أنا المنسيُّ في منفى اندثاري
وفي سفح الرجاء أنا المباري
.
أنا اللاشيءُ لكن بعض قلبي
بوسع الكون رهنَ الاِنفطار
.
أنا من كل أروقة المآسي
وُجدت وخيبتي في عُقر داري
.
أنا طفل من الأحلام غضٌّ
أعد النجم شوقا للنهار
.
وأنتظر الشروق بوجه أمي
فيفطمني على الموت انتظاري
.
وتوقظ غفوتي أقدار عمري
وتعصف في أجيج الروح ناري
.
يدثّرني من البلوى إزار
فيا تعسَ المُدثَّر بالإزار!
.
أنا المقروء مثل الملح عكسا
ومقصور على الفقد اعتباري
.
انا المحمول مثل الميت لكن
بقلبي ألف نبض وانكسار
.
إذا أبصرتني أبصرت جيشاً
من الصبر المحنّط كالجدار
.
أنا جبل من الإصرار فوقي
تكسرتِ الجرار على الجرار
.
فيا الله كيف أكون طَودا
وأوصالي هباء في المدار؟!
.
مُسمّرة يداي على ضلوعي
ومربوط على كتفي قراري
.
مبعثرة يكاد يلم شعثي
على متن الأساطير احتضاري
.
وبين الناس يحكمني ابتسامٌ
وأخلو حيث بؤسي وانهياري
.
وينظمني من السلَوات خيط
إذا ما انْبتَّ فارقني اصطباري
.
أضعتُ من الربيع ورود عمري
فيا ذاك الربيع لك اعتذاري
.
ثلاثون انطوت كالنهر حُكما
إذا ما انصبّ في عرض البحار
.
ثلاثون امتطيت بها الرزايا
بمعركة احتكام واقتدار
.
رفعت بها إلى مولاي كفي
بإقرارٍ وأعلنت افتقاري..
.