نافذة على الشعراء العرب
المنخل اليشكري
المنخل أبي بن مسعود بن عامر من بني يشكر و المنخل لقبه .
و في الأغاني هو المنخل بن عبيد بن عامر اليشكري .
شاعر جاهلي ، كان ينادم النعمان مع النابغة الذبياني ، و كان النعمان يؤثر شعر النابغة على شعره .
فسعى المنخل بالنابغة ، و أوغر صدره عليه ، فهرب النابغة و خلا المنخل بمجالسته ، فلم يزل ما أصاب عنده من النعمة ، الى أن وقع في قلبه منه أمر ارتاب فيه ، و قيل انه اتهمه بامرأته المتجردة ( و يقال ان للنعمان ولدين يقال انهما للمنخل ) فأخذه و دفعه الى رجل من حرسه يقال له " عِكَبّ " من بني تغلب ليقتله ، فهذبه حتى قتله .
و جاء في الأغاني أن المنخل ( و كان من أجمل العرب) كان يهوى هندا بنت عمرو بن هند وهو عم النعمان ، و فيها يقول :
و لقد دخلت على الفتاة الخدر في اليوم المطير
الكاعب الحسناء ترفل بالدمقس و بالحرير
فدفعتها فتداقعت مشي القطاة الى الغدير
و لثمتها فتنفسست كتنفس الطير البهير
يا هند ما لمتيم ... يا هند للعاني الأسير
فلما بلغ عمرا خبر المنخل ، فأخذه فقتله . و قال المنخل و هو محبوس قبل أن يقتله عمرو بن هند يحض قومه على طلب الثأر به .. من الخفيف و القافية من المتواتر :
ظل وسط العراق قتلي بلا جر ... مٍ و قومي ينتجون السخالا
و قال أيضا يحرض قومه على " عكب " حارس النعمان الذي تولى تعذيبه و قتله من الوافر و القافية من المتواتر :
ألا من مبلغ الحيين عني ... بأن القوم قد قتلوا أبيّا
فان لم تثأروا لي من عِكَبٍّ ...فلا روّيتمُ أبدا صديّا
يطوّف بيع عكب في معد ... و يطعن بالسميلة في قفيّا
يقال انه قتل سنة 26 قبل الهجرة الموافق 597 ميلادية .
و ضربت العرب به المثل في الغائب الذي لا يرجى ايابه ، فكان يقال :
لا أفعله حتى يؤوب المنخل .
و القصيدة المشهورة التي يقال انه كانت سبب مقتل .. من مجزوء الكامل و القافية من المتواتر :
ان كنت عاذلتي فسيري ... نحو العراق و لا تحوري
لا تسألي عن جل ما ... لي و اسألي كرمي و خيري
و فوارس كأوار حرّ ... النار أحلام الذكور
شدوا دوابر بيضهم ... في كل محكمة القتير
و استلأموا و تلببوا ... ان التلبب للمغير
و على الجياد المضمرا... ت فوارس مثل الصقور
يعكفن مثل أساود الــ ... تنوم لم تعكف بزور
يخرجن من خلل الغبا... ر يجفن بالنعم الكثير
يرفلن بالمسك الزكي ... و صائكٍ كدم النحير
أقررت عيني من أولــ ... ــئك و الفوائح بالعبير
فاذا الرياح تناوحت ... بجوانب البيت الكسير
ألفيتني هشَّ الندى ... بشريج قدحي أو شجيري
و لقد دخلت على الفتاة الخدر في اليوم المطير
الكاعب الحسناء ترفل بالدمقس و بالحرير
فدفعتها فتداقعت مشي القطاة الى الغدير
و لثمتها فتنفسست كتنفس الطير البهير
فدنت و قالت يا منخــ ... ــل ما بجسمك من حرور
ما شف جسمي غير حبـ ... ــك فاهدئي عني و سيري
و أحبها و تحبني ... و تحب ناقتُها بعيري
يا رب يوم للمنخــ ... ــل قد لها فيه قصير
و لقد شربت من المدا... مة بالكبير و بالصغير
و شربت بالخيل الانا ... ث و بالمطهمة الذكور
فاذا انتشيت فانني ... رب الخورنق و السدير (*)
و اذا صحوت فانني ... رب الشويهة و البعير
يا هند ما لمتيم ... يا هند للعاني الأسير
و يقال ان عمرو بن هند بعث وائلا بن صريم بن أسد ساعيا على بني تميم يطالبهم بالأتاوة .. فقتلوه . فلم يستطع عمرو بن هند أن يصنع شيئا ، فجمع اخوه باعث بن صريم جمعا من بني أسد ، فأصاب منهم أسرى ، فذبحهم و ملآ من دمائهم دلوا .. يقول المنخل .. من الخفيف و القافية من المتواتر :
قد أرانا بها أسيّد حربا ... في النواحي يشب فيها الضراما
جرد السيف ثائرا بأخيه ... يقتل الكهل منهم و الغلاما
:
فملآنا الدلاء حتى عراها ... علَقا برّد القلوب السقاما
....
خاد ع . خبازة
(*) - الخورنق و السدير قصران للنعمان بن امرئ القيس بن عمرو بن عدي ، الملك اللخمي ، و هو النعمان الأكبر و كان عظيم الملك أعورا ، و هو الذي بنى الخورق الذي عناه المنخل في أبياته .
و يقال ان أنوشروان بن قباذ هو الذي ملكه . و يقال ان النعمان بن امرئ القيس أشرف يوما على الخورنق ، و نظر الى ما حوله فقال :
أكل ما أرى الى فناء و زوال ؟ . قالوا : نعم . فقال : فأي خير فيما لا يبقى ؟ لأطلبن عيشا لا يزول .
فانخلع من ملكه ، و لبس الأمساح و ساح في الأرض ، فلم يعلم أحد مكانه . و في ذلك يقول عدي بن زيد العبادي
و تبيّنْ رب الخورنق اذ أشــ ...ــرف يوما و للهدى تفكير
سرّه حاله و كثرة ما يمــــ ... ـــلك و البحر معرضا و السدير
فارعوى قلبه و قال فما غبــ...ــطة حي الى الممات يصير
المنخل اليشكري
المنخل أبي بن مسعود بن عامر من بني يشكر و المنخل لقبه .
و في الأغاني هو المنخل بن عبيد بن عامر اليشكري .
شاعر جاهلي ، كان ينادم النعمان مع النابغة الذبياني ، و كان النعمان يؤثر شعر النابغة على شعره .
فسعى المنخل بالنابغة ، و أوغر صدره عليه ، فهرب النابغة و خلا المنخل بمجالسته ، فلم يزل ما أصاب عنده من النعمة ، الى أن وقع في قلبه منه أمر ارتاب فيه ، و قيل انه اتهمه بامرأته المتجردة ( و يقال ان للنعمان ولدين يقال انهما للمنخل ) فأخذه و دفعه الى رجل من حرسه يقال له " عِكَبّ " من بني تغلب ليقتله ، فهذبه حتى قتله .
و جاء في الأغاني أن المنخل ( و كان من أجمل العرب) كان يهوى هندا بنت عمرو بن هند وهو عم النعمان ، و فيها يقول :
و لقد دخلت على الفتاة الخدر في اليوم المطير
الكاعب الحسناء ترفل بالدمقس و بالحرير
فدفعتها فتداقعت مشي القطاة الى الغدير
و لثمتها فتنفسست كتنفس الطير البهير
يا هند ما لمتيم ... يا هند للعاني الأسير
فلما بلغ عمرا خبر المنخل ، فأخذه فقتله . و قال المنخل و هو محبوس قبل أن يقتله عمرو بن هند يحض قومه على طلب الثأر به .. من الخفيف و القافية من المتواتر :
ظل وسط العراق قتلي بلا جر ... مٍ و قومي ينتجون السخالا
و قال أيضا يحرض قومه على " عكب " حارس النعمان الذي تولى تعذيبه و قتله من الوافر و القافية من المتواتر :
ألا من مبلغ الحيين عني ... بأن القوم قد قتلوا أبيّا
فان لم تثأروا لي من عِكَبٍّ ...فلا روّيتمُ أبدا صديّا
يطوّف بيع عكب في معد ... و يطعن بالسميلة في قفيّا
يقال انه قتل سنة 26 قبل الهجرة الموافق 597 ميلادية .
و ضربت العرب به المثل في الغائب الذي لا يرجى ايابه ، فكان يقال :
لا أفعله حتى يؤوب المنخل .
و القصيدة المشهورة التي يقال انه كانت سبب مقتل .. من مجزوء الكامل و القافية من المتواتر :
ان كنت عاذلتي فسيري ... نحو العراق و لا تحوري
لا تسألي عن جل ما ... لي و اسألي كرمي و خيري
و فوارس كأوار حرّ ... النار أحلام الذكور
شدوا دوابر بيضهم ... في كل محكمة القتير
و استلأموا و تلببوا ... ان التلبب للمغير
و على الجياد المضمرا... ت فوارس مثل الصقور
يعكفن مثل أساود الــ ... تنوم لم تعكف بزور
يخرجن من خلل الغبا... ر يجفن بالنعم الكثير
يرفلن بالمسك الزكي ... و صائكٍ كدم النحير
أقررت عيني من أولــ ... ــئك و الفوائح بالعبير
فاذا الرياح تناوحت ... بجوانب البيت الكسير
ألفيتني هشَّ الندى ... بشريج قدحي أو شجيري
و لقد دخلت على الفتاة الخدر في اليوم المطير
الكاعب الحسناء ترفل بالدمقس و بالحرير
فدفعتها فتداقعت مشي القطاة الى الغدير
و لثمتها فتنفسست كتنفس الطير البهير
فدنت و قالت يا منخــ ... ــل ما بجسمك من حرور
ما شف جسمي غير حبـ ... ــك فاهدئي عني و سيري
و أحبها و تحبني ... و تحب ناقتُها بعيري
يا رب يوم للمنخــ ... ــل قد لها فيه قصير
و لقد شربت من المدا... مة بالكبير و بالصغير
و شربت بالخيل الانا ... ث و بالمطهمة الذكور
فاذا انتشيت فانني ... رب الخورنق و السدير (*)
و اذا صحوت فانني ... رب الشويهة و البعير
يا هند ما لمتيم ... يا هند للعاني الأسير
و يقال ان عمرو بن هند بعث وائلا بن صريم بن أسد ساعيا على بني تميم يطالبهم بالأتاوة .. فقتلوه . فلم يستطع عمرو بن هند أن يصنع شيئا ، فجمع اخوه باعث بن صريم جمعا من بني أسد ، فأصاب منهم أسرى ، فذبحهم و ملآ من دمائهم دلوا .. يقول المنخل .. من الخفيف و القافية من المتواتر :
قد أرانا بها أسيّد حربا ... في النواحي يشب فيها الضراما
جرد السيف ثائرا بأخيه ... يقتل الكهل منهم و الغلاما
:
فملآنا الدلاء حتى عراها ... علَقا برّد القلوب السقاما
....
خاد ع . خبازة
(*) - الخورنق و السدير قصران للنعمان بن امرئ القيس بن عمرو بن عدي ، الملك اللخمي ، و هو النعمان الأكبر و كان عظيم الملك أعورا ، و هو الذي بنى الخورق الذي عناه المنخل في أبياته .
و يقال ان أنوشروان بن قباذ هو الذي ملكه . و يقال ان النعمان بن امرئ القيس أشرف يوما على الخورنق ، و نظر الى ما حوله فقال :
أكل ما أرى الى فناء و زوال ؟ . قالوا : نعم . فقال : فأي خير فيما لا يبقى ؟ لأطلبن عيشا لا يزول .
فانخلع من ملكه ، و لبس الأمساح و ساح في الأرض ، فلم يعلم أحد مكانه . و في ذلك يقول عدي بن زيد العبادي
و تبيّنْ رب الخورنق اذ أشــ ...ــرف يوما و للهدى تفكير
سرّه حاله و كثرة ما يمــــ ... ـــلك و البحر معرضا و السدير
فارعوى قلبه و قال فما غبــ...ــطة حي الى الممات يصير