أقلّبُ صفحةً عبرَ الكتابِ
فألمحُ ضمنها زهْوَ الشبابِ
ويعبرُ كلُّ ماضٍ في خيالي
مرورَ البرق في جوف السحابِ
مشتْ أعوامُنا شوطاً طويلاً
وتاهتْ بين أروقة السرابِ
وهذا العمرُ أرهقَهُ بكاءٌ
دموعٌ في الذهاب وفي الإيابِ
سقاني الدهرُ مُرّاً من كؤوسٍ
بها قد جادَ من سقْطِ الشرابِ
رماني كلَّ أرْزاءٍ تباعاً
وكم عانيتُ من وقعِ الحرابِ
تراودني الشجونُ بكل فجرٍ
ويدخلُ طيفُها من كل بابِ
سأرحلُ نحو صحْوٍ في يقيني
فقد قاسيتُ من وحل الضبابِ
خُلقنا من ترابٍ ثم نمضي
إلى الأجداث نفغو بالترابِ
محمد موصلي