من سالف التاريخ والأزمان
جاءت تعانق مشرق الأكوان
حتى بدتْ والفجر يخطف نورها
والأرض ضمَّت زهرةَ التبيان
تعطيك من حلو الكلام سلافها
ما كان أشهى لذةً بمعانِ
فالبحر يكمن في عميق حروفها
كالعقد يحمل أنفس المرجان
فكّتْ رموز الحقِّ بين دفاتر
وتألقَّ الإعجاز في القرآن
والضاد ميَّزها على أقرانها
كالماسِ يثقِلُ كفَّةَ الميزان
لغتي أخاطبها بكل جوارحي
تجري كماء المزن في هتَّانِ
وكأنَّها نغمٌ يداعب مسمعي
لحنُ العروبة في حنين كماني
والشِّعرُ ديوانٌ به أسرارُها
تتجمَّلُ الأوصاف بالأوزانِ
أشتفُّ عطر الروح من أكمامها
وكأنني في روضها وجِنانِ
كالمسك أغلى إذفر وسواده
كالبن يعطي نكهة الفنجان
أم اللغات وآدمٌ يحكي بها
فخرٌ لكل الأرض خير لسانِ
نبع على أطرافه طاف الهدى
وعلى القصيدة نغمةُ العربان
هذي العروبة تنتمي بجذورها
لليعربيِّ الشامخِ العدناني
18/12/2018