من قصيدة هذا العام التي ألقيتها اليوم في الحفل المركزي لميلاد النبي صلى الله عليه وسلم في حماة .
لـَـمْ أَهْــوَ طـرْفـاً نــاعِــساً وكَـحِــيـلا
أنــا لـسـتُ قـيساً فـــي الهوى وجَميلا
لَـــم أسـألِ الرّكبانَ عـن ظَعْـنٍ , ولـم
أَصِـفِ النِّـيَـاقَ , ومـا بَـكَـيْـتُ طُـلُـولا
..لـكـنْ جَرَى بدمي الحنينُ إلى الْحِمى
فـــركـبـتُ نــارَ الـلاعـجـاتِ خــيــولا
والـرُّوح قـد رحَـلـت لـرَوض مُـحـمدٍ
وهــنــاكَ أشْـبَـعْــتُ الـثَّـرى تــَقـبـيـلا
ولـَمَـســتُ مِنْبَـرَهُ فــذُبـتُ صَــبـابـــةً
وانـسـابَ قـلـبـي فـي القـِبـاب قـتـيــلا
وعجبتُ من روضٍ حَوى طُهراً هُدَىً
نـــوراً أتـــى للــعــالــمـيــنَ رسُـــولا
******
..طـــه وهُدْبُ العينِ مـاسـتْ وانتشَتْ
لــمّــا هَـمَـى فـيـهـا ضــيــاهُ سُــيــولا
فـجَـمَعـتُّـه وعـلـى السُّـطـور سَـكَــبْتُهُ
مـــدحـــاً لـغـيـر جَــنَـابِـهِ مــــا قـِـيْـلا
وغرستُ في تُرَبِ الْمَشــاعرِ أحرُفِـي
فَـــنَـمَـتْ قـــوافٍ أزهـــرتْ تـبـجـيـلا
******
..كــان امـتـدادُ الكـــون سِجْـناً مُظلما
والـضَّـــوءُ كـــان بـــقَـعْـرهِ مـشـلـولا
لـم تـُرْعَ حُـرمـةَ أشهرٍ فـمـــن الدّمـا
أجـرَوا فـُراتـاً فــي الـرّمـــال ونِـيْـلا
عـاشـوا بـعَـتْـمَـةِ بِيْــدِهِـمْ حـتّـى أتى
بـــــدرٌ تــــلألأَ بـــكــرةً وأصـــيــلا
وأضــــاءَ لـــيــلَ الـعـارفـيـنَ بـِجبهةٍ
أثـــرُ السُّــــجــودِ بـدا بـِهَـا قِـنــديــلا
وَحَبَا صحارى الرُّوح خُضْرَةَ سُنْدُسٍ
وسَــبَــى قُــلــوبـاً تـُـيِّـمَـتْ وعُـقــولا
*****
يـا مـن بنيتَ صروحَ عدلٍ فوق هـا
مِ الـنّـجـم ..سـاوتْ بالـرفـيـعِ ذلـيـلا
ونـشـلـتَ مــن فـكِّ الـرمـالِ ولــيـدةً
فــنـمـتْ تُـحـاكـي مـريـمـاً وبـتــولا
وكـسـوتَ رَوْعَ الـخـائـفـيـنَ سكينةً
وسـكـبـتَ صَـبْراً في النُّفوس جَميلا
..من غــابرِ الأزمان لُحتَ سَنَاً لِمَن
قــرأ الــــزّبـورَ وَرَنّــَم الإنْــجـيــلا
******
فـصـلُ الرَّبيـــعِ يَظَــلُّ بِضعةَ أشهُرٍ
فـإذا مـضـى وَهَــــبَ الحـياةَ ذُبـولا
لـكــــنْ ربيـعُك دائـمـاً يـهـبُ الدُّنى
طُــهـرا ويزرعُ في النُّفوس حُقـولا
ما ضلَّ فــي تيـهِ الحياة سوى الذي
لــم يـتَّــــخـذْك إلـى الـنَّـجـاةِ دَلـيـلا
******
..مـاذا أعـــددُ ؟ معجزاتُـكَ جَــمـَّةٌ
يـزهـو بِـهـا الــتاريخُ جـيـلاً جيــلا
..تَـمـشـي فَـتُهديــكَ الغَــمامةُ ظِلَّها
وخُـطـاك تُـنـْبِـتُ نَـرجــساً ونَخيلا
وعرجتَ تكسو السَّبعَ أنصــعَ حُلَّةٍ
من نور وجهك , فاسألوا جـبريلا
وبلمس كَفِّكَ سبّحتْ شفةُ الْحصـى
والضَّرْعُ دَرَّ , وكم شفيتَ عَليـلا !
والـغـارُ ضـمَّـك فـانجلت عَتَمــاتُهُ
حَـيْـرى , ومـن نَبْعِ البَنَانِ غَــليلا
*****
من مُزن حُبِّ المصطفى سِفْري ارتوى
فــنـظـمـتُ فـيـهِ الشعرَ أقومَ قـيـلا
وهناك معنىً خلفَ قافيتي اخـتفى
لـيـظـلَّ ســـرّاً يُــذهــل الـتـأويـلا
..فَصُغِ الهوى صِرْفاً بمدح مُحمدٍ
فـبغـيـرهِ صِـيْـغَ الهـوى مَـعْـسولا
واتركْ فؤادَكَ رَهْنَ أنوارِ الْحِـمى
مــن زاره أنّــى يـطـيـقُ رحـيـلا ؟
هُــوَ شـافـعٌ يـومَ الْمَـعَاد لكلِّ مَـنْ
صلَّى عليه , ومَـنْ أتـاهُ دَخــيــلا
فعليه صلى اللهُ ما افْــتَرَّ الضُّـحَى
أو أطلقتْ خيلُ القريضِ صــهيلا