قصيدة "توتي "
تلك الجزيرة التي يلتقي حولها النيلان ضافية سحرا للماء وآخر لإٕخضرار ونضرة :
للهِ دَرُّكِ
يا تَكْـبيرةَ النِيلَيْنِ
يا نَجْوىٰ تُـلاةِ
الـذِّكْـرِ ،،
يا مَهْدَ العُلُومْ ..
للهِ دَرُّكِ
يـا تَعـويـذَةَ
التَّـارِيخِ ؛
يا فَحْوىٰ الدُّعَاشِ
الــبِكْـر ِ،،
يا حَبَبَ الفَرادِسِ
والنَّسِيمْ ..
مُلتَقاكِ أهَـلَّ
بَعْد تَرَجِّلِ النِيلينِ
آلافَ الخُطا ،،
فَـتَعانَقا بِيديْكِ
مُــذْ أزَلٍ
قَــدِيمْ ..
وتَعاهَدا للسَّيْر ِ
رُغْمَ الأمْسِ
واللَّونِ المُسَافِرِ ،،
إذْ طَـلَقْتِ
الـعَهْدِ للخَطْو ِ
الحَـمِيمْ ..
ووقَـفْـتِ
شَاهِدةً عَلى عَقْدِ
المِياه ِ أَميرةً ،،
دُونَ الـتِّـلالِ ؛
ورَعَشَةَ الشَلَّالِ ،،
والنَّبْعِ العَظِيمْ ..
فَرَسَمْتِ
فِي كَفَّيْهِ حِـنَّاءً
بِلـوْنِ السُّمْـرِ فِي
فرحٍَ سَبَى الأطْيار ْ
واصْطَحَـب َ
الــغُيومْ ..
وتَداعَتِ
الأسْرابُ تَرْحَلُ
في أسَافِيرِ المَدَىٰ ،،
لـتَحُـطَّ في
جَـنْبَيْكِ
تَسْلِبُها مَنَصَّاتُ
الـوُجُـومْ ..
أوْدَعَـتْ
فيكِ المَرافِئُ
سِحْرَهَا ،،
لِتُساوِرَ الأغْصَانَ
ماشقةً شِعَاراتِ
الجَمالِ إلى
النُّجومْ ..
ورِمَـالُكِ
البَيضَاءُ جَالِسَةٌ
تُحَدِّقُ في
المسافاتِ الطِّوَالْ ،،
فَيَحْتَفِي شَفَقٌ
عـلى نَخْـلٍ
و ( دَوْمْ )..
وتـحـيةٌ
اللَّـيْمُـونِ فِي
شَطَّيْكِ شَافَهَتِ
الـمَدَىٰ ،،
فَـتَـرَنَّمَ الــوُدُّ
الطَّـرُوبْ
و خَـطَّ قَـافِــيةَ
الـرُّسُومْ ..
كَـأَنَّك ِ
الـبُسْتَانْ حَائِطُهُ
الـشَّـذَىٰ
أرخَىٰ نَواحِي المَدْ
واسْـتَلْقَىٰ
بِخُضْرَتِهِ يَعُومْ ..
واسْتَفْـرَدَ
الإنْـسانُ فيكِ
بما حَبَاهُ
شُمُـوخُـكِ ،،
فَـحَـظَتْ بـهُ
الألقَابُ والطَّبعُ
الهَمِيمْ ..
ما أنْـتِ
إلا مَـهْـرَجَـاناً
خالـداً ،،
بيْتاً لأنْفَاسِ النَّدَىٰ
وبـؤْبُؤاً للـمَاءِ في
(الـخُرطُوم ْ)..