أسرجتُ روحي
خُذْ بِطرفِ قيادي
نحوَ الأحبَّةِ سِــرْ بنا يا حادي
أَوَما رأيتَ إذا أُغرِّبُ
شَـــرَّقَــتْ رُوحي
تُرَفرفُ في سَما مِيلادي!
يسري الفؤادُ إذا غفوتُ لِـحُضنِها
وإذا صـَـحَوتُ ..
وجــدتُها بفُــؤادي
يا حُضنَ عُمريْ
ياوسادةَ أدمُعي
كيف الرُّقـادُ وليسَ فيكِ رقـادي؟!
أُمســـي وأُصـــبحُ والفؤادُ مسافرٌ
بيني وبينكِ ..
رائـِـحٌ أو غــــادي
ياقِـبلتي
قَــبلَ الصـــــلاةِ وبعـدَها
أنا ماسَرجْتُ سِـوى إليكِ جَوادي
ماكنتِ غيرَ عروســـةٍ في خِدرِها
من ألبسَ الحسناءَ ثوبَ سَــوادِ؟!
أشتاقُ - بعدَ العَصرِ - صوتَ فُراتِنا
كانَ الكَمَنجةَ صــوتُهُ
والشَّـــادي
أشــــتاقُ بيتًا لـيسَ يُغـلقُ بـابُـــهُ
فيهِ العَـريشُ
وشــــجـرةُ الكـــبَّادِ
أشتاقُ شمسًا ضاحَكتْ أمي
وكَمْ ..
أشتاقُ خُبزًا
فيه طعمُ رمــــــادِ
أشتاقُ للبدرِ الذي يمشي معي
وأخـــالُ أني
خِـيـــــرةُ الأولادِ
أشتاقُ
يا مَن كنتِ وحدكِ مَسكني
وغدوتِ اِســمًا ســـاكنًا أورادي!
لا ظلَّ لي في غُربتي يمشي معي
هل قد غدا بعضي لبعضيَ زادي؟!
والعيشُ موتٌ في صَحاري غُربتي
والموتُ عيشٌ في ثراكِ بـــلادي
مَـن منكُمُ ذاقَ الـنَّـوى
عن أرضِــهِ
حـتمًا كَــــواهُ بجَـمــرِهِ الــوقَّــــادِ
فإذا سمــــــــعتُمْ أنَّـةً في أضـلُـعـي
فلتِلكَ روحي
يا فُـراتُ تُـــنــادي
وإنِ احترقتُ من النَّوى
فوصيَّتي
أنْ تَـنثـروا فوقَ الفُـراتِ رَمــادي