» » غروب- بقلم- علي العلي

أغلقت باب الزقاق خلفها ، وراحت تتراقص طربا ، فقد أخبرها المختار قبل قليل ، بأن الحرب على جبهة الجنوب قد توقفت ،وأن المتطوعين سيعودون إلى بيوتهم قريبا ،
أم محمود ،أو كما يسمونها في القرية زوجة الشهيد ، هي أم لبطل واحد ( هكذا تحب تسميته )
استشهد والده بحرب الأيام الست قبل سنوات، وما إن شب حتى حمل بندقيته طالبا ثأره
وهاهو الآن سيعود ظافرا ،
سيتحول الحلم إلى واقع إذا ، فغدا ستلبس زينب ثوب زفافها، الذي اشتراه لها منذ مدة ،وستفي هي بالنذر الذي قطعته على نفسها :
سأرقص حافية ....لم يبقَ لي حلم في هذه الدنيا ،إلا رؤيته عريسا،
كل تلك الأفكار كانت تجول في خلدها، بينما تتسابق عيناها إلى الجدار المقابل ، حيث صورته صغيرا في حضن والده،
طرقات على الباب ، لجمت ذاك السيل من الأفكار ،
ترددت لحظة ، وقفت ببطء، شعرت بأن المسافة التي تفصلها عن الباب، تعادل عشرين سنة من الشقاء ،
مع ساعات الغروب ، انتشر خبر كالهشيم في القرية ،
خروج جنازتين ، باتجاه المقبرة

عن مجلة الثقافة العربية أزمان هاشم

مجلة الثقافة العربية - مجلة أدبية -شاملة - - نهتم بكافة النصوص الأدبية سواء كانت شعر أو نثر أو قصة أو مقال إلخ -- نمد إيدينا لنشر جمال اللغة العربية لغة الضاد ومساعدة المواهب الأدبية رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبادة الفيشاوي
»
السابق
رسالة أقدم
«
التالي
رسالة أحدث
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات :

ترك الرد

close
Banner iklan disini