غريبة في الدنيا
عاشت ....غريبة
في طرفها شجن
وفي ثوبها الفضفاض خيط فضي يلاعبه القمر
تنظر بألم وتتكلم بصمت
تحب الياسمين وتنثره على شرفات الحكايا
في يدها سلة من الماضي البعيد وحفنة من الذكريات
تتنشق الوعود والأمل
تشتاق النهار
و تحضن الليل تبكيه ويبكيها ...
ساحرة المبسم ...ودودة دافئة
صوتها نغم ...وغناؤها تدمع له الأذن
تنظر في مرآتها فترى ابتسامة خافتة وعينا حالمة
تمشط شعرها بأنامل ناعمة متعبة وتتمتم
تكتب مشاعرها في دفتر باهت اللون دامع القسمات
تخفيه تحت وسادتها ...
إذا قالت بخجل ...وإذا غنت يسمعها طير عابر
مرت على الدنيا بمضغة وجع
ورحلت إلى الآخرة وحيدة ...غريبة
لم تدفن في المقابر ...
كانت وصيتها أن تدفن في حديقة المنزل
لتكون قريبة من أولادها
تحت شجرة التوت ...
يزورها كنار وفراشة وقنديل فلاح شارد .