نافذة على الشعراء العرب
أمية بن أبي الصلت
هو أمية بن أبي الصلت بن ربيعة بن عوف الثقفي . شاعرجاهلي ، حكيم من أهل الطائف ، كان ممن حرموا على أنفسهم الخمر ، ونبذوا عبادة الأوثان في الجاهلية ، رحل الى البحرين ، ثم عاد الى الطائف ، فسأل عن خبر محمد ( ص ) ، وكان مطلعا على الكتب القديمة ، قدم مكة و سمع من النبي صلى الله عليه وسلم آيات من القرآن الكريم ، و سألته قريش عن رأيه ، فقال : أشهد أنه على الحق . قالوا : فهل تتبعه . قال : حتى أنظر في أمره . ثم خرج الى الشام . كان يريد الاسلام ، فعلم بمقتل ولدين من أبناء خاله في معركة بدر ، فامتنع ، و أقام بالطائف الى أن مات سنة 5 للهجرة الموافق 626 للميلاد . من شعراء الطبقة الأولى ، وهو أول من جعل في مطالع الكتب " باسمك اللهم " و تبعته قريش .
يقول معاتبا أحد أولاده :
غذوتك مولودا ، و علتك يافعا ...
تعل بما أجني عليك ، وتنهل
اذا ليلة نابتك بالشكو لم أبت ...
لشكوك الا ساهرا أتململ
كـأني أنا المطروق دونك بالذي ...
طرقت به دوني ، فعيناي تهمل
تخاف الردى نفسي عليك ...
لتعلم أن الموت وقت مؤجل
فلما بلغت السن و الغاية التي ...
اليها مدى ما كنت فيه أؤمل
جعلت جزائي غلظة و فظاظة ...
كأنك أنت المنعم المتفضل
فليتك اذ لم ترع حق أبوتي ...
فعلت كما الجار المجاور يفعل
...
الشاعر الثاني
عبدالسلام جود
شاعر و أديب و صحافي سوري
من العودة الى بعض الأوراق القديمة التي كانت في حوذتي عثرت على ورقة صغيرة تضمنت أبياتا جميلة لشاعر من اللاذقية هو المرحوم " عبدالسلام جود " الذي عاش في مديمة اللاذقية بسوريا .. و كان أديبا شاعرا أصدر جريدة " الطبل " التي كانت تصدر في اللاذقية في الأيام الأولى لستقلال سوريا عن الاستعمار الفرنسي
كنت سمعت به من بعض الأصدقاء ولم أعرفه شخصيا ، فهو يزيدني كثيرا في العمر .. و أعتقد أن القصيدة تعود للخمسينات او الستينات من الأعوام ، و الأهم من ذلك فقد لفت نظري ما كان أشير اليه في الورقة ، من أن الأديبة و الكاتبة و الصحافية المصرية الدكتورة " أمينة السعيد " ، والتي أصبحت رئبسة لتحرير مجلة حواء المصرية ، قد ردت على هذه القصيدة ببيتين اثنين ، و يبدو أن الشاعر قد نشرها في احدى الدوريات أو المجلات الأدبية في ذلك الوقت ، مما سمح للأديبة المصرية الأطلاع عليها والرد بالبيتين المذكورين :
القصيدة :
ما بال حواء فد خالت بفتنتها ...
فهيجت بعد هذا الشيب أشجاني
أما كفـى ،( بعد هذا ) كل ما حشدت ...
في صدرها الغض من ثدي و أعناق
حتى تبدت بظهر غير كاسية ...
و أعقبتها بكشف الزنــد و الساق
فأسكرتنا بلا خمر و لا قدح ...
و الساق تفعل ما لا يفعل الساقي
و صممت ثوبها فخا تصيد به ...
ذوي المآرب من صـبٍّ و عشاق
فضيقته ليبدو تحتـــــه كفل ...
كاف لاغــراء تــوّاق و مشتـاق
حواء كوني بقلب الصب راحمة ..
أفسدت ما فيه من دين و أخـــلاق
>>>
خالت : بمعنى اختالت
>>> .
رد الدكتورة أمينة السعيد :
و هل في حلبة العشاق من خلق ..
ترجى وهل في الهوى حد لمشتاق
أقلع عن النصح ان النصح ثرثرة
و لا تقيِّد ، فهذا وقت اطـــــــــــلاق
...
ملاحظة : وردت الأبيات في الورقة المذكورة ، و في البيت الثاني خلل عروضي ، حيث نقص منها كلمة أو عبارة ، فقمت بتصحيح الوزن ، باضافة العبارة التالية " بعد هذا " ليستقيم الوزن ، ووجدت أن ناقل الأبيات لا بد قد اسقطها سهوا ، و أنا أتوقع أن يكون البيت المذكورفي الأصل وفق ما أوردته تصحيحا .
...
خالد عبدالقادر خبازة
اللاذقية
أمية بن أبي الصلت
هو أمية بن أبي الصلت بن ربيعة بن عوف الثقفي . شاعرجاهلي ، حكيم من أهل الطائف ، كان ممن حرموا على أنفسهم الخمر ، ونبذوا عبادة الأوثان في الجاهلية ، رحل الى البحرين ، ثم عاد الى الطائف ، فسأل عن خبر محمد ( ص ) ، وكان مطلعا على الكتب القديمة ، قدم مكة و سمع من النبي صلى الله عليه وسلم آيات من القرآن الكريم ، و سألته قريش عن رأيه ، فقال : أشهد أنه على الحق . قالوا : فهل تتبعه . قال : حتى أنظر في أمره . ثم خرج الى الشام . كان يريد الاسلام ، فعلم بمقتل ولدين من أبناء خاله في معركة بدر ، فامتنع ، و أقام بالطائف الى أن مات سنة 5 للهجرة الموافق 626 للميلاد . من شعراء الطبقة الأولى ، وهو أول من جعل في مطالع الكتب " باسمك اللهم " و تبعته قريش .
يقول معاتبا أحد أولاده :
غذوتك مولودا ، و علتك يافعا ...
تعل بما أجني عليك ، وتنهل
اذا ليلة نابتك بالشكو لم أبت ...
لشكوك الا ساهرا أتململ
كـأني أنا المطروق دونك بالذي ...
طرقت به دوني ، فعيناي تهمل
تخاف الردى نفسي عليك ...
لتعلم أن الموت وقت مؤجل
فلما بلغت السن و الغاية التي ...
اليها مدى ما كنت فيه أؤمل
جعلت جزائي غلظة و فظاظة ...
كأنك أنت المنعم المتفضل
فليتك اذ لم ترع حق أبوتي ...
فعلت كما الجار المجاور يفعل
...
الشاعر الثاني
عبدالسلام جود
شاعر و أديب و صحافي سوري
من العودة الى بعض الأوراق القديمة التي كانت في حوذتي عثرت على ورقة صغيرة تضمنت أبياتا جميلة لشاعر من اللاذقية هو المرحوم " عبدالسلام جود " الذي عاش في مديمة اللاذقية بسوريا .. و كان أديبا شاعرا أصدر جريدة " الطبل " التي كانت تصدر في اللاذقية في الأيام الأولى لستقلال سوريا عن الاستعمار الفرنسي
كنت سمعت به من بعض الأصدقاء ولم أعرفه شخصيا ، فهو يزيدني كثيرا في العمر .. و أعتقد أن القصيدة تعود للخمسينات او الستينات من الأعوام ، و الأهم من ذلك فقد لفت نظري ما كان أشير اليه في الورقة ، من أن الأديبة و الكاتبة و الصحافية المصرية الدكتورة " أمينة السعيد " ، والتي أصبحت رئبسة لتحرير مجلة حواء المصرية ، قد ردت على هذه القصيدة ببيتين اثنين ، و يبدو أن الشاعر قد نشرها في احدى الدوريات أو المجلات الأدبية في ذلك الوقت ، مما سمح للأديبة المصرية الأطلاع عليها والرد بالبيتين المذكورين :
القصيدة :
ما بال حواء فد خالت بفتنتها ...
فهيجت بعد هذا الشيب أشجاني
أما كفـى ،( بعد هذا ) كل ما حشدت ...
في صدرها الغض من ثدي و أعناق
حتى تبدت بظهر غير كاسية ...
و أعقبتها بكشف الزنــد و الساق
فأسكرتنا بلا خمر و لا قدح ...
و الساق تفعل ما لا يفعل الساقي
و صممت ثوبها فخا تصيد به ...
ذوي المآرب من صـبٍّ و عشاق
فضيقته ليبدو تحتـــــه كفل ...
كاف لاغــراء تــوّاق و مشتـاق
حواء كوني بقلب الصب راحمة ..
أفسدت ما فيه من دين و أخـــلاق
>>>
خالت : بمعنى اختالت
>>> .
رد الدكتورة أمينة السعيد :
و هل في حلبة العشاق من خلق ..
ترجى وهل في الهوى حد لمشتاق
أقلع عن النصح ان النصح ثرثرة
و لا تقيِّد ، فهذا وقت اطـــــــــــلاق
...
ملاحظة : وردت الأبيات في الورقة المذكورة ، و في البيت الثاني خلل عروضي ، حيث نقص منها كلمة أو عبارة ، فقمت بتصحيح الوزن ، باضافة العبارة التالية " بعد هذا " ليستقيم الوزن ، ووجدت أن ناقل الأبيات لا بد قد اسقطها سهوا ، و أنا أتوقع أن يكون البيت المذكورفي الأصل وفق ما أوردته تصحيحا .
...
خالد عبدالقادر خبازة
اللاذقية