هروبكَ للوراء يعدُّ نصرًا
إذا كان انهزامكَ في الأمَامِ
و كم متأخرٍ قد فاز لمَّا
ترفَّع في الحياة عن الخصامِ
و كم عزَّ اللقاء بدرب خلٍّ
إذا انتقص الكلام من الكلامِ
و عاقبة الأمور إلى انتكاسٍ
إذا غابتْ مروءات الكرامِ
و شرَّ الصَّمتِ منكَ بدون شكٍّ
إذا ما الخصم أقبل بالسَّلامِ
و لا حبٌّ يدوم إذا تناءى
خليلكَ أو أتاكَ بلا اهتمامِ
فلا تغترَّ في الألقاب يومًا
فكم خدعتْ صويحبها الأسامي
و شرُّ الخلق في الدُّنيا إمامٌ
يزكِّي نفسه بين الأنامِ
و من طلب العظام ببطن سبعٍ
سيغدو عظمه بين العظامِ
تأمَّل و انتظر فتنًا جسامًا
إذا قطع اللَّصوص يد الحرامي
ترقَّبْ للهزائم كل يومٍ
إذا انتصر الظَّلام على الظَّلامِ