ذهبت
أمي لتناول قيلولتها المهدئة، دقت ساعة التأهب، فهناك ... عند منعطف الحلم الأول
حيث يميل الطريق قليلاً و ينتهي سألتقيك لنحلم سويا حلمنا الجميل، و أحلام أخرى،
سنلعب لعبتنا المفضلة.. يتمدد كلانا على الأرض أسفل شجرة السدرة، ننظر للسماء،
نتأمل رقص الغيمات في حفلها التنكري، الغيمات تنتظرنا دوماً لا أعلم إن كانت هي
ذاتها و لكنني أعلم أنها تجيد التنكر، هي تفعل ذلك لأجلنا، أجمل أشكالها كانت
عندما اتحدت لترسم قلباً يحمل وجهينا..
ذات مرة كنا سوياً و لأن الأرض مبتلة خشينا غضب أمي، فتسلقنا الشجرة و تأملنا السماء، بدت الغيوم في جمع عزاء، مشحر بالأسود. كثيرة و متزاحمة إحداها اقتربت بتهور من أخرى و اصطدمت بها.. قدحت الغيمتان غضباً، و صرختا صرخة كبرى، ثم توقف العراك.. و راحتا تبكيان ثقليهما بغزارة، في حين صرخ أنا و أنت في فرح، و مددنا أيدينا بنشوة لنلامس المطر، هكذا .. كلما سمعنا عراكاً شديداً جديداً غزر البكاء.
شممنا رائحة الأرض، نزلنا قبل أن تزداد الطين بله و جرينا، كنت أسبقك لأنني أطول القدمين و لكنني عدت إليك _ سأكون معك _ ظللت رأسينا بمعطفي و سرنا متلاصقي الأقدام، افترقنا عند عتبة بيتي..
في الداخل.. كانت أمي شديدة الغضب كما تفعل كلما صحت من غفوتها و لم تجدني، ماذا عن أمك هل تفعل ذلك أيضاً. أتساءل الآن: لِمَ طلبت مني أن أبقي صداقتنا سراً؟ أذكرك قلت: إن أخبرت أحداً سأختفي للأبد.
يوم الابتلال.. عندما عدت ألحت علي أمي بالسؤال فأجبتها أني كنت معك، أخبرتها كل ما أعرفه عنك، و أنني أقابلك منذ عام_ اليوم التالي لوفاة أبي_ حينها فقط، اكتشفت كم كنت تدعني أتحدث عني.فكل ما أذكره أنني ألتقيتك عندما ذهبت لأبكي أبي عند شجرة السدرة_ منعطف الحلم_ تحادثنا و لعبنا و ابتسمنا كثيراً. لم أعرف بيتك أبداً.
عندما أخبرتها استبقتني أمي في البيت ، أحضرت لي طبيباً يسألني عنك، لم يغمض لها جفن، راقبتني طوال الوقت..
و عندما اطمأنت بعد أيام ، عادت لتناول قيلولتها المهدئة، و خرجت أنا من نافذة القيد، كان يوماً صحواً عبرت فيه الشمس عن طاقتها الدفينة، جريت أنا بلهفة لألتقيك هناك ممدداً على الأرض. لم تكن فوق الشجرة، لم تكن مختبئاً ، أردت سؤال الغيمات علها تراك من هناك، و لكنها أيضاً كانت قد اختفت تماماً ما من حفل تنكر و لا جمع عزاء، ليتني لم أخبر أحداً عنك، شعرت بالفراغ و لكنه ما لبث و أن امتلأ حباً حينما أطل وجهك من خلف الشمس
ذات مرة كنا سوياً و لأن الأرض مبتلة خشينا غضب أمي، فتسلقنا الشجرة و تأملنا السماء، بدت الغيوم في جمع عزاء، مشحر بالأسود. كثيرة و متزاحمة إحداها اقتربت بتهور من أخرى و اصطدمت بها.. قدحت الغيمتان غضباً، و صرختا صرخة كبرى، ثم توقف العراك.. و راحتا تبكيان ثقليهما بغزارة، في حين صرخ أنا و أنت في فرح، و مددنا أيدينا بنشوة لنلامس المطر، هكذا .. كلما سمعنا عراكاً شديداً جديداً غزر البكاء.
شممنا رائحة الأرض، نزلنا قبل أن تزداد الطين بله و جرينا، كنت أسبقك لأنني أطول القدمين و لكنني عدت إليك _ سأكون معك _ ظللت رأسينا بمعطفي و سرنا متلاصقي الأقدام، افترقنا عند عتبة بيتي..
في الداخل.. كانت أمي شديدة الغضب كما تفعل كلما صحت من غفوتها و لم تجدني، ماذا عن أمك هل تفعل ذلك أيضاً. أتساءل الآن: لِمَ طلبت مني أن أبقي صداقتنا سراً؟ أذكرك قلت: إن أخبرت أحداً سأختفي للأبد.
يوم الابتلال.. عندما عدت ألحت علي أمي بالسؤال فأجبتها أني كنت معك، أخبرتها كل ما أعرفه عنك، و أنني أقابلك منذ عام_ اليوم التالي لوفاة أبي_ حينها فقط، اكتشفت كم كنت تدعني أتحدث عني.فكل ما أذكره أنني ألتقيتك عندما ذهبت لأبكي أبي عند شجرة السدرة_ منعطف الحلم_ تحادثنا و لعبنا و ابتسمنا كثيراً. لم أعرف بيتك أبداً.
عندما أخبرتها استبقتني أمي في البيت ، أحضرت لي طبيباً يسألني عنك، لم يغمض لها جفن، راقبتني طوال الوقت..
و عندما اطمأنت بعد أيام ، عادت لتناول قيلولتها المهدئة، و خرجت أنا من نافذة القيد، كان يوماً صحواً عبرت فيه الشمس عن طاقتها الدفينة، جريت أنا بلهفة لألتقيك هناك ممدداً على الأرض. لم تكن فوق الشجرة، لم تكن مختبئاً ، أردت سؤال الغيمات علها تراك من هناك، و لكنها أيضاً كانت قد اختفت تماماً ما من حفل تنكر و لا جمع عزاء، ليتني لم أخبر أحداً عنك، شعرت بالفراغ و لكنه ما لبث و أن امتلأ حباً حينما أطل وجهك من خلف الشمس