتطور النص لان يبلغ ذلك الحوار المقدم مرتبة ان يحكي الأفعال وهو لعمري من وظائف الحوار بالقصة
====
•
قوفا عند الوظائف الأساسية للحوار بالقص
=================
القصة سلم من المستويات كما يقول بارت ..ففهم القصة ليس فقط متابعة تطور الحكاية وإنما هو أيضا التنبه إلى ما فيها من طوابق وتحويل الروابط الأفقية للخيط السردي الى محور ضمني عمودي ( بمعنى:قراءة القصة او سماعها ليس انتقالا من كلمة الى اخرى فحسب ولكنها انتقال من مستوى الى آخر ذلك ان المعنى لا يوجد في نهاية القصة وانما يخترقها بكل مفصل .. من مثل التنبه لتلك الوظائف والاعمال وبرنامج السرد والاساليب ..
ويعد الحوار بالنص او المونولوج اهم عنصر ينظر به النقاد على أنه من الأمية بمكان ان أذكر بأن:
( أبرز مـقومات القصة القصيرة الفنية أنها تتناول حدثا محدودا جدا، أو لمحة خاطفة ذات دلاله فكرية أو نفسية وقعت فى إطار محدود كذلك من الزمان والمكان يرصدها القاصّ رصدا تتطور فيه الأبعاد وتتمحور فى داخل الشخصية الحاسمة لتبلغ ما يعرف بالعقدة، ثم تأتى لحظة التنوير أو الحل لإشكالية الصراع أو تطور الحدث فيها. )
ومن وظائف الحوار داخل االنص حتى يقوم على القص والحبكة والحدث والشخوص والزمان والمكان..==== وحتى لا اطيل عليكم ..
===========
ان نسيج القصة هو الأداة اللغوية، التي تشمل السرد والوصف والحوار. ووظيفته خدمة الحدث لصوغ القصة
أ- الحوار:
هو تبادل الحديث بين الشخصيات في قصّة ما..
أولا : يعمل الحوارعلى بعث روح حيوية في الشخصية، ومن شروطه أن يكون مناسباً، وموافقاً للشخصية التي يصدر عنها.. فليس حوار المعتوه بنص كحكيم / او صبي كمعلم
ثانيا : يعمل الحوار على أن يخفف من رتابة السرد ، الباعث للسأم والملل، فيقوم الكاتب بتنويع الحوار وتدخل بالحوار الخفيف السريع ليقترب النص من لغة الواقع أكثر.. مثلا او تحديد الزمن او الامكنة ..
ثالثا : يعمل الحوارعلى ابراز افكار الشخصية مثلا حين التركيز والإيجاز والسرعة في التعبير عما في ذهنه من مبادئ وقيم وأفكار حيوية، وإذا طال الحوار فإنه يضر بالبناء الفني للقصة القصيرة..
رابعا : يعمل الحوار على الهروب من روح الارشاد والخطابية التي ينفر منها المتلقي وخاصة المباشرة.. اي يجب ان يبدو خاليا من البراعة والهدف،ذلك ان البراعة بالقص والهدف الذي يرمي اليه القاص.. مخبؤان بعناية في ثنايا المتن النصي وليسا مهملين.
للافادة اقدم ما رأى بعض النقاد من وظائف للحوار..
ووظيفة الحوار كما يرى روجر م. بسفيلد:
1-السير بالعقدة، أي تقدمها أو تدرُّجها أو تسلسلها.
2-الكشف عن الشخصيات.
3-وينبغي أن تُوافق أجزاء الحوار السياق القصصي الذي تُقَدَّم فيه "فمواقف المجد والعظمة تتطلّب جملاً قوية قصيرة، ومواقف الغرام تقتضي جملاً غنائيّة متدفّقة سلسة، فيها الفيض العاطفي والإحساس بالحب والجمال. والمواقف الفلسفية تستلزم جملاً رزينة متزنة، ذات صبغة منطقية … بحيث يتعدّى مضمون الجمل إلى مضمون الكلمات والمقاطع أيضا"(1).
ومن سمات الحوار الجيد:
1-الاختصار، والإفصاح، والإبانة.
2-انتقاء خير الأساليب والجمل والألفاظ المعبرة عن الشعور والعاطفة، وترك العبارات التي لا قيمة لها.
3-الإشارة إلى الواقع، لا نقله.
4-مراعاة طبيعة القارئ أو المستمع للحوار، فإذا كان الحوار بين طرفين أو ثلاثة ظاهريا، فإنه يوجد طرف آخر هو القارئ أو المستمع.
ومما يعيب الحوار: الإطناب، وهو ترك شخصيات العمل الأدبي تتحدّث كثيراً حديثاً لا طائل من ورائه، أي لا يُثري العمل الأدبي، أو يُعرِّفنا على الشخصيات التي تتحدّث أمامنا "ولذا يجب على المؤلف أن يكون متيقِّظاً، ولا يسمح بأية كلمة لا يكون لها دورها في عرض الأحداث، أو تصوير الشخصيّات، مدركاً أنَّ الإيجاز في استعمال الكلمات هو أساس القوة في الحوار"(2).
***
هوامش
(1)..(2) لاجوس إجري: فن كتابة المسرحية، ترجمة: دريني خشبة، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة د.ت. ، ص420.
د حمد حجي
نص القصة
____
قيلة
قصة قصيرة
"توكلت ع اللي خلق الخلق"
قالتها وأغلقت خلفها الباب .. وخرجت للشارع ..
في سيارة ( الكبود ) كانت تمسك بطرف النقاب المتطاير مع هواء الظهيرة الساخن جداً والذي لا يصنعه سوى انطلاق السيارة المتهالكة
تنجمع وتتزحزح قليلاً لليسار لتبتعد قدر الإمكان عن الرجل المجاور لها
تصعد تلك العمارة في وسط البلد
قديمة ولكنها راقية ويشغل الطابقين الأوليين بعض العيادات والشركات والمكاتب
الدور الثاني علوي
بجوار يافطة فخمة على الباب
توقفت يدها
ثم أدخلتها في حقيبة جلدية تقشرت معظم أجزاءها لتكشف عن اللون الرمادي القبيح تحتها
شك أصبعها دبوس كان هناك في مكان ما
_آه
مكتومة خرجت منها ثم وضعت إصبعها في فمها
عاودت البحث ... أخرجت هاتف صغير .. نظرت لشاشته..
كانت الثانية ظهراً
وموعدها في الثالثة
العجيب أنها لم تندم على هذا التبكير المبالغ فيه .. ففي النهاية
" برضه اجي بدري واستنى احسن ما اتأخر والحمد لله أديني قاعدة ف الطراوة "
قالتها لنفسها وجلست على السلم الرخامي ..
ساعة كاملة قضتها في التفكير ..
" البت لتكون سرحت قدام التلفزيون واخوها يروح عالبابور ... "
أخرجت من ( بوك) صغير معلق في رقبتها بخيط ورقتين من فئة العشرين جنيه وورقة من فئة العشرة وجنيهان وربع جنيه...
" رضا ... كده اكملهم خمسين واديهم ل ( ربيعة) قسط جمعية حاجة المدرسة بتاعة البت"
قالتها وقبلت الفلوس وأعادتها موضعها وأحكمت غلق ( البوك)
كلما مرت خمس دقائق كانت تنظر إلى شاشة الهاتف الصغير
في تمام الثالثة
كانت ترن الجرس
وتنتظر قليلاً
رنة أخرى
انفتح الباب عن سيدة في حوالي الأربعين من عمرها تبدو عليها آثار النعاس
_ أهلاً
_ سلامو عليكم يادكتورة ...
_ معلش الدكتور نايم وشكله مش خارج النهاردة تعالي بكره بس اوعى تتأخري زي عوايدك...
ثم أعقبتها في حالة شبه ناعسة
_ اتفضلي تعالي
كانت تقولها وهي تغلق الباب
تسمرت صاحبتنا على الباب قليلاً تفكر
بين السيارات المسرعة كانت تحكم وضع النقاب على وجهها ولا يدور برأسها إلا شيء واحد
" طب باقيلك كده يابت اتناشر جنيه على جمعية المدرسة.... يعدلها عاد اللي خلق الخلق"
محمد علاء