الثلاثاء، 17 أكتوبر 2017

ما ضرَّ لو .. بقلم الشاعر بشير عبد الماجد بشير

مَا ضَرَّ لَوْ
 ****
عَامَـانِ فـي حُــلُـمٍ جَـمـيــلٍ رائِـــع
عُـمْـرِي تَـبَخْتَرَ فـي نضِـيـر جِـنَانِه

غَـنّـَيتُ للأَمَـلِ الـمُحَـالِ وشَـاقَـنِي
بَـرْقٌ رَجَـوْتُ الغَـيثَ مـن لَمَعَـانِهِ

ومضَـيـتُ من وَهْمِي أُصَـوِّرُ جَـنَّةً
لـلـحُبِّ تُـسْـقَى مــن شَـهِـيِّ دِنَـانِـهِ

وغَرَسْـتُ فيها من نَدِيِّ عـواطِفي
وَرْداً يَتـيه الـعِـطْـرُ فــي أفْـنانِـهِ

ونَـسَجْتُ من وَشْـيِ الـمَشاعِرِ بُرْدَةً
غَـــزَلَ الـرَّبـيعُ خُـيـوطَهـا بِـبَـنَانِـه

ودَعَـا اـفَـراشَـاتِ الأنِــيـقَـةَ كــلَّـهـا
لِيُـنـلْنَـها مـا نِــلْـنَ مـــن ألْــوانِــهِ

وَوَهَـبْـتُهـا لــمَّـا تَــبَـرَّجَ حُـسْـنُهـا
للحُـسْنِ لـمَّـا صِــرْتُ مـن عُـبْـدَانِهِ

وكَـتَبتُ شِــعْـراً ذُبْـتُ فـيهِ صَـبـابَـةً
ورقَـصْــتُ نَـشْـوااً عــلـى ألْـحَـانِـهِ

وصَحَـوتُ لا أَمَـلٌ ولا بَــرْقٌ ولا
غَـيْثٌ وّذَابَ القلـبُ فـي أشْـجْـانِهِ

وتَـسـاقَـطَ الـدَّمْعُ الحَـزيـنُ مُـشَـيِّـعَاً
حُـبَّـاً نَـمَـا واغْـتِـيْـلَ فــي رَيْــعَـانِـهِ

مـا زالَ فـي أُذُني صَــدَى نَـغَـمَاتِهِ
وبِـمُقْـلَتَيَّ يَـلـوحُ طَـيْـفُ حَـنَـانِـهِ

أوَّاهُ يـا قَـلْبـي نَـصَـحْـتُـكَ جاهِـدَاً
ألَّا تُـطـيعَ هَـــواكَ فـي طُـغْـيانِـهِ

فَـأَبـيتَ إلَّا أنْ تَـمـيلَ مـعَ الهَـوَى
وَسَـخِرْتَ مـن نُـصْحي ومن بُرْهانِهِ

وَزَعَـمْتَ أنَّكَ سَــوفَ تَـظْفَرُ بـالمُنَى
حـتْـمَاً وتَجْـني الـكَـرْمَ فــي إِبَّـانِـهِ

ومَضَـى الـزَّمانُ وأنتَ تَـشْدو ناسِيَاً
غَــدْرَ الـزَّمـانِ ونَـقْضَهُ لأَمَـانِهِ

ولهوتَ حـتَّى أيْـقَـظَـتْـكَ فَـجـيـعَـةٌ
هَـدَمَتْ عليـكَ هَـواكَ مـن أرْكانِـهِ

وتَـنَاثَرَتْ أشْــلاءُ حُبّـكَ فـي المـدَى
وبَـقِـيـتَ كالـمَجـنونِ فـي هَـذَيَـانِـهِ

مـا شــامِـتٌ أنـا يـا رَقِـيقُ وإنَّـمَـا
هَـذا أسَـايَ عَجَـزْتُ عـن كـتـمانِهِ

أبكي وما جَـدْوَى البُكاءِ وقـد مَضَى
حُـلـمي الـجـميلُ ولُـفَّ فــي أكْـفَـانِهِ

ويــقـولُ قـلـبي بـعْــدَ هَــــذا كــلِّــهِ
إنَّ الـخُـطـوبَ تَــزيـدُ فــي إيــمَانِـهِ

ويَـظَـلُّ يَـحـكـي دائِــمـاً عن طائرِ  م
الفِـنِيـقِ يَـحْـيَا فـي لَـظَـى نِـيـرانِــهِ

وأظـلُّ أسـمَعُ نَـبْـضَـهُ  ويَـقـودُنـي
ويُـعِـيـدُنـي قَــسْــراً إلـى بُــرْكـانِـهِ

والـحُـبُّ بـي يُـغْـريهِ يُـفـعِمُ كـأسَـهُ
شِــعْــرَاً يُـذيـبُ الـصَّخْـرَعَذْبُ بَـيَانِـهِ

يــا حُـبُّ لا أَقْـوَى تَعِـبْـتُ فَخَـلِّـني
أرْتَاحُ مـن قـلـبـي ومـن خَـفَـقـانِهِ

مَــا ضَــرَّ لَــوْ عــاشَ الـفَـتَى حَـجَـراً
بلا قلْبٍ يَجُورُ عليهِ في سُلْطانِهِ ؟

***
بشير عبد الماجد بشير
السُّود
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini