» » رد الملام للشاعر عبد الرحمن الديب

(رد الملام)

عتابُكَ من مُصفَّى الأَرْيِ أحلى
وإن تضربْ فذا أبهى وأحلى

ولو إن جئتُ فعلًا سوف تأتي
تُعاتبُني فعندي ذاكَ أولى

وهبتُ الرُّوحَ دونَ الوصلِ طوعًا
فكانَ سبيلُ أن ألقاكَ فعلا

رأيتُكَ جئتَ نحوي ما أُحَيلى الذي تَبغيهِ يا أهلًا وسهلا

كأنِّي حينَها بالبدرِ دانٍ
ويُزري بالخرائدِ إذ تجلَّى

فإن قد جاءَني قد رامَ قتلي
فأوحدُ ما أشاءُ الموتَ قتلا

وإن قد جاءني قد رامَ شتمي
فأهلًا بالعطيَّةِ ثمَّ أهلا

فإنْ ذكرَ اسمَ من يفديهِ صارتْ
جميعُ الأرضِ أطيارًا وفُلَّا

وددتُ وإن يُعذِّبْني عذابًا
ثقيًلا أن أموتَ وما تولَّى

تعاتبني ولا تدري بحالي
ولا تدري بما في القلبِ حلَّا

وتحسبُ أنَّ فعلي كانَ طوعًا
وقسرًا كانَ في الأحشاءِ نصلا

أما واللهِ لو تدري بحالي
بكيتَ عليَّ حتى كدتَ تَبلى

فلا تحسبْ فؤادًا أنتَ فيهِ
سيحملُ يا نقيًّا قطُّ غِلَّا

أبيتُ مُضرَّجًا بدموعِ عيني
وسيفُ البُعدِ -لو أبصرتَ- سُلَّا

وفي صدري منَ الأشواقِ نصلٌ
ونارٌ كلما أطرقتُ تُصلى

ويظلمُني الورى جهلًا بحالي
فأصمتُ كلما عُنِّفتُ جهلا

ولا يدري سواكَ بما جرى لي
فكنْ لي لا عليَّ يكونُ عدلا

وأنّي إن عشقتُ فسوفَ أفدي الـذي قتلي استباحَ دمي استحلَّا

طوى الدَّهرُ المُعذِّبُ مُقلَتَينا
ليالي الوصلِ حتى صرتُ كهلا

ولم أتركْ سبيلًا للتلاقي
ولم أسلكْهُ فاستبصرتُ مَحلا

ولم أبرحْ لحوحًا في سؤالي
وألقى الرَّدَ إذ ألقاهُ بُخلا

تراني صامتًا فتظنُّ أنِّي
خليَّ البالِ لكنْ ليسَ يخلى

ولو تدري بقلبٍ فيكَ مُضنًى
ومن شوقٍ إليكِ ذَوَى وعلَّا

رحِمتَ ولم تكنْ فظًّا غليظًا
ولو كنتَ الفظيظَ لقيتَ سَهْلا

فنيتَ النَّفسَ أرجو الوصلَ هدرًا
فكانَ مصيرُ ما أُجبِرتُ وصلا

أُداوي كلَّ مجروحٍ كئيبٍ
ولم أعرِفْ لبُعدِكَ قَطُّ حلَّا

عن مجلة الثقافة العربية مهند حليمة

مجلة الثقافة العربية - مجلة أدبية -شاملة - - نهتم بكافة النصوص الأدبية سواء كانت شعر أو نثر أو قصة أو مقال إلخ -- نمد إيدينا لنشر جمال اللغة العربية لغة الضاد ومساعدة المواهب الأدبية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبادة الفيشاوي
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini