نافذة على
الشعراء العرب
الشاعر الأول
محمد بن حازم الباهلي
هو محمد بن حازم بن عمرو الباهلي ، بالولاء أبو جعفر .
شاعر مطبوع من شعراء الدولة العباسية ، كثير الهجاء ، لم يمدح احدا من الخلفاء غير المأمون ، ، و لا اتصل بواحد منهم . و كان ساقط الهمة ، يرضيه اليسير ، و لا يتصدى لمدح أو طلب .
يقال أنه بعث اليه أحد الذين هجاهم و أفرط بألف دينار و ثياب ، و طلب منه ألا يزيد في هجائه ، و أن ما قد مضى لا يمكن رده ، فرد محمد بن حازم الباهلي الدنانير و الثياب له و كتب :
لا ألبس النعماء من رجل ... ألبسته عارا على الدهر
ولد و نشأ في البصرة ، و سكن بغداد و مات فيها سنة 215 هجرية الموافق 830 ميلادية .
قال الشابشتي :
كان يأتي بالمعاني التي تستغلق على غيره ، و أكثر شعره في القناعة و مدح التصوف ، و ذم الحرص و الطمع ..
يقول في أبيات له في الدعاء :
و ساريــة لم تسر في الأرض تبتغي
........................... محــــلا و لم يقطع بها البيد قاطعُ
سرت حيث لم تسر الركاب و لم تنخ
........................... لوِردٍ ، و لم يقصر لها القيدَ مانعُ
تظل وراء الليـــل و الليــــــل ساقط
........................... بأوراقـــه فيــــه سمير و هاجــــع
تفتح أبـــــواب السماء لوفــــــــــدها
........................... اذا قــرع الأبــواب منهن قــــارع
اذا سألــــــــتْ لم يــــردد الله سؤلها
........................... على أهـــلها و الله راءٍ و سامــــع
و اني لأرجــــو الله حتى كأنمـــــــا
......................... أرى بجميـــل الظن ما الله صانــع
و قال في الصبر :
ماذا يكلفك الروحــــات و الدلـــــــــجا
........................... البر طــورا و طورا تركب اللججا
كم من فتى قصرت في الرزق خطوته
........................... ألفيتــــه بسهام الــــرزق قد فـــلجا
ان الأمــــــور اذا انسدت مسالكـــــــها
........................... فالصبر يفتح منـــها كل ما ارتججا
لا تيــــأسن و ان طـــالت مطالبــــــــة
........................... اذا استعنت بصبر أن تـــرى فرجا
اخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجتــــه
........................... و مدمن القــــرع للأبـواب أن يلجا
فاطلب لرجـــلك قبل الخطــو موضعها
........................... فمن علا زلقـــا عن غـــرة زلـــجا
و لا يغرنــــك صفــــوٌ أنت شاربــــــه
........................... فربمـــــا كان بالتكــــديرممتزجـــا
لا ينتــــج النــــاس الا من لقاحــــــهم
.......................... يبـــــدو لقــــاح الفتى يوما اذا نتجا
و له أيضا :
لئن كنت محتاجا الى الحلم انني
.......................... الى الجهل في بعض الأحايين أحوج
و لي فرس للحلم بالحلم ملجم
.......................... و لي فـــرس للجهل بالجهل مسرج
فمن شاء تقويمي ، فاني مقـــوّم
......................... و من شاء تعويجي ، فاني معـــــوّج
و ما كنت أرضى الجهل خدنا و صاحبا
............................... و لكنني أرضى به حين أحرج
ألا ربما ضاق الفضـــــاء بأهله
......................... وأمــــكن من بين الأسنـــــة مخـــرج
فان قـــال قوم ، ان فيــه سماجة
......................... فقد صدقوا ، و الـــــذل بالحر أسمج
و قال :
دببت أمشي على الكفين ألمسه ... كمشي مسترق للسمع اسرارا
فمر يمشق في قرطاسه فلمي ... و الليل ملق على الآفاق أتسارا
يا راقد الليل مسرورا بأوله ... ان الحودث قد يطرقن اسحارا
لا تفرحن بليل طاب أوله ... فرب آخر ليل أجج النارا
أفنى القرون التي كانت منعمة ... كر الجديدين اقبالا و ادبارا
كم قد أبادت صروف الدهر من ملك ... قد كان في الدهر نفاعا و ضرارا
يا من يعانق دنيا لابقاء لها ... يمسي و يصبح في دنياه سفارا
هلا تركت من الدنيا معانقة ... حتي تعانق في الفردوس أبكارا
ان كنت تبغي جنان الخلد تسكنها ... فينبغي لك أن لا تأمن النارا
و له أيضا :
مقالة السوء الى أهلها ... أسرع من منحدرسائل
و من دعا الناس الى ذمه ... ذموه بالحق و بالباطل
.......
الشاعر الثاني
محمود الوراق
؟ 220 - هـ / 840 - ? م
محمود بن حسن الوراق ، أبو الحسن ، شاعر عباسي مشهور ، من شعراء القرنين الثاني و الثالث الهجري المرموقين .
أكثر شعره في المواعظ و الحكم .و هو شاعر من بغداد فلقب بالبغدادي .
من شعره
لا تطلبن أثرا بعين ... فالشيب احدى الميتتين
أبدى مقابح كل شين ... و محا محاسن كل زين
فاذا رأتك الغانيا... ت رأين منك غراب بين
و لربما نافسن فيــ ... ــك و كن طوعا لليدين
أيام عممك الشبــا ... ب و أنت سهل العارضين
حتى اذا نزل المشيـ ... ــب و صرت بين عمامتين
سوداء حالكة و بيــ... ــضاء المناشر كاللجين
مزج الصدود وصالهـــن فكن أمرا بين بين
و صبرن ما صبر السوا ... د على مصانعة و مين
حتى اذا شمل المشيــ ... ـب فجاز قطر الجانبين
قفّين شرّ قفية ...و أخذن منك الأطيبين
فاقن الحياء و سلِّ نفـــ ... ـسك أو فناد الفرقدين
و لئن أصابتك الخطو ... ب بكل مكروه و شين
فلقد أمنت بأن يصيــ ... ــبك ناظر أبدا بعين
و من شعره أيضا
تعصي الاله .. و أنت تظهر حبه
............................... هذا محــــــــــال في القياس بديع
لو كان حبك صادقا .. لأطعتـــــه
............................... ان المحـــــــب لمن يحب مطيــع
و قوله :
فلو كان يستغني عن الشكر ماجـد
............................... لعـــــــزة نفس .. أو علو مـــكان
لما أمر الله العبـــــاد بشكـــــــــره
.............................. فقال اشكــــــــروني أيها الثقـــلان
.......
خالد ع .خبازة
الشعراء العرب
الشاعر الأول
محمد بن حازم الباهلي
هو محمد بن حازم بن عمرو الباهلي ، بالولاء أبو جعفر .
شاعر مطبوع من شعراء الدولة العباسية ، كثير الهجاء ، لم يمدح احدا من الخلفاء غير المأمون ، ، و لا اتصل بواحد منهم . و كان ساقط الهمة ، يرضيه اليسير ، و لا يتصدى لمدح أو طلب .
يقال أنه بعث اليه أحد الذين هجاهم و أفرط بألف دينار و ثياب ، و طلب منه ألا يزيد في هجائه ، و أن ما قد مضى لا يمكن رده ، فرد محمد بن حازم الباهلي الدنانير و الثياب له و كتب :
لا ألبس النعماء من رجل ... ألبسته عارا على الدهر
ولد و نشأ في البصرة ، و سكن بغداد و مات فيها سنة 215 هجرية الموافق 830 ميلادية .
قال الشابشتي :
كان يأتي بالمعاني التي تستغلق على غيره ، و أكثر شعره في القناعة و مدح التصوف ، و ذم الحرص و الطمع ..
يقول في أبيات له في الدعاء :
و ساريــة لم تسر في الأرض تبتغي
........................... محــــلا و لم يقطع بها البيد قاطعُ
سرت حيث لم تسر الركاب و لم تنخ
........................... لوِردٍ ، و لم يقصر لها القيدَ مانعُ
تظل وراء الليـــل و الليــــــل ساقط
........................... بأوراقـــه فيــــه سمير و هاجــــع
تفتح أبـــــواب السماء لوفــــــــــدها
........................... اذا قــرع الأبــواب منهن قــــارع
اذا سألــــــــتْ لم يــــردد الله سؤلها
........................... على أهـــلها و الله راءٍ و سامــــع
و اني لأرجــــو الله حتى كأنمـــــــا
......................... أرى بجميـــل الظن ما الله صانــع
و قال في الصبر :
ماذا يكلفك الروحــــات و الدلـــــــــجا
........................... البر طــورا و طورا تركب اللججا
كم من فتى قصرت في الرزق خطوته
........................... ألفيتــــه بسهام الــــرزق قد فـــلجا
ان الأمــــــور اذا انسدت مسالكـــــــها
........................... فالصبر يفتح منـــها كل ما ارتججا
لا تيــــأسن و ان طـــالت مطالبــــــــة
........................... اذا استعنت بصبر أن تـــرى فرجا
اخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجتــــه
........................... و مدمن القــــرع للأبـواب أن يلجا
فاطلب لرجـــلك قبل الخطــو موضعها
........................... فمن علا زلقـــا عن غـــرة زلـــجا
و لا يغرنــــك صفــــوٌ أنت شاربــــــه
........................... فربمـــــا كان بالتكــــديرممتزجـــا
لا ينتــــج النــــاس الا من لقاحــــــهم
.......................... يبـــــدو لقــــاح الفتى يوما اذا نتجا
و له أيضا :
لئن كنت محتاجا الى الحلم انني
.......................... الى الجهل في بعض الأحايين أحوج
و لي فرس للحلم بالحلم ملجم
.......................... و لي فـــرس للجهل بالجهل مسرج
فمن شاء تقويمي ، فاني مقـــوّم
......................... و من شاء تعويجي ، فاني معـــــوّج
و ما كنت أرضى الجهل خدنا و صاحبا
............................... و لكنني أرضى به حين أحرج
ألا ربما ضاق الفضـــــاء بأهله
......................... وأمــــكن من بين الأسنـــــة مخـــرج
فان قـــال قوم ، ان فيــه سماجة
......................... فقد صدقوا ، و الـــــذل بالحر أسمج
و قال :
دببت أمشي على الكفين ألمسه ... كمشي مسترق للسمع اسرارا
فمر يمشق في قرطاسه فلمي ... و الليل ملق على الآفاق أتسارا
يا راقد الليل مسرورا بأوله ... ان الحودث قد يطرقن اسحارا
لا تفرحن بليل طاب أوله ... فرب آخر ليل أجج النارا
أفنى القرون التي كانت منعمة ... كر الجديدين اقبالا و ادبارا
كم قد أبادت صروف الدهر من ملك ... قد كان في الدهر نفاعا و ضرارا
يا من يعانق دنيا لابقاء لها ... يمسي و يصبح في دنياه سفارا
هلا تركت من الدنيا معانقة ... حتي تعانق في الفردوس أبكارا
ان كنت تبغي جنان الخلد تسكنها ... فينبغي لك أن لا تأمن النارا
و له أيضا :
مقالة السوء الى أهلها ... أسرع من منحدرسائل
و من دعا الناس الى ذمه ... ذموه بالحق و بالباطل
.......
الشاعر الثاني
محمود الوراق
؟ 220 - هـ / 840 - ? م
محمود بن حسن الوراق ، أبو الحسن ، شاعر عباسي مشهور ، من شعراء القرنين الثاني و الثالث الهجري المرموقين .
أكثر شعره في المواعظ و الحكم .و هو شاعر من بغداد فلقب بالبغدادي .
من شعره
لا تطلبن أثرا بعين ... فالشيب احدى الميتتين
أبدى مقابح كل شين ... و محا محاسن كل زين
فاذا رأتك الغانيا... ت رأين منك غراب بين
و لربما نافسن فيــ ... ــك و كن طوعا لليدين
أيام عممك الشبــا ... ب و أنت سهل العارضين
حتى اذا نزل المشيـ ... ــب و صرت بين عمامتين
سوداء حالكة و بيــ... ــضاء المناشر كاللجين
مزج الصدود وصالهـــن فكن أمرا بين بين
و صبرن ما صبر السوا ... د على مصانعة و مين
حتى اذا شمل المشيــ ... ـب فجاز قطر الجانبين
قفّين شرّ قفية ...و أخذن منك الأطيبين
فاقن الحياء و سلِّ نفـــ ... ـسك أو فناد الفرقدين
و لئن أصابتك الخطو ... ب بكل مكروه و شين
فلقد أمنت بأن يصيــ ... ــبك ناظر أبدا بعين
و من شعره أيضا
تعصي الاله .. و أنت تظهر حبه
............................... هذا محــــــــــال في القياس بديع
لو كان حبك صادقا .. لأطعتـــــه
............................... ان المحـــــــب لمن يحب مطيــع
و قوله :
فلو كان يستغني عن الشكر ماجـد
............................... لعـــــــزة نفس .. أو علو مـــكان
لما أمر الله العبـــــاد بشكـــــــــره
.............................. فقال اشكــــــــروني أيها الثقـــلان
.......
خالد ع .خبازة