هُناك في المحطةِ وأنا أودعهُ لم يَبنْ منهُ شيءٌ بينَ زحمةِ المسافرين سِوى قَفاه الذي أنبأني بمجهولٍ لم أستطع قراءةَ حروفهِ المغشيةِ، حالَت دموعهُ التي تكفكَفت بمنديلهِ القديم عَن رؤيتي لعينيهِ المليحَتين، اختفى في إحدى العرَبات، ومازالَت عَيناي شاخصتين، تدحرَجت دمعةٌ بحجمِ الفراق على خدّي، عندما لاحَت لي يدهُ مِن نافذةِ آخرِ عربةٍ ركنَ إليها كي يكونَ أكثر قرباً منّي.