قال الراوي -1-
يروى يا سادة يا كرام
، أن دِمنَة خرجت من كتاب الحكايات وقررت السياحة مثل أبناء الذوات ، فوجدت نفسها
في قاعة للمفاوضات ، ولأن بطاقتها الائتمانية لم تغطِّ للفندق الحساب تركتْ لهم
هذه الحكاية :
زعموا أن راعيا
اعتاد أن يعزف بمزماره لأفعى ؛ فتنفحه ليرة ذهبية ، إلى أن ألمَّ به مرض ألزمه
الفراش فنادى ابنه الشاب وباح له بسره وطلب منه أن يحل محله .
ذهب الشاب وفعل
فِعل أبيه فعزف والتقط الليرة .لكن شيطانه سوّل له كومة من ذهب تحرسه تلك اللئيمة
فعاود العزف حتى خرجت ثم عالجها بضربة من فأسه أخطأتها ، فما أصاب منها إلا الذيل .
كانت أسرع من أن يعاود الكرّة ، فأردته ملدوغا .
كاد الرجل يقضي
كمدا لوفاة ابنه لكنه تجلد ويمم شطر قرينته يستجدي عطاءها بناي حزين، فخرجت ألحانه
باهتة كروحه الثكلى ، لكن عالية المقام أبت العطاء قائلة :
" ما كان
، لن يكون .فما أنا بناسيةٍ ذيلي، ولا أنت بناسٍ فلذتك " .
سمع المتفاوضون
الحكاية فتحسس كل منهم جيوبه .