زخات_قلم - الشاعر - حسين العبدالله

1/ أوصيكِ نفسي بها يا نفسُ فاستمعي
................... ياصاحبي وبها أوصيكَ فانتفعِ

2/ صاحبْ ذوي شرفٍ تزدَدْ بهم شرفًا
.................... ولا تكن لُكَعًا من صُحبةِ اللُّكَعِ (*)

3/ رفيقُ عمرِكَ قد تلقاهُ باعكَ بل
............... حتى البلادُ غدت في زمرةِ السِّلعِ

4/ أيامُنا دُوَلٌ دارت على أُممٍ (**)
............. كن صاحبي فطِنًا واحذر من الطمعِ

5/ جُد في الغِنى لاتكنْ ممن يقولُ غدًا
.............. بالأمسِ كان معي واليومَ ليتَ معي

6/ ما ردَّ ما قد مضى من عمرِنا ندمٌ
................... والقوسُ ماردَّه‍ا ندامةُ الكُسَعي (***)

7/ في الناسِ من يرتجي خبزًا وما وجدوا
............. والجوعُ يا صاحبي مِن أوجعِ الوَجعِ

8/ والـ (آهُ) مِن فِيهِ مَن بالـ (آهِ) قد صرخوا
................... لاتشبهُ الـ (آهَ) في آذانِ مُستمعِ

9/ لا تَحقِرنَّ من المعروفِ أصغرَهُ
............... وقُل لنفسكَ طبعَ البخلِ فيكِ دعي

10/ فقطرةُ الماءِ للعطشانِ غيثُ سما
.................. وكِسرةُ الخبزِ تملا جوفَ مُقتنعِ

11/ من جرَّبوا الفقرَ من بعد الغنى عرفوا
........ للخبزِ في الجوعِ طعمُ اللحمِ في الشَّبعِ



*) لُكَع: اللئيم وسيء الخلق والتافه من الناس.

ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع".
أي اللئيم ابن اللئيم، أو رديء النسب والحسب، وقيل: من لا يعرف له أصل ولا يحمد له خلق.

**) أيامنا دُوَلٌ: أي تدور ولاتدوم على حال.

***) ندامة الكُسَعي: باختصار، هو رجل في الجاهلية نحت قوسا للصيد وخرج يصطاد ليلا، ورمى بسهامه خمس مرات على حمر الوحش وظن أنه لم يصب شيئا، فغضب وكسر القوس ونام بجانبها. وفي الصباح وجد انه قد اصطاد خمسة من حمر الوحش، فندم على تكسير القوس وعض أصبعه حتى قطعها، وأصبح مضرب مثل.