(دنـدنـات فـوق أمـواج الـبـحر الـمـتـقـارب) بقلم الشاعر /محمد عصام علوش

أمـا فـيــكَ يـا شِــعـرُ تـفــعـيـلـةٌ   تـبُـلُّ العـروقَ وتـشـفي الغـلـيـلْ

أساجـلُ فـيـهـا فـحـولَ الـقـوافي   فـنـسمـو معًـا كجـذوع الـنَّخـيـلْ

نحـلِّـقُ كـالطَّـائـرِ الـمُــســتـهـامِ ونُـزمِعُ نحو الـمَعـالي الـرَّحـيـلْ

فها هي ذي قـد أتـتْ كالـصَّبـاحِ   وأهــدتْ إليَّ الـنَّـســيـمَ العـلـيـلْ

فـعـولُن فعـولُن فـعـولُـن فـعـولُ  عـن الـمـتـقــارب قـالَ الـخـلـيـلْ

فـفـي الـمـتـقـاربِ بَـوْحُ القلوبِ   وفـيـهِ يُـوافي الـشُّعـورُ الـنَّـبـيـلْ

وفي الـمتـقـاربِ جَـرسٌ جمـيلٌ    وعـزفٌ وشَــدوٌ ولـحـنٌ أصـيـلْ

يُـراقِـص طـيـفًـا أتى في مَـنـامٍ  بـطــرفٍ كـحــيـلٍ وخــدٍّ أســيـلْ

تُـغـــنِّي تـفـاعــيـلُـه شــاديــاتٍ  بـصـوْتٍ رخــيـمٍ شـجـيٍّ جَـلـيـلْ

كـعـودٍ يُـدَنــدِنُ بـيـن الـحـنـايـا   وبُـحَّـةِ نـايٍ بُـعَـــيْـــدَ الأصـيــلْ

ومِزمارِ راعٍ يسـوقُ الخِـرافَ   إلـى الـمـلـتقى تحـت ظلٍّ ظلـيـلْ

فعولُن: تـقـول ألا هـلْ وصـالٌ  ألـيْـسَ إلـيـهِ لــنـا مـن ســبــيــلْ

وأخرى تقـولُ: أُفَـدِّي بـروحي  جـمـالَ الـظِّـبـاءِ بـخصرٍ نحـيـلْ

تمـيسُ فـتسرِقُ نـبْـضَ الـقلوبِ  وتُحـيي المُنى في الفؤادِ الـقـتيلْ

وثالثةٌ:  في الهوى تـسـتـمـيـتُ  كطـفـلٍ إلى الـثَّـديِ دَوْمًا يَـميـلْ

يرى في الـفِـطامِ فَـنـاء الأماني  فـيَـنوي الـنِّزالَ بـسـيْـفٍ صقـيلْ

ورابـعـةٌ: وقـفــتْ فـي شــرودٍ   تــذمُّ العـذولَ وتـهـجـو الـثَّـقـيـلْ

ألا إنَّما الحبُّ مَهوى الـنُّـفـوسِ  ألا إنَّــه قــاهــرُ الـمُــسـتـحـيــلْ

بهِ يَصدَحُ الشِّعرُ ثـرَّ المَرامي  فـيـغـدو لأهــلِ الـغـرامِ الـدَّلـيـلْ

بهِ يَصهَـلُ الحبُّ بيْـن القوافي   ولـيْـــسَ لـهُ أبــدًا مِـن مَــثـيــلْ

عـن الـمتـقـاربِ قـالَ الخلـيلُ  فـعـولُـن فـعـولُن فـعـولُن فعـولْ